محكمة صينية تقضي بسجن كندي 11 عاماً بعد إدانته بالتجسس 

time reading iconدقائق القراءة - 6
رجل الأعمال الكندي مايكل سبافور في مطار بكين الدولي - 13 يناير 2014 - REUTERS
رجل الأعمال الكندي مايكل سبافور في مطار بكين الدولي - 13 يناير 2014 - REUTERS
بكين - أ ف ب

قضت محكمة صينية الأربعاء، بسجن رجل الأعمال الكندي مايكل سبافور، 11 عاماً، بعد إدانته بتهم التجسس، في حين استنكرت أوتاوا، الحكم الصيني، معتبرة القضية "ملفقة".

واعتقل سبافور مع مواطنه مايكل كوفريج في عام 2018 في الصين، في أعقاب اعتقال المديرة المالية لشركة هواوي مينج وانتشو في كندا تنفيذاً لمذكرة أميركية، وهو ما جعل أوتاوا على قناعة بأن دوافع سياسية وراء توقيف مواطنيها.

وطالبت السفارة الأميركية في الصين، الأربعاء، بالإفراج الفوري عن الكنديين سبافور وكوفيرج، مشيرة في بيان، إلى أنها تدين حكم المحكمة الصينية بسجن سبافور 11 عاماً.

وتردت العلاقات بين بكين وأوتاوا، إلى حد كبير، إذ اتهمت بكين الدولة الكندية بتسييس قضايا قانونية.

وقال بيان صادر عن محكمة الشعب في مدينة داندونج الصينية، إن سبافور "أدين بالتجسس وإفشاء أسرار الدولة بشكل غير قانوني، وحكم عليه بالسجن 11 عاماً".

من جانبه، قال السفير الكندي في الصين دومينيك بارتون في تصريحات صحافية في داندونج، "نستنكر قرار بكين، ونشعر بخيبة أمل شديدة إثر مدة الحكم الصادرة بحق سبافور.. سيتم ترحيله بعد 11 عاماً في السجن"، مؤكداً أن بلاده ستواصل المطالبة بإطلاق سراح سبافور ومواطنه كوفريج، قائلاً إنه "بالإمكان استئناف الحكم. سنناقش ذلك مع محاميه".

وكانت عائلة سبافور أكدت في مارس الماضي، أن التهم الموجهة إليه غامضة ولم يتم الإعلان عنها، وإنه "كان على تواصل محدود للغاية مع محامي الدفاع الصيني المعين له".

دعم دولي

في سياق متصل، دعا وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في بيان، الصين إلى الإفراج "فوراً وبدون شروط عن سبافور"، وقال: "الاحتجاز التعسفي للأفراد لممارسة تأثير على الحكومات الأجنبية أمر غير مقبول على الإطلاق".

واعتبرت المفوضية الأوروبية أن الكندي لم يحظ "بمحاكمة عادلة"، في حين قال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال في تغريدة على تويتر إنه "لا مكان للاعتقالات التعسفية في العلاقات الدولية"، مؤكداً أن "الاتحاد الأوروبي يعرب عن تضامنه الكامل مع كندا للتنديد بالحكم".

وتجمع حوالى 50 دبلوماسياً من 25 دولة خصوصاً من أوروبا وأميركا، أمام السفارة الكندية في بكين تضامناً مع أوتاوا.

علاقات سبافور مع كيم جونج أون

وسبق أن التقى سبافور الخبير في الشؤون الكورية الشمالية الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون مرات عدة ونظم خصوصاً زيارات لاعب كرة السلة الأميركي السابق دينيس رودمان إلى بيونج يانج.

وبفضل معارفه في أعلى دوائر السلطة في كوريا الشمالية كان سبافور المقيم في الصين، يلعب دور الوسيط بين أجانب وسلطات هذا البلد المعزول على الساحة الدولية.

المسؤولة المالية لـ"هواوي"

من جهة أخرى، كان توقيف السلطات الكندية لمينج وانتشو المسؤولة المالية في شركة "هواوي "الصينية العملاقة قد أتى بطلب من الأميركيين الذين يشتبهون بارتباطها بعملية احتيال مصرفي ويطلبون من كندا تسليمها إليهم.

وتعتبر الصين منذ البداية أن الأمر يتعلق بمناورة "سياسية" من الولايات المتحدة وتدعو اوتاوا إلى "الإفراج فوراً" عن المسؤولة، فيما تنفي بكين في المقابل أنها تستخدم الكنديين المسجونين لديها للمقايضة.

وتمثل مينج وانتشو حتى 20 أغسطس أمام محكمة كندية في سلسلة جلسات أخيرة مكرسة لقرار تسليمها المحتمل.

إعدام كندي آخر

والثلاثاء، أيدت محكمة صينية أيضاً حكماً بالإعدام في حق كندي آخر، هو روبرت لويد شيلينبرج، الذي أدين بتهمة تهريب مخدرات، وسبق أن حكم بالسجن 15 عاماً قبل اعتقال وانتشو.

وحكم على روبرت لويد شيلينبرج في البداية بالسجن 15 عاماً أواخر عام 2018، لكن الحكم تحول إلى عقوبة الإعدام بعد أشهر قليلة من اندلاع خلاف دبلوماسي بين أوتاوا وبكين عقب توقيف وانتشو.

ويقول مدافعون حقوقيون، إن الصين تعدم سنوياً سجناء أكثر من أي بلد آخر، لكن إعدام غربيين يبقى أمراً نادراً.

يأتي هذا التطور بعد أسبوع من بدء الجولة الأخيرة من معركة مينج القضائية في كندا ضد تسليمها إلى الولايات المتحدة.

ومن المقرر أن تنتهي جلسات الاستماع في الـ20 من أغسطس، لكن من غير المتوقع اتخاذ قرار بشأن تسليمها قبل أشهر.

اقرأ أيضاً: