
دعا رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة المالديفي، عبد الله شاهد، قادة دول العالم إلى الالتزام بإبقاء الاحترار العالمي عند 1.5 درجة مئوية، وحماية السكان من الكوارث الطبيعية الحالية.
وشدد في مقابلة مع "الشرق"، على ضرورة مساهمة المانحين في مساعدة البلدان الصغيرة والفقيرة بشكل خاص على التكيف مع الآثار المدمرة للتغير المناخي.
وتعهدت بنوك وشركات تأمين ومستثمرون لديهم 130 تريليون دولار تحت تصرفهم، الأربعاء، بجعل كبح تغير المناخ "في صميم عملهم"، وحصلوا على دعم في شكل جهود لجعل الاستثمار الأخضر على أساس ثابت.
ويُلزم إعلان صدر في مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ "كوب 26" في اسكتلندا، الموقعين عليه، والذين يمثلون نحو 40% من رؤوس الأموال في العالم، بالاضطلاع بـ"حصة عادلة" من الجهود لتقليص اعتماد العالم على الوقود الأحفوري.
"قرارات شجاعة"
وقال المسؤول الأممي، إن المالديف بدأت بالحديث عن التغير المناخي عام 1987 "لأننا بدأنا نرى آثار التغير المناخي، وارتفاع منسوب مياه البحر. عرفنا أن هذا الارتفاع سيمحو أرضنا وجزرنا، كما هو الحال مع بلدان عدّة أخرى منخفضة الارتفاع عن سطح البحر".
وأكد عبد الله شاهد، أن استخدام التكنولوجيا الخضراء "بات أقل كلفة مقارنة بالوقود الأحفوري"، مشيراً إلى أن الدول الغنيّة تملك الموارد، إلا أننا"في حاجة إلى الشجاعة لاتخاذ القرارات السياسية لحماية البشرية من الكارثة الكبرى".
ويتمثل الهدف الرئيسي من محادثات "كوب 26" في الحصول على وعود كافية من الدول لخفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، والتي ينتج معظمها من حرق الفحم والنفط والغاز، لإبقاء الزيادة في درجة الحرارة العالمية عند 1.5 درجة مئوية. لكن كيفية الوفاء بهذه التعهدات تماماً، ولا سيما في العالم النامي، "لا يزال العمل جارياً عليها. وقبل كل شيء، ستحتاج الكثير من المال".
وقال رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، إنه "ينبغي أن نتصالح مع الطبيعة الأم، أن نتعلم التعايش معها. يجب ألا ندمّرها".
وأضاف في مقابلته مع "الشرق"، أن العلماء أوجدوا "طرقاً للتعايش مع الطبيعة، من خلال التكنولوجيا الخضراء التي تمكننا من توليد الطاقة من الشمس والهواء وغيرهما من المصادر الطبيعية"، مؤكداً ضرورة "الانتقال من الأساليب المدمّرة إلى أساليب أكثر مراعاة للبيئة".
"تهديد للبشرية"
وتابع وزير خارجية المالديف عبد الله شاهد، "أنا من دولة جزيرية صغيرة (المالديف)، ومطلبي هو الالتزام بإبقاء الاحترار العالمي عند 1.5 درجة مئويّة، لأنه في خلاف ذلك، يُحكم بالإعدام على الدول الجزيرة الصغيرة".
وتابع "نريد 100 مليار دولار وُعدنا بها سنوياً للتكيّف مع التغير المناخي وتخفيف آثاره. نريد من الدول أن تضمن لنا نسبة دنيا من الأمل للمضيّ قدماً".
وأكد شاهد، أنه "بصفتي رئيس الجمعية العامة، أدرك مدى صعوبة تحقيق ذلك، فهناك 193 بلداً يحاول التوصّل إلى اتفاق". وقال إنه على كل قائد أن يتخلى عن جزء من وجهة النظر الوطنية للتفكير في الإنسانية جمعاء، مشدداً على أنه "دون هذا الالتزام، لن تستطيع البشرية البقاء على قيد الحياة".
وتوقع مبعوث الأمم المتحدة للمناخ مارك كارني، الذي جمع ائتلاف جلاسكو المالي من أجل خفض صافي الانبعاثات للصفر، أن يكون الرقم 100 تريليون دولار على مدى العقود الثلاثة المقبلة، وقال إن قطاع التمويل يجب أن يجد طرقاً لجمع أموال خاصة، للوصول بالجهود لما هو أبعد بكثير مما يمكن للدول وحدها فعله.
لمتابعة التغطية المباشرة لكافة فعاليات قمة المناخ: