قال عماد إسكندر، مدير صندوق البحر الأحمر للأفلام، إنّ الصندوق دعم نحو 250 مشروعاً سينمائياً من الوطن العربي وإفريقيا خلال الأربعة أعوام الماضية، لافتاً إلى فتح الباب أمام المشاريع الآسيوية اعتباراً من عام 2025، متابعاً "منذ اليوم الأول لنا في الصندوق، وهدفنا كان آسيا ككل، رغم إنها تُعتبر مُخيفة من ناحية العدد والقصص الموجود هناك، لكن نأمل أنّ نكون على قدر المستوى ونختار المشاريع المميزة".
وأضاف مدير صندوق البحر الأحمر، للشرق، أنّ "هدفنا استقطاب تلك المشاريع سواء للمتفرج السعودي، أو حتى صانع الأفلام حتى يكتسب قدراً من الاستفادة"، مُشيراً إلى أنّ صندوق البحر الأحمر حقق نجاحاً كبيراً خلال الـ3 سنوات الماضية، من خلال المشاريع التي جرى دعمها وحصولها على عشرات الجوائز من مختلف المهرجانات.
أرقام وإنجازات
واستعرض حجم الإنجازات التي حققها صندوق البحر الأحمر منذ عام 2021، قائلا: "في السنة الأولى لنا، دعمنا نحو 90 فيلماً، لكن كنا نسأل أنفسنا، هل حقاً الدعم تم تخصصيه للمشاريع التي تستحق أم كانت هناك مشاريع أخرى هي الأجدر، وفي العام التالي، أي عام 2022، تأكدنا أن اختياراتنا كانت مميزة بالفعل، وفريقنا المسؤول عن المشاهدة والاختيار هو الأنسب"، لافتًا إلى أنّ "المشاريع التي دعمها الصندوق رُشحت لأكثر من 160 جائزة تقريباً، وفازت بـ116 جائزة".
وأشار إلى أنّ الصندوق شارك في إحدى دورات مهرجان كان السينمائي، بـ8 أفلام دفعة واحدة، منها فيلم الافتتاح "جان دو باري" للنجم جوني ديب، كما شارك في مهرجان فينيسيا بـ4 أفلام، وأخرى في برلين، لافتًا إلى أنّ مشاركة فيلم "نورة" كأول فيلم سعودي يُصور بالكامل في مدينة العلا وأول فيلم سعودي يشارك بمسابقة رسمية في مهرجان كان، وذلك في النسخة الأخيرة من المهرجان، في مايو الماضي.
وتابع "كان هناك أيضاً فيلم (مندوب الليل) الذي حقق نجاحاً ضخماً في شباك التذاكر السعودي، وكذلك فيلم (شمس المعارف) كان من الأفلام الأوّلية التي دعمناها، وحققت نتائج جيدة"، معتبراً تلك الأرقام بمثابة مقياس قوي يُشير إلى أنّ فريق العمل داخل صندوق البحر الأحمر يسير على الطريق الصحيح.
شباك التذاكر
وأكد عماد إسكندر، أنّ صندوق البحر الأحمر، ليس هدفه دعم الأفلام لعرضها في المهرجانات السينمائية فحسب، بل هناك إمكانية لدعم الأفلام التجارية أيضاً، موضحاً "نحب نكون في المشاريع كمنتجين مشاركين، نُفكر في مصلحة الفيلم بالطبع كمنتج مشارك، وإذا كان هناك فيلماً تجارياً كان ضمن خطته المُسبقة أنّ يُطرح في موسم الصيف قبل موعد انعقاد المهرجان، قد نسمح أحياناً بذلك، إذن نُفكر كمُنتج مشارك أكثر من كوننا جهات دعم".
وحول مستقبل الإنتاج المشترك في الوطن العربي، قال إنّ: "هناك عدداً من الدول العربية كانت قوية في هذا الشأن مع الدول الأوروبية، وسعيد بالطبع أنّ هناك سُبل تعاون بين إفريقيا والدول العربية، وفي المستقبل القريب ستكون آسيا موجودة على خارطة الإنتاج المشترك، وهذا شيء مهم جداً، ويُسهم في تشجيع المُنتجين على تقديم المزيد من الأعمال المميزة".
ويعد صندوق البحر الأحمر هو الأكبر في عالم تمويل الأفلام العربية والأفريقية بميزانية ١٤ مليون دولار أميركي، ويعمل عبر أربع دورات، بما في ذلك المشاريع في مراحل التطوير والإنتاج وما بعد الإنتاج.
بالإضافة إلى مساهماته المالية، يطلق الصندوق أيضاً مجموعة من المبادرات لدعم صناعة السينما. وتشمل هذه الاحتفال بالمرأة في السينما من خلال تمويل أفلام التخرج من أول جامعة في صناعة الأفلام في المملكة العربية السعودية. هذا بالإضافة إلى الشراكات مع مهرجانات أخرى حول العالم، وتقديم جوائز مالية للمشاريع الاستثنائية.
ويبحث الصندوق عن صانعي السينما وموجة جديدة من الأفلام من المنطقة. بما فيه الأفلام الوثائقية والخيالية والرسوم المتحركة – القصيرة والطويلة.