في ذكرى هجوم الكابيتول.. مواجهة بين بايدن وترمب تعمّق الانقسام

time reading iconدقائق القراءة - 7
انفجار ناجم عن ذخيرة للشرطة أثناء تجمع أنصار الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب أمام مبنى الكابيتول في واشنطن، الولايات المتحدة. 6 يناير 2021 - REUTERS
انفجار ناجم عن ذخيرة للشرطة أثناء تجمع أنصار الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب أمام مبنى الكابيتول في واشنطن، الولايات المتحدة. 6 يناير 2021 - REUTERS
واشنطن -أ ف ب

يتجسّد الانقسام الذي تعيشه الولايات المتحدة الخميس المقبل، عندما يستغل الرئيس الأميركي جو بايدن ذكرى هجوم السادس من يناير على مبنى الكابيتول للتحذير من التهديدات التي تواجهها الديمقراطية الأميركية، بينما يتحدث سلفه دونالد ترمب في بث حي عن نظريات المؤامرة الخاصة به.

وبعد مرور عام على محاولة مجموعة من أنصار ترمب اقتحام الكونجرس لمنع المشرّعين من المصادقة على فوز بايدن في الانتخابات الرئاسية، ما زالت الانقسامات السياسية واضحة جداً.

ومن المتوقع أن يتحدث بايدن ونائبته كامالا هاريس من داخل مبنى الكابيتول الذي يعد رمزاً للديمقراطية والذي شهد أعمال شغب دامية خلال محاولة مجموعة من أنصار ترمب اقتحامه تخللتها مواجهة مع الشرطة.

بايدن الذي يصف فترة رئاسة ترمب بـ"الاستبدادية" حذّر باستمرار خلال سنته الأولى في البيت الأبيض من تهديد "وجودي" للحريات السياسية التي كان معظم الأميركيين يعتبرونها حتى الآن من المسلّمات.

"اللحظة المظلمة"

ويُعتقد أن خطاب بايدن، وهو جزء من سلسلة أحداث "يوم صعب"، بحسب قول رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي، سيأخذ هذا التحذير إلى مستوى جديد.

وبينما يقف الكونجرس وقفة موحدة من أجل ما وصفه بايدن بـ"اللحظة المظلمة"، سيعقد ترمب مؤتمراً صحافياً من مقر إقامته في ولاية فلوريدا.

وسيكون من السهل توقع محتوى رسالته أيضاً. ورغم خسارته بأكثر من 7 ملايين صوت أمام بايدن، يتمسك ترمب بإصراره على أن انتخابات عام 2020 سُرقت منه.

وهذه الاتهامات ليست إلا العنصر الأكثر إثارة للاحتقان في هجوم أوسع ضد بايدن على كل الأصعدة، من قضية الهجرة إلى جائحة كوفيد-19، وكلها جزء مما يبدو إلى حد كبير محاولة غير معلنة رسمياً بعد لاستعادة السلطة في عام 2024.

وهذه حملة يصفها كارل توبياس، الأستاذ في كلية الحقوق بجامعة ريتشموند، بأنها "غير مسبوقة في تاريخ الولايات المتحدة".

وأوضح توبياس: "لم يحاول أي رئيس سابق فعل الكثير لتشويه سمعة خلفه وتشويه العملية الديمقراطية".

تبرير العنف

ومهما كانت نظرية المؤامرة الانتخابية سخيفة، إذ حكم قاضٍ فيدرالي في ولاية بنسلفانيا بأن قضية ترمب "مفككة تفتقر إلى حجة قانونية مقنعة أو دليل واقعي يدعمها"، يعتبرها ملايين الأميركيين حقيقة.

وتُظهر استطلاعات الرأي باستمرار أن نحو 70% الجمهوريين يعتقدون بأن بايدن انتخب بطريقة غير شرعية.

وأظهر استطلاع جديد أجرته "واشنطن بوست" وجامعة ميريلاند، أن هذه النسبة تبلغ 58%. من ناحية أخرى، وجد الاستطلاع نفسه أن 40% من الجمهوريين، مقارنة بـ23% من الديمقراطيين، يعتقدون أن العنف ضد الحكومة مبرر في بعض الأحيان.

وأصبحت محاربة ما روجه ترمب على أنه "سرقة"، أيديولوجية سياسية في حد ذاتها، مع تجنب جميع النواب الجمهوريين تقريباً انتقاد ما حدث في 6 يناير، أو دفاعهم بنشاط عن الهجوم.

وقالت لارا براون، مديرة كلية الدراسات العليا للإدارة السياسية في جامعة جورج واشنطن، إن مزيجاً من السياسيين الاستغلاليين يسعون إلى كسب ترمب والناخبين الذين يصدقون ما يقال لهم، وهو ما بات يشكل قوة معتبرة.

تصعيد المواجهة

وأضافت براون: "الأمر المخيف في ما نحن فيه الآن، ليس مجرد أن هذه هجمات نخبة، بل إن حركات شعبية تعززها".

وتابعت: "لم تكن الجماعات اليمينية المتطرفة هي وحدها التي نظمت أحداث 6 يناير، كان مواطنون أميركيون عاديون مقتنعين بهذه الفكرة".

فيما حضّت خبيرة استطلاعات الرأي رايتشل بيتكوفر، بايدن على مواجهة ترمب بشكل أكثر عدوانية، بدلاً من التمسك بالتظاهر بأن ترمب لم تعد له أهمية.

وقالت إن بايدن "لا يحيي ذكرى حدث انتهى. إنه يحيي ذكرى حدث جار وقد يزداد سوءاً. هناك إحجام فعلي عن الاعتراف بمدى شراسة هجوم اليمين على الديمقراطية".

ومع ذلك، أشارت براون إلى أن بايدن ليست لديه مساحة كبيرة للمناورة لأن الهجوم المباشر على ترمب قد يبدو كأنه "مطاردة سياسية"، وهو بالضبط ما يتحدث عنه الرئيس السابق في نظريات المؤامرة الخاصة به.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات