قال إيلون ماسك، مالك شركة "سبيس إكس" السبت إن بعض الحكومات وليس أوكرانيا، أبلغت خدمة الإنترنت عبر الأقمار الصناعية التابعة له (ستارلينك) بحظر مصادر الأخبار الروسية، عقب غزو أوكرانيا.
وأضاف في تغريدة على تويتر: "لن نفعل ذلك إلا تحت (تهديد السلاح). عذراً لكوني أداة مطلقة لحرية التعبير".
وخلال الأيام القليلة الماضية حذر رئيس شركة "سبيس إكس" من وجود احتمال كبير "لاستهداف" ستارلينك في أوكرانيا التي غزتها روسيا قبل أيام.
كما طالب نائب رئيس الحكومة الأوكرانية، ميخايلو فيدوروف، ماسك بضرورة توفير خدمة الإنترنت للأوكرانيين، عبر أقماره الصناعية.
وبالفعل وفّر "ماسك" وشركته الخدمة في أقل من 10 ساعات من تلقي الطلب للأوكرانيين، وبعد ذلك أرسلوا مجموعة كبيرة من معدات استقبال خدمة الإنترنت الفضائي إلى أوكرانيا، إلا أن ماسك أطلق تحذيراً للأوكرانيين بالاعتماد على "ستارلينك" للضرورة، وذلك حفاظاً على أمنهم الشخصي خلال الغزو الروسي.
ما هي "ستارلينك"؟
أنشأت شركة "سبيس إكس"، المتخصصة في خدمات استكشاف ورحلات الفضاء، في 2015 قطاعاً داخلياً يحمل اسم "ستارلينك" وهو متخصص في تقديم خدمات الإنترنت الفضائي بالاعتماد على الأقمار الصناعية، ويستهدف القطاع تكوين شبكة من 12 ألف قمر صناعي لتغطية الأرض بالكامل بشبكة الإنترنت الفضائية.
بعد سلسلة من المحاولات والتجارب، تمكنت "ستارلينك" من إطلاق أول أقمارها التجريبية إلى الفضاء في 2018، ومنذ ذلك الوقت حتى الآن، وصل عدد الأقمار الصناعية المنتشرة في المدار المنخفض حول الأرض إلى أكثر من ألفي قمر صناعي.
تتركز فكرة "ستارلينك" في توفير خدمات الإنترنت إلى البشر جميعاً، خاصة في الأماكن النائية والتي لا تتوفر فيها بنية تحتية تسمح لسكانها بالحصول على الإنترنت الأرضي، المعتمد على الكابلات الأرضية، وكذلك غير المتوفر بها تغطية جيدة لشبكات المحمول اللاسلكية، بحسب موقع الخدمة.
كيف يمكن الحصول على خدمة "ستارلينك"؟
يعتمد الحصول على خدمات الإنترنت الفضائي من "ستارلينك" وغيرها من مقدمي الخدمة من خلال الحصول على معدات الاستقبال الأرضي، والتي تتمثل في طبق استقبال يتم تثبيته أعلى المنزل، ويتم توصيله بجهاز يقوم بتوزيع الإشارة لاسلكياً داخل المنزل، والذي يقوم تماماً بدور "الراوتر".
تعمل "ستارلينك" على توسيع نطاق انتشار تقديم خدماتها تدريجياً على مدى العامين الماضيين، حيث وصل عدد منصات الاستقبال المبيعة إلى 100 ألف شخص على مستوى العالم.
سرعة "ستارلينك"
بحسب موقع الخدمة، فإن سرعات الإنترنت الفضائي مع "ستارلينك" تتراوح بين 50 ميجابت و150 ميجابت في الثانية الواحدة، ويتراوح معدل تأخير الاتصال بين 20 و40 مللي ثانية، ولكن الخدمة أوضحت أنه من المتوقع أن يتحسن ذلك بشكل كبير على مدى الفترة المقبلة، مع إطلاق المزيد من الأقمار الصناعية، والتي بالفعل أطلقت الشركة منها عدداً كبيراً خلال 9 عمليات إطلاق منذ مطلع العام الجاري، إلى جانب توسيع انتشار محطات الاستقبال الأرضية.
كان إيلون ماسك قد وعد بأن تصل سرعات الإنترنت في نهاية العام الماضي مع "ستارلينك" إلى 300 ميجابت، أي ضعف الحد الأقصى للسرعات الحالية، إلا أن ذلك لم يتحقق بعد.
ولكن بقياس تلك السرعات مع الحد الأقصى لسرعات الإنترنت المعتمد على الألياف الضوئية، فستجد أن الفارق كبير للغاية، حيث إن سرعات الإنترنت "الفايبر" يصل إلى 2 جيجابت في الثانية الواحدة، أي أسرع بمعدل يقارب 7 أضعاف.
يظل "الإنترنت الفضائي" حلاً مثالياً لقاطني المناطق النائية، والذين لا يتمتعون بأي اتصال بالإنترنت، بعد أن باءت العديد من المحاولات السابقة لتقديم خدمات الإنترنت إليهم، بالفشل، إذا جاء بعضها من شركات كبرى مثل جوجل مع مشروعها Loon لتوصيل الإنترنت عبر بالونات محلقة عملاقة، وطائرة "ميتا" الضخمة Aquila.
تكلفة الخدمة ومدى إتاحتها
يتحمل المستخدمون تكلفة أولية 500 دولار، مقابل الاشتراك في الخدمة والحصول المعدات اللازمة لاستقبال الإشارة من طبق استقبال وجهاز "راوتر" لتوزيع الإشارة داخلياً، إضافة إلى 100 دولار كاشتراك شهري في الخدمة.
على الرغم من ارتفاع التكلفة مقارنة بسرعة "ستارلينك" أمام أسعار وسرعات الإنترنت التقليدي المعتمد على الألياف الضوئية، إلا أن رئيسة "سبيس إكس"، جوين شوت ويل، ترى أن تلك التكلفة ستنخفض بشكل كبير خلال الفترة المقبلة، خصوصاً مع تطوير عمليات تصميم وإنتاج الأقمار الصناعية وكذلك أجهزة الاستقبال.
إيلون ماسك أكد أن "ستارلينك" تسعى إلى توفير خدماتها في كافة أنحاء العالم، عدا القطبين، حيث إن الخدمة متوفرة بالفعل في الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وسويسرا وبلجيكا وأيرلندا والبرتغال ونيوزيلندا، إضافة إلى بدء استقبال طلبات الحجز المسبقة في بعض الدول مثل بولندا وإسبانيا وشيلي.
ومن المتوقع أن تصل الخدمة إلى عدد كبير من الدول في 2023 من بينها السعودية والإمارات ومصر، بحسب موقع الخدمة.