سيول توقف شخصين بتهمة التجسس لكوريا الشمالية

time reading iconدقائق القراءة - 8
تلفاز في محطة قطارات بالعاصمة الكورية الجنوبية سيول تعرض تغطية للعرض العسكري لكوريا الشمالية. 26 أبريل 2022  - Bloomberg
تلفاز في محطة قطارات بالعاصمة الكورية الجنوبية سيول تعرض تغطية للعرض العسكري لكوريا الشمالية. 26 أبريل 2022 - Bloomberg
سيول-أ ف ب

أُوقف كوريان جنوبيان أحدهما نقيب في الجيش، على خلفية سرقة أسرار عسكرية بهدف إرسالها إلى عميل لكوريا الشمالية مقابل حصولهما على أجر بالعملة المشفّرة، وفق ما أعلنت شرطة سيول الجمعة.

وأحد الجاسوسين هو نقيب في الجيش يبلغ 29 عاماً، ويُشتبه في أنه أرسل إلى عميل كوري شمالي معلومات تسمح بالوصول إلى شبكة الاتصالات الداخلية للجيش الكوري الجنوبي.

أما الثاني، فهو رجل أعمال يبلغ 38 عاماً، صاحب شركة لإدارة المحافظ الافتراضية. ويُشتبه في أنه زوّد المشتبه به الأول، بطلب من عميل بيونج يانج، سواراً مجهّزاً بكاميرا خفية كي يتمكن من جمع معلومات استخباراتية بشكل أسهل.

ويُتّهم المشتبه به الثاني أيضاً بأنه اشترى وجمع أجزاء جهاز "يو إس بي" يسمح بقرصنة حاسوب بسرعة، بهدف الوصول إلى نظام الاتصالات العسكرية الكوري الجنوبي.

وقال مسؤول في الشرطة الوطنية الكورية الجنوبية لوكالة فرانس برس إن "الرجلين أوقفا بتهمة انتهاك قانون الأمن القومي".

وبحسب شرطة سيول، فإن رجل الإعمال بدأ التواصل مع العميل الكوري الشمالي قبل 6 أعوام، من خلال مجموعة افتراضية مخصصة للعملة المشفّرة. وكان المشتبه فيهم يتواصلون عبر تلجرام.

ويُشتبه بأن رجل الأعمال تلقى نحو 600 ألف دولار بالعملة المشفّرة، والعسكري نحو 38 ألف دولار، من جانب عميل بيونج يانج مقابل خدماتهما، وفق الشرطة.

"ضربة وقائية"

في أوائل الشهر الجاري، هددت بيونج يانج بتدمير أهداف أساسية في سيول، رداً على تصريحات لوزير الدفاع الكوري الجنوبي سوه ووك، بشأن قدرة بلاده على توجيه ضربة وقائية لجارتها الشمالية.

وكان سوه وصف كوريا الشمالية بأنها "عدوّ"، مشيراً إلى أن لدى الجيش الكوري الجنوبي صواريخ متنوّعة ذات مدى إطلاق ودقة وقوة محسّنة بشكل كبير، مع "القدرة على إصابة أيّ هدف بدقة وسرعة في كوريا الشمالية"، التي تحدث عن إمكان شنّ هجوم "وقائي" عليها، كما أفادت "بلومبرغ".

وأضاف أن وزارة الدفاع الكورية الجنوبية ستدعم بشكل فعال، الجيش لضمان امتلاكه القدرة على الردّ بقوة ساحقة على التهديدات الصاروخية الكورية الشمالية، بحسب وكالة "رويترز".

ونقلت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية عن كيم يو جونج، شقيقة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون، قولها إن تصريحات وزير الدفاع الكوري الجنوبي "تؤدي إلى تفاقم سوء العلاقات بين الكوريتين والتوتر العسكري في شبه الجزيرة الكورية".

وأضافت كيم، وهي نائبة مدير إدارة اللجنة المركزية لحزب العمال الشيوعي الحاكم في كوريا الشمالية، أن بلادها "ستعيد النظر في أمور كثيرة مرتبطة بكوريا الجنوبية"، معتبرة أن الأخيرة "قد تواجه تهديداً خطراً" بسبب هذه التصريحات.

وفي السياق ذاته، قال باك جونج تشون، أمين اللجنة المركزية للحزب الشيوعي في كوريا الشمالية، إن كوريا الشمالية "ستوجّه بلا رحمة كل قوتها العسكرية لتدمير أهداف أساسية في سيول والجيش الكوري الجنوبي"، إذا حاول الأخير شنّ هجوم وقائي.

توتر متصاعد

وتشهد شبه الجزيرة الكورية توتراً متصاعداً خلال الأسابيع الأخيرة، بعدما اختبرت كوريا الشمالية صواريخ بالستية في الشهرين الماضيين، تضمّنت أنظمة جديدة عابرة للقارات.

ويتوقع الخبراء مزيداً من التوتر مع تولّي الرئيس الكوري الجنوبي المنتخب، يون سوك يول، منصبه في 10 مايو المقبل، إذ اعتبر أن الضربات الوقائية قد تكون الطريقة الوحيدة لمواجهة الصواريخ الجديدة لكوريا الشمالية، وهي أسرع من الصوت، إذا بدت جاهزة لشنّ هجوم، بحسب رويترز.

وخلال حملته الانتخابية، تعهّد يون بإلغاء اتفاق عسكري أبرمته سيول وبيونج يانج، واستئناف التدريبات العسكرية المشتركة بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة، بعد تجميدها أو تقليصها، بحسب "بلومبرغ".

كذلك دعا إلى تعزيز الردع العسكري، بما في ذلك من خلال تقوية العلاقات مع واشنطن، وتعهد بالسعي لإنشاء قناة حوار ثلاثية دائمة بين الكوريتين والولايات المتحدة.

بايدن يزور سيول

من جهة أخرى، أعلن البيت الأبيض، الخميس، أن الرئيس الأميركي جو بايدن سيزور كوريا الجنوبية واليابان خلال مايو المقبل، لتعزيز علاقات بلاده مع الحليفين الآسيويين الرئيسيين لواشنطن، وسط تصاعد التوتر مع الصين وكوريا الشمالية.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي في بيان، إن الرحلة التي ستستمر من 20 إلى 24 مايو، تهدف إلى "تعميق العلاقات بين حكوماتنا واقتصاداتنا وشعوبنا".

كما يريد بايدن تعزيز "التزام إدارته الراسخ بالحرية والانفتاح في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، وبمعاهدات التحالف مع جمهورية كوريا واليابان".

وسيلتقي بايدن الرئيس الكوري الجنوبي الجديد يون سوك-يول، الذي سيتولى مهامه في العاشر من مايو، ورئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا.

وتأتي الزيارة أيضاً بعد سلسلة تجارب أجرتها بيونج يانج لأسلحة مخالفة للعقوبات، أشرف عليها الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون هذا العام، متجاهلاً العروض الأميركية لإجراء محادثات، ومتعهداً بتسريع برنامجه النووي.

وقالت ساكي إن بايدن سيبحث خلال اجتماعاته الثنائية مع الرئيس الكوري الجنوبي ورئيس الوزراء الياباني في "إمكانيات تعميق العلاقات الأمنية الحيوية وتعزيز العلاقات الاقتصادية وتوسيع تعاوننا الوثيق لتحقيق نتائج عملية".

طمأنة الحلفاء

وفي منتصف أبريل الجاري، بدأت المجموعة الهجومية الخاصة بحاملة الطائرات الأميركية "يو إس إس أبراهام لينكولن"، تنشط في المياه قبالة شبه الجزيرة الكورية بعد تجارب بيونج يانج الصاروخية.

ونقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول أميركي قوله إن المجموعة باتت في بحر اليابان، المعروف أيضاً بالبحر الشرقي، من أجل تنفيذ تدريبات مع الجيش الياباني، لطمأنة الحلفاء والشركاء في المنطقة.

وهذه المرة الأولى منذ عام 2017، التي تُرسَل فيها مجموعة حاملة الطائرات إلى المياه بين كوريا الجنوبية واليابان. وفي ذاك العام، أُرسلت حاملات الطائرات الأميركية "يو إس إس رونالد ريجان" و"يو إس إس تيودور روزفلت" و"يو إس إس نيميتز" ومجموعاتها الهجومية متعددة السفن، في عرض للقوة، على خلفية تجارب نووية وصاروخية نفذتها كوريا الشمالية.

وأفادت وكالة "يونهاب" الكورية الجنوبية للأنباء، بأن حاملة الطائرات "أبراهام لينكولن" ستعمل في المنطقة بين ثلاثة وخمسة أيام.

وأعلنت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية أنها تعلم بوجود حاملة الطائرات الأميركية في المياه الدولية، لكنها امتنعت عن التعليق على التقارير التي نشرتها وسائل إعلام كورية جنوبية بشأنها، لأنها من الأصول العسكرية للولايات المتحدة.

تصنيفات