تقرير: قلق أميركي بشأن مخزون صواريخ "جافلين" بسبب حرب أوكرانيا

time reading iconدقائق القراءة - 8
جندي أوكراني يحمل صاروخ جافلين على خط الجبهة في شمال كييف - 13 مارس 2022 - REUTERS
جندي أوكراني يحمل صاروخ جافلين على خط الجبهة في شمال كييف - 13 مارس 2022 - REUTERS
دبي- الشرق

يستعد الرئيس الأميركي جو بايدن لزيارة مصنع لشركة "لوكهيد مارتن" في ألاباما، الثلاثاء، ينتج صواريخ "جافلين" المضادة للدبابات، التي أدت دوراً حاسماً في التصدّي للغزو الروسي لأوكرانيا.

وتؤشر الزيارة إلى قلق متزايد، مع استمرار الحرب منذ 24 فبراير الماضي، بشأن قدرة الولايات المتحدة على مواصلة شحن كميات ضخمة من الأسلحة إلى أوكرانيا، مع الحفاظ في الوقت ذاته على مخزون كافٍ، قد تحتاجه إذا خاضت نزاعاً مع كوريا الشمالية أو إيران، كما أفادت وكالة "أسوشيتد برس".

وتُقلع طائرات شحن عسكرية يومياً تقريباً، من قاعدة دوفر الجوية في ولاية ديلاوير، محمّلة بصواريخ "جافلين" و"ستينجر" ومدافع هاوتزر، ومعدات أخرى تُنقل إلى أوروبا الشرقية، من أجل تسليمها للجيش الأوكراني.

وقدّمت الولايات المتحدة لأوكرانيا نحو 7 آلاف صاروخ من طراز "جافلين"، بعضها خلال عهد الرئيس السابق دونالد ترمب، أي نحو ثلث مخزونها، بحسب تحليل أعدّه مارك كانسيان، المستشار البارز في "مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية" (مقره واشنطن)، علماً أن إدارة بايدن أعلنت التزامها بتزويد كييف بنحو 5500 صاروخ مماثل، منذ الغزو الروسي.

سلسلة التوريد ونقص العمال

يقدّر محلّلون أن الولايات المتحدة أرسلت إلى أوكرانيا نحو ربع مخزونها من صواريخ "ستينجر"، المحمولة على الكتف وتصنعها شركة "رايثيون تكنولوجيز". وأبلغ الرئيس التنفيذي للشركة جريج هايز، مستثمرين الأسبوع الماضي أن شركته لن تكون قادرة على زيادة الإنتاج حتى العام المقبل، نتيجة نقص في القطع المستخدمة.

ورجّح كانسيان، عقيد متقاعد في مشاة البحرية الأميركية (مارينز)، ومتخصّص حكومي سابق في استراتيجية موازنة وزارة الدفاع (بنتاجون) وتمويل الحرب والمشتريات، أن يشكّل هذا الأمر "مشكلة"، لافتاً إلى أن "أبرز مشكلات المخزون" تشمل صواريخ "جافلين" و"ستينجر"، ومضيفاً أن إنتاجهما كان محدوداً في السنوات الأخيرة.

ويتيح الغزو الروسي لأوكرانيا فرصة ضخمة بالنسبة إلى قطاع الصناعات العسكرية في الولايات المتحدة وأوروبا، لتعزيز أرباحه، في ظلّ استعداد لزيادة الإنفاق الدفاعي، رداً على الحرب.

لكن شركات الأسلحة تواجه التحديات ذاتها لسلسلة التوريد ونقص العمال، التي يواجهها مصنعون آخرون، إضافة إلى تحديات أخرى خاصة بهذا القطاع، بحسب "أسوشيتد برس".

وستعني الحرب زيادة في المبيعات بالنسبة إلى شركات دفاعية، بما في "رايثيون"، التي تصنع صواريخ "ستينجر" التي تستخدمها القوات الأوكرانية لتدمير المقاتلات الروسية. كما أن ثمة شراكة بين "رايثيون" و"لوكهيد مارتن"، لصنع صواريخ "جافلين".

تخطيط طوارئ لنزاعات أخرى

المصنع الذي سيزوره بايدن في ألاباما، قادر على إنتاج نحو 2100 صاروخ "جافلين" سنوياً، علماً أن الرئيس الأميركي يضغط على الكونجرس للتعجيل بإقرار طلبه بتخصيص 33 مليار دولار إضافية من المساعدات الأمنية والاقتصادية، لكييف وحلفاء غربيين، وإعادة تخزين أسلحة أرسلتها الولايات المتحدة إلى تلك الدول.

وأعرب زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر، عن أمله بالتوصل إلى اتفاق سريع بين الحزبين بشأن هذه الحزمة، كي يتمكّن مجلس الشيوخ من البدء بدرسها "في أقرب وقت ممكن الأسبوع المقبل".

ويُرجّح أن ينتهز بايدن زيارته المصنع، لإبراز أهمية "جافلين" وأسلحة أميركية أخرى في مساعدة الجيش الأوكراني، والدفع في اتجاه مواصلة تدفق المساعدات الأمنية والاقتصادية لكييف، وفق "أسوشيتد برس".

ونقلت الوكالة عن مسؤول في البيت الأبيض قوله إن البنتاجون يعمل مع شركات دفاعية لـ"تقييم سلامة خطوط إنتاج أنظمة الأسلحة، وفحص العراقيل في كل مكوّن وخطوة من عملية التصنيع. كما تدرس الإدارة أيضاً خيارات، إذا لزم الأمر، لتعزيز إنتاج صواريخ جافلين وستينجر".

الناطق باسم البنتاجون جون كيربي، قال الاثنين إن الجاهزية العسكرية الأميركية لا تعتمد على نظام واحد، مثل "جافلين".

وأضاف أنه في كل مرة يُعدّ البنتاجون حزمة أسلحة لإرسالها إلى أوكرانيا، تجري الوزارة، ورئيس هيئة الأركان المشتركة، الجنرال مارك ميلي، تقييماً للتأثير الأوسع لهذه الخطوة.

ولفت كانسيان إلى أن الامتناع عن تضمين صواريخ "جافلين" و"ستينجر" في أحدث مجموعة من الأسلحة أعلنت إدارة بايدن أنها سترسلها إلى أوكرانيا، يمكن أن يشكّل مؤشراً إلى اهتمام مسؤولي البنتاجون بالمخزون، فيما يعدّون تخطيط طوارئ لنزاعات أخرى محتملة.

ونبّه إلى "خطر مرتبط بالمستويات المستنفدة من صواريخ ستينجر وجافلين"، مبدياً ثقته بأن مسؤولي الوزارة "يجرون هذا النقاش".

"استكشاف طرق لزيادة الإنتاج"

وكانت الجهود العسكرية الأميركية شاقة، لنقل أسلحة إلى أوروبا الشرقية تمهيداً لاستخدامها في أوكرانيا.

ومن قاعدة دوفر الجوية في ديلاوير، نفّذ طيارون أميركيون منذ فبراير، نحو 70 مهمة لتسليم صواريخ جافلين وستينجر، ومدافع هاوتزر عيار 155 ميلليمتراً، وخوذات وضروريات أخرى، تزن نحو 3 ملايين كيلوجرام. ووصف العقيد مات هوسمان، قائد جناح الجسر الجوي 436، هذه المهمة بأنها "نهج حكومي كامل يبعث أملاً".

ساعدت صواريخ "جافلين" الأوكرانيين على إلحاق أضرار جسيمة بالجيش الروسي، الأضخم عدداً والأفضل تجهيزاً. نتيجة لذلك، اكتسب هذا السلاح احتراماً شبه أسطوري، وخُصّصت له أغنية، كما أفادت "أسوشيتد برس".

ورجّح الرئيس التنفيذي لشركة "لوكهيد مارتن" جيمس تايكليت، أن يزيد بشكل واسع الطلب على صواريخ "جافلين" وأسلحة أخرى، نتيجة الغزو الروسي لأوكرانيا.

وقال إن الشركة تعمل لـ"تعزيز سلسلة التوريد الخاصة بنا"، علماً أنها أكدت قدرتها على "تلبية متطلّبات الإنتاج الحالية، والاستثمار في زيادة الطاقة الاستيعابية، واستكشاف طرق لزيادة الإنتاج وفق الحاجة".

معدن التيتانيوم

والتقى مسؤولون في البنتاجون أخيراً، شركات دفاعية بارزة، بما في ذلك "لوكهيد مارتن" و"رايثيون" و"بوينج" و"جنرال دايناميكس" و"بي إيه إي سيستمز" و"نورثروب جرومان"، لمناقشة الجهود المبذولة من أجل زيادة الإنتاج.

لكن تلك الشركات تواجه تحديات جدية، إذ أن "رايثيون"، على سبيل المثال، لا يمكنها إنتاج كميات ضخمة من صواريخ "ستينجر"، لتحلّ مكان 1400 صاروخ أرسلتها الولايات المتحدة إلى أوكرانيا. وقال هايز إن لدى "رايثيون" إمدادات محدودة من المكوّنات اللازمة لصنع الصاروخ.

كما أن العقوبات المفروضة على موسكو تزيد من تعقيد الوضع، إذ على الشركات أن تجد مصادر جديدة للمواد الخام المهمة، مثل التيتانيوم، وهو عنصر حاسم في صناعة الطيران يتم إنتاجه في روسيا.

ووجّه رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب الأميركي آدم سميث، وأبرز عضو جمهوري في اللجنة مايك روجرز، رسالة إلى وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، ورئيس هيئة الأركان المشتركة مارك ميلي، في مارس الماضي، وصفت ملف المخزونات بأنه "ملحّ".

ونقلت "أسوشيتد برس" عن روجرز قوله: "طالبت وزارة الدفاع منذ نحو شهرين، بإعداد خطة لتجديد مخزوننا من صواريخ ستينجر، وكذلك وحدات إطلاق جافلين. أخشى أننا قد نجعل أوكرانيا وحلفاءنا في الناتو بوضع ضعيف، من دون بديل متاح بسهولة أو خطوط إنتاج نشطة بالكامل".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات