مهرجان البحر الأحمر يحتفي بالفن السابع في قلب جدة التاريخية

time reading iconدقائق القراءة - 7
مقر مهرجان البحر الأحمر السينمائي في مدينة جدة - facebook/redseafilmfest
مقر مهرجان البحر الأحمر السينمائي في مدينة جدة - facebook/redseafilmfest
دبي -محمد عبد الجليل

تستعد مدينة جدة السعودية لاحتضان فعاليات الدورة الرابعة لمهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، المقرر إقامتها في الفترة من 5 إلى 14 ديسمبر الجاري، تحت شعار "للسينما بيت جديد". 

يعود المهرجان إلى مقره الدائم في منطقة البلد التاريخية، المدرجة ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو، والتي أقيمت بها فعاليات النسخة الأولى، ليجمع عشاق السينما من مختلف أنحاء العالم في احتفاءٍ سنوي بفن الرواية البصرية.

يستكمل المهرجان في دورته الجديدة رؤيته الطموحة التي لم تقتصر على عرض الأفلام، بل امتدت إلى مساحة أشمل بتمكين صناع السينما بالوطن العربي كله، وساهمت بفعالية في إعادة تعريف الدور الثقافي والفني للمملكة على الساحة السينمائية الدولية.

رؤية المملكة 2030

يمثل مهرجان البحر الأحمر، في دورته الرابعة، امتداداً لمسيرة نمو بدأت منذ انطلاقه عام 2021، لم تُقاس فقط بحجم الفعاليات وعدد الأفلام المشاركة، بل بقدرته على إحداث تحولات بارزة على صعيد المشهد السينمائي في السعودية والمنطقة ككل.

أثبت المهرجان، عبر دوراته الثلاث السابقة، أنه ليس مجرد تجمع سينمائي، بل منصة فاعلة تجمع الإبداع والتمكين، التراث والابتكار، مؤكداً مكانته كمحرك رئيسي لرؤية المملكة 2030، التي تسعى لتحويل السعودية إلى مركز إقليمي وعالمي في صناعة السينما والترفيه.

النمو السريع للمهرجان جاء متزامناً مع إطلاق برامج دعم متعددة لتطوير المواهب السعودية، مثل برنامج "ضوء"، وبرنامج الحوافز المقدم من هيئة الأفلام السعودية لجذب الإنتاجات الأجنبية، بجانب النمو في البنية التحتية، مثل افتتاح دور عرض سينمائي وتأسيس استوديوهات إنتاج متطورة.

كل هذا ساهم في تعزيز مكانة المملكة كمركز جاذب لصناع الأفلام، والمهرجان، بدوره، استغل هذه التحولات ليكون واجهة تعكس هذه التطلعات وتبني عليها.

تمكين المرأة

لطالما كان تمكين المرأة جزءاً لا يتجزأ من استراتيجية المهرجان، لدرجة أن نسبة المشاركة النسائية في الورش والبرامج التدريبية تجاوزت 40%، كما بلغ عدد صانعات الأفلام في برنامج هذا العام 36 مخرجة، ما يعكس التزاماً حقيقياً بإبراز دور المرأة كمبدعة وصانعة تغيير، وبات ذلك أكثر وضوحاً مع تولي جمانا الراشد رئاسة مجلس أمناء مؤسسة البحر الأحمر بداية من الدورة الثانية. 

أصبح المهرجان بيئة داعمة للمواهب النسائية، حيث شهدت الدورات السابقة نسبة مشاركة مرتفعة للمخرجات والمنتجات السعوديات والعربيات، إضافة إلى إطلاق مبادرات مثل "المرأة في السينما"، التي تهدف إلى تمكين المبدعات في مجالات الإنتاج والإخراج والكتابة.

برنامج متنوع

من خلال برنامجه لهذا العام، يعرض المهرجان 127 فيلماً من 81 دولة، منهم 64 فيلماً طويلاً، و54 فيلماً قصيراً، و66 فيلماً عربياً منهم 34 فيلماً سعودياً، كما يضم 20 عرض سجادة حمراء، و48 عرض عالمي أول، ما يعكس تنوع الحكايات التي يتناولها وتعدد الثقافات التي يمثلها. 

كما اختارت إدارة المهرجان لافتتاحه الفيلم المصري السعودي "ضي" للكاتب هيثم دبور والمخرج كريم الشناوي، وبطولة آسيل عمران وإسلام مبارك وحنين سعد، وتدور أحداثه حول حكاية إنسانية ملهمة، تتناول تفاصيل رحلة شاب نوبي يعاني من مرض "البرص" مع التحديات الاجتماعية والصحية لتحقيق حلمه في الغناء.  

وتضم قائمة الأفلام المنافسة، فيلم 6 AM إخراج مهران موديري، و"عايشة" إخراج مهدي البرصاوي، و"بين وبين" إخراج محمد الأخضر تاتي، و Hanami إخراج دنيز فرنانديز، و"قمر" إخراج كوردوين أيوب، و My Friend An Delie إخراج زيدجين دونج، و"الذراري الحمر" إخراج لطفي عاشور، و"سابا" إخراج مقصود حسين، و"صيفي" إخراج وائل أبو منصور.

كما يتنافس فيلم "البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو" إخراج خالد منصور، وSima's Song إخراج رويا سادات، و"سنو وايت" إخراج تغريد أبو الحسن، و"أناشيد آدم" إخراج عدي رشيد، و Superboys of Malegaon إخراج ريما كاجتي، و"إلى عالم مجهول" إخراج مهدي فليفل، وTo Kill A Mongolian Horse إخراج تشاوشوان يانج.

أما الختام فسيكون مع التجربة الإخراجية الثانية لنجم الأميركي جوني ديب، بعنوان Modì, Three Days on the Wing of Madness، والتي ساهم مهرجان البحر الأحمر في إنتاجها، وتدور أحداثه حول حياة الفنان الإيطالي المشهور أميديو موديلياني. 

سوق البحر الأحمر

يشكل سوق البحر الأحمر مساحة تفاعلية تجمع بين الإبداع والصناعة، إذ يشارك فيه هذا العام 142 عارضًا من 32 دولة، ويتيح الفرصة لصناع الأفلام والمواهب الناشئة للتواصل مع الخبراء والمستثمرين، عبر جلسات نقاشية وورش عمل تشمل النقد السينمائي، التمثيل، والتقنيات الحديثة.

لم يقتصر دور السوق على الدعم التقني، بل امتد ليكون منصة تمويل وإنتاج للمشاريع الإقليمية والدولية، ما عزز مكانة المهرجان كحاضنة إبداعية تدفع المواهب المحلية والعالمية نحو آفاق جديدة.

دعم صندوق البحر الأحمر السينمائي، الذي تبلغ قيمته 14 مليون دولار، أكثر  من 250 فيلم من المملكة والوطن العربي وإفريقيا، شارك بعضها في مهرجانات دولية بارزة مثل "كان" و"برلين" و"فينيسيا" و"تورينتو"، وحصدت على جوائز مميزة، مثل "وداعاً جوليا" لمحمد كردفاني، "كدب أبيض" لأسماء المدير، و"مندوب الليل" لعلي الكلثمي، و"بنات ألفة" لكوثر بن هنية، والذي وصل للقائمة القصيرة للأوسكار.

وذلك بجانب فيلم "نورة"، أول فيلم سعودي يشارك في مسابقة رسمية بمهرجان كان السينمائي، والذي حصل علة تنويه خاص من لجنة تحكيم قسم "نظرة ما" بالدورة الأخيرة، فيما ساهمت معامل البحر الأحمر في دعم 170 صانع أفلام سعودي وعربي.

كنور البحر الأحمر

ويعرض المهرجان ضمن برنامج "كنوز"، 4 أعمال سينمائية كلاسيكية بارزة، تشمل الفيلم الأميركي Heat للمخرج مايكل مان، إلى جانب 3 أفلام مصرية تمت استعادتها وترميمها، بالتعاون مع مدينة الإنتاج الإعلامي المصرية.

وتضم القائمة أفلام "الخبز والملح" للمخرج حسين فوزي وبطولة نعيمة عاكف، وفيلم "إضحك الصورة تطلع حلوة"من بطولة ليلى علوي وأحمد زكي، بجانب النجمة المكرمة منى زكي وإخراج شريف عرفة، بالإضافة إلى فيلم "شفيقة" ومتولي من إخراج علي بدرخان وبطولة سعاد حسني وأحمد زكي ومحمود عبد العزيز.

سينما السعودية الجديدة

ويحتفي المهرجان بالإبداع والطموح ورؤية الجيل الجديد من رواة القصص السعوديين، وذلك من خلال إطلاق قسم "سينما السعودية الجديدة" ضمن فعاليات النسخة الرابعة.

ويركز هذا القسم على الأصوات المبتكرة والجريئة في مجال صناعة الأفلام السعودية، ويحتوي على مجموعة متنوعة من القصص ووجهات النظر الجديدة التي تسعى لتترك بصمتها على الساحة العالمية.

تصنيفات

قصص قد تهمك