إيران.. تصاعد الغضب بعد إعدام متظاهرين واحتجاجات في طهران

time reading iconدقائق القراءة - 6
مظاهرات في أحد شوارع العاصمة الإيرانية طهران. 20 سبتمبر 2022 -  REUTERS
مظاهرات في أحد شوارع العاصمة الإيرانية طهران. 20 سبتمبر 2022 - REUTERS
دبي-الشرق

تصاعد الغضب في إيران بعد تنفيذ السلطات أحكام إعدام بحق متظاهرين، وانطلقت مسيرات احتجاجية ليلية في العاصمة طهران، مساء السبت، في حين قالت شخصيات ومنظمات إيرانية إن سقوط النظام "أمر مؤكد" إذا حدث تضامن عالمي.

وشهدت 14 منطقة على الأقل في العاصمة طهران، احتجاجات مناهضة للنظام، ورافضة لإعدام المتظاهرين محمد مهدي كرمي ومحمد حسيني، في اتهامهما بقتل أحد أفراد قوات الباسيج، ورددوا شعارات مثل: "إذا قتل شخص سيقف خلفه ألف شخص".

وذكر موقع تابع للسلطة القضائية، أن تنفيذ الحكم جاء بعد "إقرار المتهمين بقتل أحد أفراد قوات التعبئة، بالإضافة إلى أدلة ومقاطع فيديو أكدت ارتكابهما للجريمة"، فيما ندد مكتب حقوق الإنسان في الأمم المتحدة بالمحاكمات قائلاً إنها "غير عادلة تستند إلى اعترافات انتزعت بالقوة".

ومن بين المناطق التي شهدت مسيرات احتجاجية، أمير أباد، وولي عصر، ومرزداران، وبونك، وشارع فردوس، وستارخان، وولنجك، ودربند، وسعادت آباد، وشارع دولت، وباسداران، وجردن، وظفر، ونارمك، ومنطقتا جوهردشت، وحسين آباد كرج، حسبما نقلت "إيران إنترناشيونال".

وفي محافظة مركزي، احتج عدد من أهالي "أراك" على إعدام محمد حسيني، ومحمد مهدي كرمي، مساء السبت، ورددوا هتاف "الموت لخامنئي (المرشد الإيراني) قاتل الأطفال"، و"الموت للنظام قاتل الأطفال".

وتشهد إيران احتجاجات واسعة منذ سبتمبر 2022، وأصدرت سلطاتها القضائية مؤخراً عدة أحكام بالإعدام على أشخاص بتهم مختلفة على خلفية مشاركتهم في المظاهرات. وأسفرت الاحتجاجات في إيران عن سقوط وإصابة المئات.

"لا مجال للعودة"

في سياق متصل، اعتبرت شخصيات ومنظمات إيرانية مختلفة، أن تنفيذ الإعدامات "مؤشر على ضرورة إسقاط النظام الإيراني دون رجعة".

ورداً على إعدام الشابين، قالت جمعية صناع الأفلام المستقلين الإيرانية، في بيان صحافي، إن "جرائم القتل هذه (الإعدامات) جزء من تكتيك النظام الإيراني لنشر الخوف بهدف استمرار وجوده. لا مجال للعودة، لا لهذا النظام ولا للشعب. إن سقوط هذه الفئة القاتلة أمر مؤكد إذا حدث تضامن عالمي".

ومنذ بداية الاحتجاجات، حكم القضاء بالإعدام على 14 شخصاً لارتباطهم بالتظاهرات، بحسب إحصاء مبني على معلومات رسمية لوكالة "فرانس برس"، ونُفّذت الأحكام بحق 4 أشخاص، وثبتت المحكمة العليا حكمين في حق اثنين، فيما ينتظر 6 أشخاص محاكمات جديدة، ويمكن لاثنين آخرين الاستئناف. 

كما كتب نجل شاه إيران السابق، رضا بهلوي، رداً على إعدام محمد حسيني، ومحمد مهدي كرمي: "لم يُعدما، بل قتلا على يد نظام إرهابي".

وأضاف: "بجهود الشعب الإيراني المستيقظ والمُوَّحد، ستتم معاقبة الإرهابيين المعادين لإيران وزعيمهم الإجرامي على أفعالهم".

وأيدت الصحافية مسيح علي نجاد، الدعوة إلى احتجاجات في جميع أنحاء البلاد، الأحد. وكتبت: "الآن، مع إعدام شابين من المواطنين الأبرياء، اندلعت نيران غضب الشعب للاحتجاج على النظام القاتل. سنمسك أيدي بعضنا البعض بإحكام، وسنظل متعاطفين، وسننهي معاً 44 عاماً من الظلام والدمار في أرضنا".

وكتبت غزال رنجكش، الشابة المتظاهرة التي فقدت إحدى عينيها برصاص رجال الأمن في بندر عباس، تغريدتين رداً على إعدام محمد مهدي كرمي، ومحمد حسيني: "أعيش بعين واحدة من الدموع وعين أخرى من الدم".

تنديد دولي

ونددت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وفرنسا وبريطانيا بإعدام إيران شخصين، السبت، لاتهامهما بقتل مسؤول أمني خلال الاحتجاجات التي عمت البلاد منذ سبتمبر الماضي، فيما استدعت هولندا السفير الإيراني لديها.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، نيد برايس، إن واشنطن تدين بـ"أشد العبارات" ما وصفها بـ"المحاكمات الصورية" في إيران، وإعدام محمد مهدي كرامي (22 عاماً) وسيد محمد حسيني (20 عاماً) شنقاً.

وذكر الاتحاد الأوروبي، في بيان، أن إعدام اثنين من المحتجين علامة أخرى على "القمع العنيف" للاحتجاجات المدنية من قبل السلطات الإيرانية.

وتتهم إيران الدول الغربية بتأجيج الاضطرابات، كما تنسب إلى الفصائل الكردية المعارضة إثارة الاحتجاجات التي تشهدها البلاد منذ 16 سبتمبر، إثر وفاة مهسا أميني بعد أن أوقفتها شرطة الأخلاق لعدم التزامها بقواعد اللباس الصارمة.

أحكام الإعدام

وتم إعدام كلّ من محمد مهدي كرامي (22 عاماً) وسيد محمد حسيني (20 عاماً) شنقاً، إثر اتهامهما بالتورط في قتل عضو في قوة "الباسيج" التابعة لـ"الحرس الثوري".

وعلى الرغم من الجهود العالمية لإلغاء إعدام هذين المتظاهرين، أكدت المحكمة العليا الإيرانية في 3 يناير حكم الإعدام الصادر بحقهما، وهو ما دفع بمحمد مهدي كرمي للإضراب عن الطعام احتجاجاً على تأكيد الحكم الصادر بحقه، قبل أن تنفذ السلطات عملية الإعدام.

وكان والدا كرامي نشرا، في ديسمبر، مقطع فيديو يتوسلان فيه القضاء العفو عن ابنهما.

وقال الوالد ماشاءالله كرامي: "بكل احترام أطلب من القضاء، أتوسّل إليكم، أطلب منكم إلغاء عقوبة الإعدام في قضية ابني"، واصفاً ابنه بأنه "بطل كاراتيه" فاز في مسابقات وطنية وعضو في الفريق الوطني.

وأضاف والد كرامي لوسائل إعلام إيرانية أن محامي العائلة لم يتمكن من الوصول إلى ملف قضية ابنه.

وكتب محمد اغاسي، محامي الدفاع عن كرامي على تويتر، السبت، إن السلطات لم تسمح لكرامي بلقاء أخير مع عائلته قبل إعدامه، مشيراً إلى أنه كان قد بدأ إضراباً عن الطعام احتجاجاً على ذلك.

ويؤكّد ناشطون أن عشرات الأشخاص الآخرين يواجهون تهماً تصل عقوبتها إلى الإعدام.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات