أميركا تحذر الصين من دعم روسيا بعتاد "فتاك".. وبكين: نتواصل مع الجميع

time reading iconدقائق القراءة - 6
أنصار أوكرانيا يهتفون في مسيرة لدعمها وتوجيه الشكر للولايات المتحدة" في كوبلي سكوير في بوسطن بولاية ماساتشوستس الأميركية. 26 فبراير 2023 - AFP
أنصار أوكرانيا يهتفون في مسيرة لدعمها وتوجيه الشكر للولايات المتحدة" في كوبلي سكوير في بوسطن بولاية ماساتشوستس الأميركية. 26 فبراير 2023 - AFP
دبي/ كييف/ بكين-الشرقرويترز

وجهت الولايات المتحدة تحذيراً إلى الصين من "عواقب وخيمة" إذا قدمت أسلحة لدعم الغزو الروسي لأوكرانيا، فيما كررت روسيا قولها إنها تمكنت من إحباط الخطط الغربية لتفكيكها وعزلها. بدورها، قالت الصين إنها تحافظ على التواصل مع جميع الأطراف في الصراع الروسي الأوكراني، بما في ذلك كييف.

وتسعى واشنطن وحلفاؤها في حلف شمال الأطلسي (ناتو) إلى ثني الصين عن تقديم مساعدات عسكرية إلى موسكو في حربها، وهو ما عكسته تصريحات علنية، أعربوا فيها عن اعتقادهم بأن بكين تدرس تقديم معدات فتاكة ربما تشمل طائرات بلا طيار إلى موسكو.

وقال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان لمحطة "CNN" إنه "سيتعين على بكين اتخاذ قراراتها الخاصة حول كيفية المضي قدماً، وما إذا كانت تقدم مساعدة عسكرية، لكن المضي في هذا الطريق سيكون له تداعيات حقيقية على الصين".

وذكر سوليفان في مقابلة منفصلة مع شبكة ABC أنه على الرغم من أن الصين لم تتحرك قدماً في تقديم مثل تلك المساعدة، لكنها لم تستبعد هذا الخيار".

من جهته، قال مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية وليام بيرنز، إن الوكالة "واثقة من أن القيادة الصينية تدرس توفير معدات فتاكة". وأضاف لشبكة CBS: "لا نعتقد أنه تم اتخاذ قرار نهائي بعد، ولا نرى أدلة على شحنات فعلية لمعدات فتاكة".

"تطوّر خطير"

وتشير معلومات استخباراتية جديدة إلى أن الصين تدرس إرسال "مدفعية وذخيرة إلى روسيا"، وفقاً لثلاثة مسؤولين أميركيين مطلعين على الأمر.

ولم يذكر المسؤولون ما هي الأدلة المحددة التي جمعوها لدعم المعلومات الاستخباراتية، التي نشرتها أولاً صحيفة "وول ستريت جورنال"، وأكدها مسؤول أميركي سابق ومسؤول غربي مطلعان على الأمر لشبكة "NBC NEWS".

من جانبه، قال روب لي، وهو باحث بارز في معهد أبحاث السياسة الخارجية، في فيلادلفيا، على تويتر، إن الصين إذا قررت تزويد روسيا بأسلحة "ربما يشكل هذا تطوّراً خطيراً". وأضاف: "يمكن القول إن توافر ذخيرة المدفعية لأوكرانيا وروسيا يعد المتغير الوحيد الأكثر أهمية  الذي يمكن أن يؤثر على مسار الحرب".

لكن كير جايلز، وهو خبير في الشؤون الروسية وزميل استشاري كبير في مؤسسة "تشاتام هاوس" للأبحاث بلندن، قال، الأحد، إن "تقييمات وتنبؤات سابقة بأن ذخيرة روسيا شارفت على النفاد من نوع معين تبين أنها بعيدة عن الوضع في الواقع".

وأضاف إذا كانت موسكو تلجأ إلى موردين بدلاء "علاوة على الطائرات المسيرة التي تلقتها من إيران"، فإن ذلك يعد "مؤشراً على أنهم يستنفدون مخزونهم من الأسلحة والذخائر بعد الحرب الباردة بوتيرة يشعرون أنها غير قابلة للاستدامة".

موقف الصين

وقالت وزارة الخارجية الصينية في إفادة صحافية دورية ، الاثنين، إن الصين تحافظ على التواصل مع جميع الأطراف في الصراع الروسي الأوكراني، بما في ذلك كييف.

وكان المتحدث ماو نينج يرد على سؤال بشأن تصريحات للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قال فيها إنه يرحب بإجراء محادثات مع الصين.

وأحجمت الصين عن إدانة الهجوم الروسي على أوكرانيا في مناسبات عدة، كان آخرها خلال اجتماع لمجموعة العشرين في الهند، السبت. كما نشرت بكين مقترحاً لوقف إطلاق النار، الجمعة، في الذكرى الأولى للغزو، لكن العرض قوبل بتشكك بين حلفاء أوكرانيا الغربيين.

وقال وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس لمحطة دويتشلاند فونك، الأحد: "حينما أسمع تقارير، لا أعلم إن كانت صحيحة أم لا، بأن الصين ربما تخطط لإمداد روسيا بطائرات مسيرة انتحارية بينما في الوقت ذاته تقدم خطة سلام، فإنني أقترح أن نحكم على الصين بأفعالها لا بأقوالها".

تفكيك روسيا

من جانبه، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، الاثنين، إن بلاده تمكنت من إحباط الخطط الغربية لتفكيك وعزل روسيا، لافتاً إلى أن موسكو استطاعت ضمان التعاون مع الأغلبية في العالم.

وقال لافروف في مستهل اجتماع مع رؤساء الهيئات التمثيلية الإقليمية لوزارة الخارجية الروسية: "لقد دخل العالم حقبة من التغييرات الجذرية التي لا رجعة فيها.. لم ننجح فقط في إحباط خطط الغرب لعزل روسيا، بل وحتى تفكيك أوصالها، لكننا نجحنا أيضاً في ضمان استمرار التعاون مع الغالبية العظمى من أعضاء المجتمع الدولي".

على الجبهة

على خطوط المواجهة، زار قائد القوات البرية الأوكرانية الكولونيل جنرال أولكسندر سيرسكي مدينة باخموت في الشرق، التي تركز القوات الروسية هجماتها عليها منذ شهور في إطار محاولاتها للسيطرة على منطقة دونباس الصناعية.

وشنت القوات الأوكرانية عدداً من الهجمات المضادة، وتمكنت من صد هجوم للقوات الروسية في محيط قرية ياهيدني مطلع الأسبوع، بعدما زعمت مجموعة "فاجنر" العسكرية الروسية أنها استولت عليها وعلى قرية برخيفكا.

وقالت وزارة الدفاع الروسية، الأحد، إن قواتها دمرت "مجموعات تخريب واستطلاع" أوكرانية بما في ذلك في منطقة ياهيدني، في حين ذكرت وكالة "تاس" الروسية للأنباء أن القوات الأوكرانية فجّرت سداً إلى الشمال من باخموت.

وتأتي زيارة سيرسكيإلى باخموت، بهدف رفع الروح المعنوية والتحاور مع الوحدات التي تدافع عن المدينة والقرى المحيطة بها.

وتأتي الزيارة المذكورة، بعدما أقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الأحد، قائداً عسكرياً بارزاً يشارك في قيادة المعارك في الشرق، من دون إبداء أسباب.

وفي مرسوم من سطر واحد، أعلن زيلينسكي إقالة إدوارد موسكاليوف من منصب قائد القوات المشتركة لأوكرانيا التي تخوض معارك في منطقة دونباس.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات