"الزيارة".. مسلسل رعب لبناني بتقنيات عالمية

time reading iconدقائق القراءة - 5
تقلا شمعون ودينا الشربيني في كواليس مسلسل "الزيارة" - instagram.com/taklachamounofficial
تقلا شمعون ودينا الشربيني في كواليس مسلسل "الزيارة" - instagram.com/taklachamounofficial
بيروت-رنا نجار

يواصل فريق عمل المسلسل اللبناني الجديد "الزيارة"، تصوير مشاهد العمل، تمهيداً لعرضه عبر منصة "شاهد"، خلال الفترة المُقبلة، وهو مكوّن من 8 حلقات فقط.

وتدور أحداث المسلسل في إطار التشويق والإثارة، حول "إنصاف" التي تأتي من القاهرة إلى بيروت، في زيارة غير متوقعة لأحد المنازل اللبنانية القديمة الفخمة، من أجل مساعدة عائلة (حداد) للتخلّص من لعنة مسيطرة عليها وعلى منزلها، وتتوالى الأحداث الغامضة والمرعبة، لتكتشف "إنصاف" لاحقاً أنها هي نفسها لها علاقة بهذه اللعنة التي أفقدتها عائلتها.

"الزيارة" بطولة الممثلة المصرية دينا الشربيني، وتقلا شمعون، وكارول عبود، وإيلي متري، وعبدو شاهين، وسيرينا الشامي، وربيع الزهر. 

 قصة حقيقية

المنتج اللبناني الإسباني طارق جوزيه غطاس نازاريو، وصاحب فكرة مسلسل "الزيارة"، قال لـ"الشرق"، إنّ "هذا العمل الدرامي مبني على قصّة حقيقية حدثت مع عائلة لبنانية عام 1981".

وأوضح أن الكاتبة المصرية مريم نعوم، عملت على تطوير الفكرة، إذ تُشرف على ورشة سرد المسؤولة عن كتابة السيناريو، بينما يتولى الإخراج الأميركي الشهير أدولفو مارتينيز بيريز.

وأفاد نازاريو بأنّ "المسلسل هو نتيجة جهد مكثّف امتدّ على عامين متتاليين من البحث والكتابة ومقابلة العائلة الحقيقية صاحبة القصة وأقاربها والخدم وكل من عايش الأحداث في الواقع".

وقال إنّ "المسلسل يعتمد على لغة سينمائية مكثّفة المشاعر والأحاسيس بعيدة عن الحوارات، كما يعتمد على الأداء التمثيلي القوي والتأثيرات الخاصة بهذا النوع من أعمال الرعب والتجهيزات والديكورات الضخمة التي بُنيت خصيصاً من أجل المسلسل".

وأضاف: "اضطررنا لإعادة بناء بيت تراثي قديم كي يتناسب مع روح العمل ويخدم الرؤية الإخراجية". 

وأوضح نازاريو أنه جرى التعاقد مع فريق تقني كبير ومتخصّص في الأعمال السينمائية التشويقية والعامل في غالبيته في هوليوود، من الولايات المتحدة وإسبانيا والأرجنتين وتشيلي وألمانيا والمكسيك ومصر ولبنان. 

إطلالة فنية جديدة 

وأشار نازاريو، إلى أنّ "المسلسل يعتمد على قوّة أداء الممثلين الذين يلعبون شخصيات مختلفة تماماً عن كل أدوارهم التي لعبوها من قبل شكلاً ومضموناً".
 
وأضاف: "سترون الممثلين بشكل وأداء وحالة لم يمروا بها ولا مرة في حياتهم المهنية، فجميع أبطال العمل يصنعون تغييراً جذرياً في التمثيل وفي طبيعة الأعمال التي قدّموها، خصوصا عبدو شاهين". 

وأوضح أنّ "المسلسل لا يعتمد على ممثلين نجوم فقط، بل على وجوه شبابية لبنانية جديدة لديها موهبة وإحساس عال"، مؤكداً أن عملية البحث عن ممثلين مُطابقين للأدوار، كانت مضنية، واختير الفريق من بين مئات. 

وأشار إلى أنّ "دور دينا الشربيني وتقلا شمعون في المسلسل، به مجهود كبير نفسياً وجسدياً، والممثلتين منسجمتان كلياً في الحقيقة، فقد سبق وتعاونا سويا قبل 9 أعوام".

مشروع ضخم 

وأعربت الفنانة تقلا شمعون، عن سعادتها لمُشاركتها في هذا المسلسل، موضحة لـ"الشرق" أنّ "عندما أخبرني طارق عن المشروع قلت أنه مجنون وتساءلت كيف سيُنفّذ كهذا مشروع ضخم في لبنان والآن".

وأكدت أنّ "تجربة المسلسل ممتعة وجديدة لم نعهدها في العالم العربي من قبل، وأنا سعيدة جداً بتشارك البطولة مع دينا الصديقة والنجمة والممثلة المحترفة، وأبذل قصارى جهدي لتأدية دور فريد وخاص ومميز والخروج عن المألوف".

من جهتها، وصفت الممثلة كارول عبود، "الزيارة"، بقولها: "مسلسل ضخم بنوعيته وفكرته وبمؤثراته وتقنياته والماكياج والفريق التقني، وأي ممثل يتمنى أن يحظى بفرصة المشاركة فيه بغض النظر عن حجم دوره أو الحوارات الكتوبة التي هي قصيرة جداً".

وأرجعت عبود، مشاركتها في المسلسل، إلى أنه "ليس عملاً كلاسيكياً وبه تغيير جذري في تركيبته وإخراجه، فالجو العام مُرعب لدرجة حبس الأنفاس"، وذلك حسبما قالت لـ"الشرق". 

وأوضحت أنها تُجسد دور واحدة من أفراد العائلة، تدعى "نتالي"، لافتة إلى أنه "دور مركب شكلاً ومضموناً، وبعيد كل البعد عن الخفة والكوميديا والدراما التي رآني بها المشاهد في مسلسل للموت".
 
وترى الممثلة اللبنانية أنّ "دوري صعب، ويحتاج إلى ممثل جاهز جسدياً ونفسياً، حيث إن كل الأدوار تحتاج إلى لياقة بدنية وخبرة بالتعامل مع متطلبات الجسد وقدرة على تحمّل ساعات طويلة من التصوير".

إمكانات عالمية

وعن الفرق بين العمل مع مخرج عربي وآخر أجنبي، رفضت وضعهما في مقارنة، مبررة أن لكل مخرج رؤية وخلفية ثقافية ويعمل بحسب النص والإمكانات والميزانيات. 
  
وقالت إنّ "تجربتي في المسلسل، تُعد تجربة خلابة، من نوع مبتكر ذات مفهوم جديد في الدراما مع المخرج أدولفو مارتينيز الذي لا يدير الممثلين وهم كلهم محترفين واختير كل واحد منهم ليلبس دوره تماماً، بل هو يدير المشهد المكثّف بجماليته والمشاعر القوية المطلوبة فيه المنسجمة مع الموسيقى والديكورات والإضاءة".

وتعتبر أنّ "مثل هذه الأعمال الفريدة من نوعها التي تضاهي الأعمال العالمية، تعطينا أمل كممثلين وثقة بالصناعة الدرامية في لبنان وتحمّس شركات الإنتاج على المنافسة وخوض تجارب خارجة عن المألوف".