أطلق جيش ميانمار طلقات تحذيرية فوق قارب مدني يحمل مسؤولي دوريات حدودية من تايلاند، وسط تصاعد للتوتر الحدودي منذ استيلاء المجلس العسكري على السلطة، وذلك بالتزامن مع عقد قادة رابطة دول جنوب شرق آسيا "آسيان" في العاصمة الإندونيسية جاكرتا اجتماعاً بشأن أزمة ميانمار.
وتشهد ميانمار احتجاجات وأعمال عنف بعد انقلاب الأول من فبراير الماضي، الذي أطاح بالحكومة المنتخبة برئاسة أونغ سان سو تشي، إذ قضى أكثر من 564 محتجاً على الأقل منذ ذلك الوقت، وفقاً لرابطة مساعدة المعتقلين السياسيين، التي تراقب حصيلة الضحايا والاعتقالات.
ونقلت وكالة رويترز عن تاني سانجرات، الناطق باسم وزارة الخارجية التايلاندية، السبت، أن الطلقات التحذيرية التي سُمعت الخميس الماضي استُخدمت للإشارة إلى قوارب للتفتيش بسبب الافتقار إلى طريقة تنسيق رسمية في قطاع نهر سالوين، حيث تشترك تايلاند وميانمار في الحدود.
وأضاف تاني: "إنه سوء تفاهم، استأجر أفراد شرطة دوريات الحدود التايلاندية زورقاً من قرويين لحمل أغراض، ولم يكونوا يرتدون زيهم العسكري".
وتابع: "نقطة التفتيش في ميانمار شاهدت القارب يمر من دون تفتيش، لذا أطلقوا طلقات في الهواء للإشارة إلى التفتيش، والآن تحدث الجانبان وتوصلا إلى تفاهم".
ووقع إطلاق النار في مكان بالقرب من قرية ماي هونغ سون، حيث فرّ الشهر الماضي الآلاف من ميانمار بسبب تنفيذ ضربات جوية للجيش.
من جانبها، قالت وزارة الدفاع التايلاندية إن "جميع الوكالات التابعة للوزارة والقوات المسلحة تلقت تعليمات بالاستعداد للتعامل مع المشكلات وتأثير الوضع العنيف والقتال في المناطق الحدودية"، في حين قال مصدران أمنيان لوكالة رويترز إنه "لم يصب أحد في إطلاق النار على القارب الذي كان يرفع العلم التايلاندي".
وأوضح أحد المصدرين أن الوحدة العسكرية في ميانمار "كانت قلقة بشأن إرسال القوارب إمدادات لخصومها على الجانب الآخر، لذا أرسلوا إشارة إلى القارب للتفتيش"، مضيفاً أن عسكريين من ميانمار "فتشوا القارب".
"اجتماع آسيان"
وفي سياق متصل، بدأت في العاصمة الإندونيسية جاكرتا قمة زعماء دول جنوب شرق آسيا "آسيان" لبحث أزمة ميانمار وإقناع الجنرال مين أونغ هلاينغ، الذي قاد انقلاباً عسكرياً أشعل فتيل الاضطرابات، بإيجاد حل لإنهاء العنف في البلاد.
ودعا الرئيس الإندونيسي خلال القمة إلى "وضع حد لعنف الجيش وإعادة الديموقراطية في ميانمار".
ويُعد الاجتماع أول جهد دولي منسق لتخفيف الأزمة في ميانمار المجاورة للصين والهند وتايلاند، وهي إحدى الدول العشر الأعضاء في آسيان. وتنعقد القمة بحضور شخصيات رسمية، على الرغم من جائحة كورونا.
وقال مسؤولون حكوميون، طلبوا عدم نشر أسمائهم، إن العديد من قادة آسيان "يريدون التزاماً من مين أونغ هلاينغ بكبح قواته الأمنية التي يقول المراقبون إنها قتلت 745 شخصاً منذ بدء حركة عصيان مدني جماعية، لتحدي انقلاب الأول من فبراير الماضي، على حكومة أونغ سان سو تشي المنتخبة".
وهذه أول زيارة يقوم بها مين أونغ هلاينغ إلى الخارج منذ الانقلاب. ومن غير المعتاد أن يحضر زعيم حكومة عسكرية في ميانمار "قمة آسيان"، إذ يمثل هذا البلد في العادة ضابط برتبة أقل أو مدني.
"قلق عميق"
وقالت وزيرة الخارجية الإندونيسية ريتنو مرصودي، الجمعة، إن الاجتماع يعكس "القلق العميق إزاء الوضع في ميانمار وعزم آسيان على مساعدتها للخروج من هذا الوضع الحساس".
وكتب تيدي لوكسين وزير خارجية الفلبين على حسابه في "تويتر": "ينبغي لميانمار تجنب التفكك الجيوغرافي والسياسي والاجتماعي والوطني والتحول لأجزاء عرقية متحاربة ... لا بد لميانمار من أن تجنح بنفسها للسلم مرة أخرى".