
أفاد متحدث باسم الخارجية الأميركية لـ"الشرق"، الثلاثاء، بسقوط مواطن أميركي ثانٍ في أوكرانيا، فيما أفادت تقارير بأنه كان يقاتل كمتطوع إلى جانب القوات الأوكرانية، في وقت رفضت الخارجية "بشدة" موقف روسيا من الأسيرين واعتبار أن اتفاقية جنيف للأسرى لا تنطبق عليهما.
وقال المتحدث في تصريحات لـ"الشرق" إنه "يمكننا تأكيد سقوط ستيفن زابيلسكي في أوكرانيا"، من دون أن يكشف عن تفاصيل إضافية بشأن ظروف مصرعه. وأضاف المتحدث أن الخارجية الأميركية "على تواصل مع أسرة (زابيلسكي)، وقدمت لها كل المساعدات القنصلية الممكنة".
وجدد المتحدث دعوة الخارجية الأميركية كل المواطنين الأميركيين إلى عدم السفر إلى أوكرانيا بسبب الصراع المسلح المستمر في البلاد، وشدد على ضرورة مغادرة كل المواطنين الأميركيين الموجودين في أوكرانيا.
وكانت صحيفة "ريكورد نيوز" المحلية في نيويورك، أول من كشف عن سقوط ستيفن زابيلسكي في أوكرانيا، وذلك في تقرير نشرته في مطلع يونيو الجاري.
وبحسب الصحيفة، فإن زابيلسكي لقي حتفه يوم 15 مايو الماضي أثناء قتاله في بلدة دورزنياك الأوكرانية.
ثاني أميركي يسقط في الحرب
وزابيلسكي هو ثاني مواطن أميركي تؤكد السلطات الأميركية سقوطه في الحرب الروسية الأوكرانية، بعدما كانت أعلنت سقوط مواطن آخر يدعى ويلي جوزف كانسل في أبريل الماضي.
وويلي جوزف كانسل عسكري سابق في مشاة البحرية، وانضم إلى شركة شبه عسكرية خاصة وتطوع للقتال في أوكرانيا.
وقالت والدته ريبيكا كابريرا لشبكة "سي إن إن" الأميركية، إن ويلي جوزف كانسل، 22 عاماً، وصل إلى أوكرانيا في منتصف مارس.
وأضافت أنه "أراد الذهاب إلى هناك لأنه كان يؤمن بما تقاتل أوكرانيا من أجله، وأراد أن يكون جزءاً منه، ومن أجل احتواء (التهديد) هناك ومنع وصوله إلى هنا".
وترك الشاب وراءه زوجة ورضيعاً يبلغ سبعة أشهر، بحسب الصحافة الأميركية. وأكدت زوجته بريتاني كانسل وفاته في بيان أرسل إلى العديد من وسائل الإعلام الأميركية، ووصفت زوجها بـ"البطل والشجاع".
وعقب الحادث، حضّ البنتاجون الأميركيين على عدم التوجه إلى أوكرانيا للمشاركة في الحرب، إذ قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية جون كيربي: "نواصل حضّ الأميركيين على عدم الذهاب إلى أوكرانيا"، مضيفاً أن خبر سقوط كانسل "محزن" وتوجه بالعزاء لعائلته.
واعتبر كيربي أن أوكرانيا "منطقة حرب... ليست مكاناً يجب أن يذهب إليه الأميركيون".
وبعيد بدء الغزو الروسي لبلاده في 24 فبراير، دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى تشكيل "فيلق دولي" من المتطوعين الأجانب، للمساعدة في الدفاع عن أوكرانيا.
وذكر وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا مطلع مارس الماضي، أن عدد المتطوعين الأجانب الذين وصلوا إلى بلاده ناهز 20 ألفاً.
أميركيان في "الأسر"
وجاء إعلان سقوط المواطن الأميركي الثاني بعد أيام من تأكيد السلطات الأميركية فقدان أثر ثلاثة أميركيين يُعتقد أنهم من ضمن مجموعة غالبيتهم من المحاربين القدامى، انضموا إلى متطوعين أجانب آخرين للقتال إلى جانب القوات الأوكرانية.
وبثت قناة تلفزيونية روسية عامة مقاطع فيديو على شبكات التواصل الاجتماعي لأميركيَين بعدما أسرتهما القوات الروسية.
وأكد متحدث باسم الخارجية الأميركية أن السلطات الأميركية اطلعت على صوَر ومقاطع فيديو للمواطنَين الأميركيَين اللذين "يُعتقد أن القوات العسكرية الروسية أسرتهما في أوكرانيا".
وأفادت تقارير بأنّ الأميركيّ الثالث ضابط سابق في مشاة البحرية الأميركية خِبرته تتخطّى 20 عاماً. ووردت آخر معلومات بشأنه في نهاية أبريل، وفق ما صرّحت زوجته لشبكة "سي إن إن" الإخبارية الأميركية.
واعتبرت موسكو أن الأسيرين الأميركيين يجب أن يحاسبا على "تهديد حياة الجنود الروس"، مشيراً إلى أنهما من "المرتزقة وكانا متورطين في أنشطة غير قانونية على أراضي أوكرانيا، في إطلاق النار على جنودنا وقصفهم وتعريض حياتهم للخطر".
وأضاف في مقتطفات تمّ بثّها من المقابلة "يجب تحميلهما المسؤولية عن تلك الجرائم التي ارتكباها"، مشيراً الى أنّه "يجب التحقيق في هذه الجرائم".
وعلّق مسؤول كبير في الخارجية الأميركية على هذه التصريحات الثلاثاء، قائلاً إن إن بلاده "تعارض بشدة" الموقف الروسي بشأن الأسيرين، والقاضي بأن اتفاقية جنيف للأسرى لا تشملهما، مشيراً إلى أن واشنطن نقلت موقفها للحكومة الروسية، وفقاً لما نقلته وكالة "رويترز".