البنتاجون يفتح تحقيقاً بشأن غارة قتلت مدنيين في سوريا

time reading iconدقائق القراءة - 4
انفجارات جراء قصف القوات الأميركية لمعاقل تنظيم داعش في بلدة الباغوز بمحافظة دير الزور شرقي سوريا - 11 مارس 2019 - AFP
انفجارات جراء قصف القوات الأميركية لمعاقل تنظيم داعش في بلدة الباغوز بمحافظة دير الزور شرقي سوريا - 11 مارس 2019 - AFP
دبي-الشرق

قالت نائبة وكيل وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون)، إن وزير الدفاع لويد أوستن وجه الاثنين، بفتح تحقيق لمراجعة الخسائر المدنية الناجمة عن الضربة الجوية التي نفذتها الولايات المتحدة في الباغوز شمال شرقي سوريا في 18مارس 2019.

وكانت صحيفة "نيويورك تايمز"، كشفت في تقرير مفصل نشرته يوم 13 نوفمبر الفائت عن هجوم شنّه الجيش الأميركي على بلدة تقع شرقي سوريا، تسبب بسقوط عشرات الضحايا من المدنيين، إبان معركته ضد تنظيم "داعش.

وأوضح التقرير أنه في الأيام الأخيرة من المعركة ضد "داعش" في سوريا، عندما حوصر عناصر التنظيم في حقل ترابي في بلدة الباغوز، حلّقت طائرة أميركية عسكرية بدون طيار في سماء المنطقة بحثاً عن أهداف، ولكنها رأت حشداً كبيراً من النساء والأطفال متجمعين على ضفة النهر.

وأضاف التقرير أنه من دون سابق إنذار، أسقطت طائرة هجومية أميركية من طراز F-15E قنبلة تزن 500 رطل على الحشد، ما أدى إلى وقوع انفجار مروع. ومع تلاشي الدخان، أسقطت الطائرة قنبلة أخرى تزن 2000 رطل ثم أخرى، ما أسفر عن وفاة معظم الموجودين.

وأشار التقرير، نقلاً عن أحد الضباط، إلى أنه في 18 مارس 2019، في مركز العمليات الجوية المشتركة المزدحم التابع للجيش الأميركي بقاعدة العديد الجوية في قطر، كان عناصر يرتدون الزي العسكري يشاهدون لقطات حية للطائرات بدون طيار وينظرون في حالة من الذهول.

"أهداف مشروعة"

ورداً على ذلك التحقيق، أعلنت القيادة المركزية الأميركية "سينتكوم" أن الغارة الجوية التي نُفّذت في سوريا عام 2019، وأودت بحياة عشرات المدنيين، كانت "مشروعة"، وأنه "لا يمكن اعتبار النساء والأطفال الذين سقطوا فيها مدنيين"، بسبب حملهم "السلاح".

وقالت القيادة إن تحقيقاً أجرته خلص إلى أن تلك الغارة "دفاع مشروع عن النفس"، و"متناسبة"، وأن "خطوات ملائمة اتخِذت لاستبعاد فرضية وجود مدنيين". مشيرةً إلى أنه بالإضافة إلى القضاء على 16 مقاتلاً في تنظيم "داعش"، خلص التحقيق إلى أن 4 مدنيين لقوا حتفهم على الأقل وجُرح ثمانية.

وتظهر التفاصيل التي كشفت عنها "نيويورك تايمز"، أن عدد الضحايا كان واضحاً على الفور للمسؤولين العسكريين الأميركيين، إذ وصف أحد الضابط الغارة بأنها "جريمة حرب محتملة" تتطلب إجراء تحقيق. 

لكن الجيش الأميركي وفقاً للصحيفة، قام بخطوات أخفت الضربة الكارثية، بداية من تقليل عدد الضحايا، ثم تأخير التقارير و"تعقيمها" وتصنيفها، وبعدها قامت قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة بتجريف موقع الانفجار، ولم يتم إخطار كبار القادة، وفقاً للتقرير.

وذكرت "نيويورك تايمز" بعد نشر التحقيق أنها أرسلت النتائج التي توصلت إليها إلى القيادة المركزية الأميركية، التي أشرفت على الحرب في سوريا، ما أجبر القيادة على الاعتراف بالضربات لأول مرة، قائلة إن "80 شخصاً سقطوا ولكن الضربات الجوية كانت مبررة". 

ومثلت المعركة في الباغوز نهاية حملة قادتها الولايات المتحدة قرابة 5 سنوات لهزيمة تنظيم "داعش" في سوريا، وكانت انتصاراً للسياسة الخارجية للرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب.

وفي ذروة سيطرة التنظيم عام 2014، الذي كان يحتل مناطق شاسعة في سوريا والعراق، ضرب أسطول من طائرات التحالف والطائرات النفاثة والمروحيات الهجومية والقاذفات الثقيلة مواقع "داعش" بنحو 35 ألف غارة على مدى السنوات الخمس، ما مهد الطريق أمام الجماعات المسلحة الكردية والمحلية لاستعادة الأرض.