الحكومة الفرنسية تدعو لوقف استغلال حادث الطعن في حملة ضد الهجرة

time reading iconدقائق القراءة - 4
رئيسة الوزراء الفرنسية إليزابيث بورن ووزير الداخلية جيرالد دارمانين يغادران بعد اجتماع في مقاطعة سافوا العليا بعد إصابة عدة أطفال وشخص بالغ في هجوم بسكين في حديقة لو باكيير في مدينة أنسي بجبال الألب. 8 يونيو 2023 - REUTERS
رئيسة الوزراء الفرنسية إليزابيث بورن ووزير الداخلية جيرالد دارمانين يغادران بعد اجتماع في مقاطعة سافوا العليا بعد إصابة عدة أطفال وشخص بالغ في هجوم بسكين في حديقة لو باكيير في مدينة أنسي بجبال الألب. 8 يونيو 2023 - REUTERS
باريس-أ ف ب

دعت رئيسة الوزراء الفرنسية، إليزابيت بورن، إلى "التحلي بالمسؤولية" بعد استغلال قوى أقصى اليمين، هجوم لاجئ على أطفال صغار في متنزه بجبال الألب، في حملته ضد ملف "الهجرة الجماعية".

واستخدم أقص اليمين في فرنسا الهجوم، الذي يشتبه بأن لاجئاً سورياً شنه في مدينة آنسي، الخميس، للتنديد بـ"نزعة التوحش" الناتجة من "الهجرة الجماعية".

وحذّر المتحدث باسم الحكومة أوليفييه فيران، من "لعبة التفسيرات والتبريرات الضارّة"، فيما دعا وزير الاقتصاد برونو لومير إلى "ترك السياسة جانباً لبعض الوقت".

واغتنم اليمين المتطرف الفرصة في ضوء تقدمه المستمر منذ سنوات، حتى صار قاب قوسين من تولي السلطة، وسخرت زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان، الجمعة، من تصريحات المسؤولين قائلة: "هل هناك سلطة عليا يتعين طلب الإذن منها للحديث عن المشكلات؟".

وأضافت عبر إذاعة "أوروبا 1": "أشعر بأنني مضطرة لتقديم إجابات، وأعتقد أن الفرنسيين ينتظرون منا أن نقدم إجابات".

"هجرة جماعية"

وفور انتشار نبأ الهجوم، استنكر العديد من قادة اليمين "الهجرة الجماعية"، وتحدث بعضهم عن "النزعة الإسلامية الراديكالية" قبل أن يتبيّن أن المهاجم مسيحي، وأعلنت النيابة العامة أنه تصرف "من دون دافع إرهابي واضح".

واعتبر رئيس حزب "التجمع الوطني" جوردان بارديلا عبر "تويتر"، أنه "يجب إعادة النظر في سياستنا للهجرة برمتها وعدد من القواعد الأوروبية".

وقال نائب رئيس الحزب ديفيد راشلين، إن "الهجرة الجماعية لها صلة مباشرة بنزعة التوحش التي تعانيها بلادنا".

ومثّل الهجوم فرصة ظهور لليمين التقليدي الذي يحاول حالياً فرض مقترحاته في المشروع الجديد للهجرة الذي تسعى الغالبية الرئاسية لصياغته.

وقال رئيس كتلة حزب "الجمهوريين" أوليفييه مارليكس، إن "الهجرة الجماعية غير المضبوطة تقتل".

وقال رئيس الحزب إيريك سيوتي، الخميس: "علينا أن نستخلص كل العبر من دون سذاجة وبحزم ووضوح".

وانتقد سيوتي، الجمعة "الإدارة الكارثية للجوء في أوروبا"، ودعا إلى عدم "الخضوع للقواعد المفروضة علينا" بعد الآن.

وتشير التصريحات التي تم الإدلاء بها غداة اجتماع أوروبي بشأن الهجرة، إلى الاتفاق على إلزامية التضامن بين الدول الأعضاء في توزيع طالبي اللجوء.

قضية الهجرة

واكتسبت قضية الهجرة أهميّة متزايدة في النقاش العام، وهو اتجاه يتصاعد بفعل وصول أعداد كبيرة من المهاجرين غير النظاميين إلى أوروبا.

وبحسب استطلاع أجراه معهد "إيفوب" ونشرته صحيفة "لوجورنال دوديمونش" نهاية مايو، يؤيد 69% من الفرنسيين تعديل الدستور لإتاحة عدم التقيد بالقواعد الأوروبية من أجل الحد من الهجرة.

وفي هذا السياق، كتب على منزل نائب من اليسار الراديكالي في مدينة بوردو (جنوب غرب) الجمعة، شعار يقول "مهاجروكم، أمواتنا".

من جهته، أعرب الكاتب الجزائري كمال داود، الجمعة، عن أسفه "لغياب التفريق" بين الهجرة والجريمة في النقاش العام.

وقال داود: "يمكننا أن نحصر الأمر بالقراءة السياسة وتلك المتصلة بالهوية، لكن المأساة الإنسانية أكثر تعقيداً بكثير".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات