
استهدفت سلسلة هجمات بالصواريخ والطائرات المسيّرة منذ بداية العام الحالي، قواعد لقوات دولية تقودها الولايات المتحدة في العراق وسوريا بشكل مكثف، في وقت حمّل فيه التحالف الدولي مجموعات "موالية لإيران" المسؤولية عنها، وشدّد على حقه في "الدفاع عن النفس".
وأُطلقت 5 صواريخ باتجاه قاعدة "عين الأسد" العسكرية العراقية غربي البلاد، الأربعاء، إذ تضمّ قوات استشارية للتحالف الدولي، وذلك بعد ساعات من إطلاق 8 مقذوفات صاروخية على قاعدة "القرية الخضراء" التي توجد فيها قواته في شمال شرقي سوريا.
ويعد هذا الهجوم الثالث من نوعه منذ الاثنين في العراق، فقد استُهدفت "عين الأسد" الثلاثاء، بطائرتين مسيّرتين مزودتين بمتفجرات، بينما استهدف مركز دبلوماسي أميركي في مطار بغداد بمسيرتين كذلك.
وأحبط الهجومان ولم يسفرا عن ضحايا أو أضرار، ولم تتبنَّ هذه الهجمات أي جهة، بحسب التحالف.
في حين، اعتبر رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي أن استهداف معسكرات عراقية بعدد من الصواريخ، يمثل "تصرفات عبثية تستهدف تعكير الأمن والاستقرار في البلاد".
التحالف وحق الرد
من جانبه، قال قائد قوات التحالف اللواء جون برینان، في بيان: "یواصل تحالفنا رؤیة تھدیدات ضد قواتنا في العراق وسوریا من قبل مجموعة المیلیشیات المدعومة من إیران".
وأضاف: "يحتفظ التحالف بحق الدفاع عن نفسه وعن القوات الشريكة ضد أي تهديد، وسنواصل بذل كل ما في وسعنا لحماية تلك القوات".
وتابع: "يواصل تحالفنا رؤية تهديدات ضد قواتنا في العراق وسوريا من قبل مجموعة الميليشيات المدعومة من إيران، إنّ هذه المجموعات تحاول أن تُلهينا بشكل خطير عن المهمة المشتركة لتحالفنا لتقديم المشورة والمساعدة والتمكين للقوات الشريكة، من أجل الحفاظ على الهزيمة الدائمة لداعش".
وجاء الإعلان عن الهجوم في سوريا، بعد ساعات من إشارة "المرصد السوري لحقوق الإنسان" إلى سقوط 3 قذائف صاروخية على حقل "العمر" النفطي، الذي يضم أكبر قاعدة للتحالف شرقي سوريا، واتهم أيضاً مجموعات موالية لطهران بالمسؤولية عنها.
وردّاً على سؤال حول الجهة التي كانت تخطط لهجوم الثلاثاء في سوريا، والذي وقع بعد الهجومين في العراق، قال المتحدّث باسم وزارة الدفاع الأميركية "البنتاجون" جون كيربي في مؤتمر صحافي في العاصمة واشنطن، إنّه "غير قادر على تحديدها".
وأضاف: "ما زلنا نرى قواتنا في العراق وسوريا مهدّدة من قبل ميليشيات مدعومة من إيران. هذا النوع من الهجمات مشابه لما شهدناه في الأشهر الماضية، بل السنوات الماضية، والتي تقوم بها مجموعات مسلحة تدعمها إيران".
وتابع: "كنا واضحين جداً مع إيران بشأن الدرجة العالية من الجدية التي نتعامل بها مع أمن أفرادنا في العراق وسوريا".
ذكرى سليماني والمهندس
وتأتي هذه الهجمات في وقت أحيت فيه إيران وحلفاؤها في المنطقة، الذكرى السنوية الثانية لاغتيال قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني، ونائب رئيس "الحشد الشعبي" العراقي أبو مهدي المهندس في ضربة أميركية قرب مطار بغداد.
ومنذ اغتيال سليماني والمهندس، استهدفت عشرات الهجمات مصالح أميركية في العراق، بصواريخ أو طائرات مسيرة أحياناً، بينها محيط السفارة الأميركية في العراق، وقواعد عسكرية عراقية تضمّ قوات من التحالف الدولي، مثل "عين الأسد" في غرب البلاد، أو مطار أربيل في الشمال.
ولا يتم تبني هذه الهجمات عادة، لكن واشنطن تنسبها لفصائل موالية لإيران. وكان سليماني مسؤولاً عن العمليات الخارجية في الحرس الثوري الإيراني، وأحد أبرز المسؤولين في السياسة الإقليمية لإيران.
مهمة تدريبة
وأعلن العراق رسمياً في التاسع من ديسمبر الماضي أن وجود قوات "قتالية" أجنبية في البلاد سينتهي مع نهاية عام 2021، وأن المهمة الجديدة للتحالف الدولي استشارية وتدريبية فقط.
إذ جاء ذلك تطبيقاً لاتفاق أعلن للمرة الأولى في يوليو الماضي في واشنطن، على لسان الرئيس الأميركي جو بايدن، خلال زيارة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، لكن فصائل موالية لإيران في البلاد تواصل المطالبة بـ"انسحاب كامل للقوات الأجنبية من العراق".
ويبقى نحو 2500 جندي أميركي وألف جندي من قوات التحالف في العراق، إذ تقدم هذه القوات الاستشارات والتدريب منذ صيف 2020 للقوات العراقية.
فيما غادرت البلاد غالبية القوات التي أرسلت إلى العراق في عام 2014، كجزء من التحالف الدولي في عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، فيما لا يزال نحو 900 جندي أميركي منتشرين في شمالي شرقي سوريا، وفي قاعدة "التنف" الواقعة قرب الحدود الأردنية والعراقية.