
أفادت وكالة "بلومبرغ" بأن أحدث خطة أعدّتها السلطات لتقليص الاعتماد على الكربون في الصين، ستتجاوز الأهداف التي حدّدها الرئيس شي جين بينغ.
وأشارت إلى أن بكين تواصل مساعيها لتحقيق أهدافها في هذا القطاع، مضيفة أن "إدارة الطاقة الوطنية" عمّمت اقتراحاً لاستخدام الطاقة المتجددة، يمتد على 10 سنين.
واعتبر مركز الأبحاث التابع للوكالة، أن هذا الاقتراح ملفت في أمرين، إذ إن الأهداف المعلنة، التي تتطلّب أن تؤمّن طاقة الرياح والطاقة الشمسية والكتلة الحيوية، 25.9% من مبيعات الطاقة الوطنية، أو استهلاكها، في عام 2030، هي أكثر طموحاً من آخر تصريح عام أدلى به شي جين بينغ في هذا الصدد قبل شهرين. كذلك صاغ معدّو الاقتراح إرشادات بعيدة المدى، أكثر من المعتاد في هذا القطاع.
ولفت مركز الأبحاث إلى أن ذلك يعني أن تحقيق هذا الهدف يتطلّب نحو 1580 جيغاوات من السعة التراكمية، وهذا يزيد بمقدار الثلث عن تعهد شي جين بينغ.
"حياد الكربون"
في السياق ذاته، أوردت صحيفة "ساوث تشاينا مورنينغ بوست" الصادرة في هونغ كونغ، أن محطات الطاقة التي تعمل بالفحم في الصين، انخفضت للمرة الأولى العام الماضي، إلى أقلّ من 50% من إجمالي مزيج توليد الطاقة، فيما ارتفع معدل الطاقة المولّدة من الوقود غير الأحفوري، مسجلاً أكثر من ثلث إنتاج الطاقة في البلاد.
وأضافت أن المولّدات العاملة على الفحم أنتجت العام الماضي 60% من احتياجات الطاقة في البلاد، مشيرة إلى أن الوقود غير الأحفوري يشكّل 34% من إجمالي إنتاج الطاقة في الصين في عام 2020، أعلى بنسبة 1% عن عام 2019.
ويأتي ذلك في ظلّ حظر صيني على واردات الفحم من أستراليا، والتزام بكين بخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة 65% "على الأقلّ" من مستويات 2005، بحلول عام 2030، وتحقيق "حياد الكربون" في عام 2060.
مصادر الطاقة المتجددة
ووَرَدَ في تقرير أعدّته ديانا شيا وبيني تشين، وهما محللتان في وكالة "فيتش" للتصنيف الائتماني: "انخفضت حصة قدرة الطاقة التي تعمل بالفحم في مزيج الوقود بالصين، إلى أقلّ من 50% للمرة الأولى في عام 2020، نظراً إلى المنشآت القوية (للطاقة) المتجددة".
وأضاف: "نتوقع أن تنخفض الحصة بنسبة 3 نقاط مئوية على الأقلّ، على أساس سنوي في عام 2021، إذ تدفع الصين نحو حياد الكربون، كما أن إضافة مصادر الطاقة المتجددة تبقى قوية".
وأشار التقرير إلى أن التغيير في مزيج توليد الطاقة، كان مدفوعاً بزيادة قدرة طاقة الرياح في الصين بنسبة 178%، وقدرة الطاقة الشمسية بنسبة 60%، وقدرتها الكهرومائية بنسبة 217%.
استثمارات الوقود غير الأحفوري
ويُستبعد أن تنخفض المساهمة الإجمالية للفحم بسرعة على المدى القصير، ولكن يُتوقع أن يتواصل ارتفاع عدد منشآت الوقود غير الأحفوري، بشكل مطرد هذا العام.
ووَرَدَ في التقرير: "سيطرت الاستثمارات في الوقود غير الأحفوري على التوليد (إنفاق رأس المال) في عام 2020، بما في ذلك 61.7% في طاقة الرياح والطاقة الشمسية والكتلة الحيوية، و20.5% في الطاقة الكهرومائية، و7.2% في الطاقة النووية".
وأوردت "ساوث تشاينا مورنينغ بوست" أن الفحم يبقى مادة خاماً رئيسة لتوليد الطاقة، وفيما تعمل الصين لإيجاد مزيد من قدرة طاقة الوقود غير الأحفوري، فإنها لن تكون قادرة على إزالة جميع المنتجين المعتمدين على الفحم، في المدى القريب إلى المتوسط.
وقالت شيا وتشين للصحيفة: "استغرق الأمر من الصين 8 سنوات لتقليص قدرتها المعتمدة على الفحم، في مزيج الوقود لديها، من 66% في نهاية عام 2012 إلى أقلّ من 50% بحلول نهاية عام 2020. ويُعزى الانخفاض المُسجل في عام 2020 إلى حد كبير، إلى منشآت طاقة الرياح... ليس مرجّحاً أن يستمر (هذا الأمر) في عام 2021".