"المويامويا".. مرض نادر بأسباب مجهولة

time reading iconدقائق القراءة - 5
عند الإصابة بمرض مويامويا، تضيق الشرايين المتصلة بالدماغ وقد تنسد تمامًا، ما يؤدي إلى تقليل كمية الدم الغني بالأكسجين التي تصل الدماغ - mayoclinic
عند الإصابة بمرض مويامويا، تضيق الشرايين المتصلة بالدماغ وقد تنسد تمامًا، ما يؤدي إلى تقليل كمية الدم الغني بالأكسجين التي تصل الدماغ - mayoclinic
بالتعاون مع مايو كلينك-الشرق

مرض "المويامويا" هو اضطراب نادر في الأوعية الدموية يتسبب في انسداد الشريان السباتي في الجمجمة أو تضييقه، ما يتسبب في تقليل تدفق الدم إلى الدماغ. ثم تنفتح الأوعية الدموية الصغيرة عند قاعدة الدماغ في محاولة لتزويد الدماغ بالدم.

قد تتسبب هذه الحالة المرضية في الإصابة بسكتة دماغية بسيطة (نوبة إقفارية عابرة) أو سكتة دماغية أو نزيف في الدماغ. كما يمكن أن تؤثر على مدى كفاءة عمل الدماغ وتُسبب تأخراً في الإدراك والنمو أو إعاقة.

يشيع مرض مويامويا بين الأطفال بشكل رئيسي، ولكن قد يُصاب به البالغون أيضاً. يتواجد هذا المرض في جميع أنحاء العالم، ولكنه أكثر شيوعاً في دول شرق آسيا، وخاصة كوريا واليابان والصين. وقد يرجع ذلك إلى بعض العوامل الوراثية المحددة في هذه المجموعة السكانية.

الأعراض

قد تحدث الإصابة في أي عمر، رغم شيوع الأعراض في الغالب بين سن 5 و 10 سنوات لدى الأطفال وبين 30 و 50 عاماً لدى البالغين.

يسبب داء مويامويا أعراضاً مختلفة لدى البالغين والأطفال. فعند الأطفال، عادةً ما يكون العرض الأول هو السكتة الدماغية أو النوبة الإقفارية العابرة المتكررة.

وقد تظهر هذه الأعراض لدى البالغين أيضاً، لكنهم يُصابون كذلك بنزف في الدماغ (السكتة الدماغية النزفية) من أوعية دماغية غير طبيعية. ويمثل اكتشاف الأعراض مبكراً أمراً مهماً لمنع حدوث مضاعفات خطيرة مثل السكتة الدماغية.

وتتضمَّن الأعراض والمؤشرات المصاحبة لداء مويامويا والمرتبطة بانخفاض تدفق الدم إلى الدماغ ما يلي:

  • الصداع
  • النوبات المرضية
  • الضعف، الخَدَر، الشلل في الوجه أو الذراع أو الساق، عادةً في جانب واحد من الجسد
  • اضطرابات الرؤية
  • صعوبات في التكلم أو فهم الآخرين (الحُبسة)
  • التأخيرات المعرفية أو النمائية
  • حركات لا إرادية

ومن الممكن تحفيز هذه الأعراض عن طريق ممارسة التمارين الرياضية أو البكاء أو السعال، أو في حال الإجهاد أو الإصابة بالحمى.

متى يجب زيارة الطبيب؟

اطلب المساعدة الطبية الفورية إذا لاحظت أي مؤشرات أو أعراض للسكتة الدماغية أو النوبة الإقفارية العابرة حتى لو كانت غير منتظمة أو اختفت.

  • الوجه: اطلب من الشخص الابتسام. هل يتدلى جانب واحد من الوجه؟
  • الذراع: اطلب من الشخص رفع ذراعيه. هل ينساق أحد الذراعين لأسفل؟ أم لا يمكنه رفع أحد ذراعيه؟
  • الحديث: اطلب من الشخص إعادة عبارة بسيطة. هل حديثه متداخل أو غريب؟
  • الوقت: إذا لاحظت أيّاً من هذه المؤشرات، اتصل برقم الطوارئ أو المساعدة الطبية الطارئة على الفور.

لا تنتظر لترى ما إذا كانت الأعراض ستزول. كل دقيقة تشكل أهمية. كلما زادت مدة السكتة الدماغية دون علاج، زادت احتمالية تلف الدماغ والإعاقة.

إذا كنت مع شخص تشتبه في إصابته بسكتة دماغية، فراقبه بعناية أثناء انتظار المساعدة الطارئة.

راجع الطبيب إذا كان لديك أي من مؤشرات مرض المويامويا أو أعراضه، إذ يمكن أن يساعد اكتشاف المرض وعلاجه مبكراً على الوقاية من السكتة الدماغية ومضاعفاتها الخطيرة.

الأسباب

ومن غير المعلوم حتى الآن سبب الإصابة بالمرض على وجه التحديد. وينتشر مويامويا على نحو أكثر شيوعاً في اليابان وكوريا والصين، ولكنه يوجد أيضاً في أجزاء أخرى من العالم.

يعتقد الباحثون أن زيادة معدل الانتشار في هذه البلدان الآسيوية، تشير بقوة إلى وجود عامل وراثي لدى بعض الفئات السكانية.

قد تحدث أحياناً تغيّرات في الأوعية الدموية تشبه مرض المويامويا، ولكن قد تكون لها أسباب وأعراض مختلفة. ويُعرف ذلك باسم متلازمة مويامويا.

ترتبط متلازمة مويامويا أيضاً ببعض الحالات المرضية، مثل متلازمة داون وفقر الدم المنجلي والورم الليفي العصبي من النوع الأول وفرط الغدة الدرقية.

عوامل الخطر

على الرغم من أن سبب مرض مويامويا غير معروف، إلا أن هناك بعض العوامل التي قد تزيد من خطر إصابتك بهذه الحالة المرضية، ومنها:

  • الانتماء إلى السلالة الآسيوية: وقد يرجع ذلك إلى بعض العوامل الوراثية المحددة في هذه المجموعة السكانية. وقد سُجلت إصابات عالية أيضاً بين الآسيويين الذين يعيشون في الدول الغربية.
  • وجود تاريخ عائلي للإصابة بمرض مويامويا: إذا كان أحد أفراد عائلتك مصاباً بالمرض، فإن خطر إصابتك به يزداد بمعدل من 30 إلى 40 ضعفاً مقارنةً بعامة السكان، وهو عامل يشير بقوة إلى وجود مكوِّن وراثي.
  • الظروف الصحية: تحدث متلازمة مويامويا أحياناً بالاقتران مع اضطرابات أخرى، مثل الورم الليفي العصبي من النوع الأول، ومرض فقر الدم المنجلي، ومتلازمة داون وغيرها.
  • الإناث: هن أكثر عُرضة للإصابة بداء مويامويا.
  • الأطفال: الذين تقل أعمارهم عن 15 عاماً هم الأكثر تأثراً بالإصابة بمرض مويامويا، على الرغم من إمكانية إصابة البالغين به.

* هذا المحتوى من مايو كلينيك