
قالت نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس إن الولايات المتحدة قلقة من تعميق الصين علاقاتها مع روسيا منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، محذرة من أن أي خطوة من قبل الصين لتقديم مساعدات فتاكة إلى روسيا "ستكافئ العدوان وتساهم في مواصلة القتل، وستقوض النظام الدولي القائم على القواعد"، متهمة روسيا بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
وجددت هاريس، في كلمة أمام مؤتمر ميونيخ للأمن في ألمانيا، الالتزام الأميركي بدعم أوكرانيا مهما طال الأمر، مشددة على الالتزام الأميركي تجاه التحالف عبر الأطلسي المتمثل في حلف "الناتو"، والتزام بلادها بمادة الدفاع المشترك من ميثاق الحلف.
وأشارت هاريس إلى تحذيرها من الغزو الروسي الوشيك لأوكرانيا في النسخة السابقة من المؤتمر، والتي سبقت الغزو بأيام، وقالت إن العديد تساءلوا بشأن ردنا ورد الناتو وما إذا كان التحالف سيصمد أمام هذا الغزو.
وغزت روسيا أوكرانيا في 24 فبراير 2022 بعد تحذيرات أميركية من غزو وشيك على مدار الشهرين السابقين للغزو.
وقالت هاريس إن الولايات المتحدة أظهرت "قيادة حاسمة" في وجه الغزو الروسي، و"لن تساوم أو تتخلى" عن دعم أوكرانيا، مشيرة إلى حضور أكبر مجموعة من المشرعين من الحزبين للنسخة الحالية من المؤتمر، الذي يحضره وفد كبير من مجلسي النواب والشيوخ، وأشارت إلى دعم الشعب الأميركي للمساعدات التي يتم إرسالها إلى أوكرانيا.
وأشارت نائبة الرئيس الأميركي إلى أن الدعم الغربي لأوكرانيا "ينبع من مصلحة أخلاقية واستراتيجية"، ورغم ذلك، قالت إنه لا أوهام لديها بشأن الأيام المقبلة، محذرة من أنه "ستكون هناك أيام مظلمة في أوكرانيا، وستتواصل أوجاع الحرب، وسيشعر العالم كله بالتداعيات".
ولكنها قالت إنه "إذا كان بوتين يراهن على الوقت ويظن أنه سيكسب لعبة الانتظار، فإن الوقت ليس في صالحه".
"جرائم حرب"
واتهمت نائبة الرئيس الأميركي القوات الروسية بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، والسعي إلى تنفيذ هجوم "واسع النطاق ومنهجي ضد المدنيين"، وقالت إنه ومنذ بداية هذه الحرب "رأينا القوات الروسية منخرطة في جرائم حرب وأفعال مروعة. أفعالهم تشكل هجوماً واعتداءً على قيمنا وإنسانيتنا المشتركة".
وأضافت: "شهدنا أفعال قتل وحشية وتعذيب واغتصاب وإعدامات خارج القانون وتهجير قسري، وقامت القوات الروسية بتهجير قسري لآلاف الأوكرانيين إلى روسيا وفصلوا العائلات عن بعضها بقسوة".
وأشارت إلى خلفيتها كمدع عام في ولاية كاليفورنيا قبل أن تصبح عضوة بمجلس الشيوخ وقبل توليها منصبها كنائب للرئيس، وقالت: "أعلم كيف تجمع الأدلة وكيفية وضعها أمام القانون. في حالة روسيا لقد عايننا الأدلة ونعرف المعايير القانونية ولا يوجد أدنى شك في أن هذه جرائم ضد الإنسانية".
وتابعت: "لقد خلصت الولايات المتحدة إلى أن روسيا ارتكبت جرائم ضد الإنسانية"، وتعهدت بمحاسبة المسؤولين عن ارتكاب تلك الجرائم وقالت: "لكل هؤلاء الذين ارتكبوا هذه الجرائم وكل من تواطأ ستتم محاسبتكم".
وشددت على ضرورة تحقيق العدالة لأجل ضحايا الحرب، مضيفة أن هذه هي "مصلحتنا الأخلاقية".
مصلحة استراتيجية
وقالت نائبة الرئيس الأميركي إن المصلحة الاستراتيجية للولايات المتحدة وأوروبا والعالم في ردع الغزو الروسي هو أنه "لن توجد أمة آمنة في العالم إذا كان هناك بلد يمكنه الاعتداء على وانتهاك سيادة ووحدة أراضي دولة أخرى، وحيث تتم ارتكاب جرائم ضد الإنسانية بلا رادع".
وأشارت إلى أن "ردنا على الغزو الروسي، هو الحفاظ على النظام العالمي والقواعد، التي وفرت أمناً وازدهاراً ليس لأميركا أو أوروبا وحدها، لكن للعالم كله منذ الحرب العالمية الثانية".
وقالت إن هذه المبادئ هي أن "الدول ذات السيادة لديها حق الوجود، وأن الحدود لا يجب أن تتغير بالقوة. يجب الحفاظ على حكم القانون".
وأشارت إلى أن الغزو الروسي "اختبر عزمنا الدفاع والحفاظ على هذه القواعد، وبقينا أقوياء في وجهه ويجب أن نبقى أقوياء لأنه إذا كان بوتين لينجح في هجومه على هذه المبادئ فإن دولاً أخرى قد تتجرأ على اتباع نهجه، والسلطويين يمكنهم أن يحاولوا أن يسيروا العالم على هواهم".
وحذرت من أن "النظام العالمي الذي نعتمد عليه قد يكون في خطر".