رحيل عالم الاجتماع السوري حليم بركات مؤرخ الاغتراب والهزائم

time reading iconدقائق القراءة - 4
يوسف حبشي الأشقر وغسان كنفاني وحليم بركات وجميل جبر وإيميلي نصرالله. بيروت (1971) - AFP
يوسف حبشي الأشقر وغسان كنفاني وحليم بركات وجميل جبر وإيميلي نصرالله. بيروت (1971) - AFP
دبي-الشرق

توفّي الروائي وعالم الاجتماع السوري حليم بركات (1933- 2023)، عن عمرٍ ناهز 90 عاماً، في الولايات المتحدة، حيث كان يعيش ويعمل قبل أن يصاب بالألزهايمر وينتقل إلى مصحّة خاصة، تاركاً وراءه 17 مؤلفاً في الرواية والسوسيولوجيا، بحسب ما أعلنت عائلته.

وُلد الراحل في قرية الكفرون، الواقعة بين حمص وطرطوس، ونشأ في بيروت بعد أن اضطرّت عائلته للانتقال إلى لبنان على أثر وفاة والده، وتردّي أوضاعهم الاقتصادية، درس وتخرّج من الجامعة الأميركية عام 1960.

انتقل إلى أميركا، وعمل بركات أستاذاً جامعياً في جامعات عدّة من بينها "هارفارد" و"تكساس" وأخيراً "جورج تاون".

غُربة العربي

تناولت أعمال بركات ظاهرة الاغتراب، وخصوصاً "غربة الكاتب العربي"، وهو عنوان كتابه الذي وصف فيه التشظّي بين غربات عدّة داخل الوطن وخارجه، مشخّصاً الغربة من خلال روايات جبرا إبراهيم جبرا، وعبد الرحمن منيف، والطيب صالح، ومسرح سعد الله ونوس، كما تناول العلاقة بين الثقافة والسلطة وبين المثقف والحاكم.

 صدرت له في هذا المجال مؤلفات عدّة من بينها، "الاغتراب في الثقافة العربية.. متاهات الإنسان بين الحلم والواقع" (2006)، "المجتمع المدني في القرن العشرين" (2000)، "الهوية وأزمة الحداثة والوعي التقليدي" (2004).

جمعت بركات علاقة وطيدة بمثقفين عرب في المنفى، من بينهم هشام شرابي وإدوارد سعيد، وعُرف بدفاعه عن القضية الفلسطينة، إذ جمعته علاقة صداقة بالكتّاب الفلسطينيين في لبنان، من بينهم غسان كنفاني، كما كان عضواً بارزاً بلجنة مركز فلسطين في أميركا.

وبحسب الباحث إدمون غريب، فقد تأثّر بركات بالمآسي التي حلّت بالعديد من الشعوب العربية، "وكان حزنه شديداً بسبب التدخّلات الأجنبية، وأعمال العنف، والإرهاب، والتدمير الذي تعرّضت له بلاده، حيث ولد ونشأ وكان يأمل بالعودة إليها".

ترك لبنان عام 1975 إثر اندلاع الحرب الأهلية، على أمل العودة إليها، وكتب في "المدينة الملوّنة": "عرفت جيداً أن بيروت ليست المدينة التي تنام باكراً مع العصافير، وأن ليلها أجمل ما تعد به سكانها وعشاقها في مختلف الفصول، غير أني نسيت وأنا أتجوّل وسط دمار ساحة البرج ما حفظت من تبجيل لبيروت، وحين واجهت الدمار العبثي، انهارت في داخلي الأساطير التي حيكت حول تلك المدينة".

تنبّأ بهزيمة حزيران 1967 قبل سنوات من حدوثها في كتابه "ستة أيام" الذي صدر عام 1961"، وتخيّل فيه سيناريو حرب إسرائيلية عربية اندلعت وامتدّت لستة أيام وانتهت بهزيمة العرب. 

من أبرز مؤلفاته: "القمم الخضراء" (1956)، "الصمت والمطر" (1958)، "ستة أيام" (1961)، "عودة الطائر إلى البحر" (1969)، "الرحيل بين السهم والوتر" 1979، "طائر الحوم" (1988)، "إنانة والنهر" (1995)، "المدينة الملوّنة" (2006)، "المجتمع العربي المعاصر" (1984)، "حرب الخليج" (1992)، "المجتمع العربي في القرن العشرين" (1999)، "الهوية أزمة الحداثة والوعي التقليدي" (2004)، "الاغتراب في الثقافة العربية" (2006).

اقرأ أيضاً:

تصنيفات