كشفت منصة نتفليكس، نتائج برنامج "صانعات أفلام المستقبل في السعودية"، على هامش انعقاد الدورة الرابعة من مهرجان البحر الأحمر السينمائي، في جدة، حيث سبق وأطلقته في سبتمبر الماضي، بالتعاون مع "سرد" و"قطاع الإعلام في نيوم".
وأُعد البرنامج لتطوير مهارات 15 موهبة سعودية واعدة في صناعة الأفلام ودعمهن في خطواتهن الأولى في صناعة الأفلام السعودية.
دعم المرأة السعودية
وبدورها، كشفت الكاتبة مريم نعوم، مؤسسة "سرد"، تفاصيل برنامج "صانعات أفلام المستقبل في السعودية"، موضحة أنّ "فكرة هذا المشروع خرجت من رحم الدورة الماضية من مهرجان البحر الأحمر السينمائي، حيث اقترحت على القائمين في منصة نتفليكس، بتكرار الفكرة التي سبق وأطلقناها في القاهرة، لدعم فتيات الصعيد في مجال الكتابة".
وقالت مريم نعوم لـ"الشرق"، إنّ: "المنصة رحبت بالفكرة، وانضمت إلينا (نيوم) في محاولة لدعم صانعات السينما من مختلف المناطق داخل المملكة العربية السعودية، حتى يكون لديهن القدرة على ترجمة أفكارهن البسيطة وتطويرها إلى أن تُصبح فيلماً قصيراً، وبالفعل صار معهن الأفلام مكتوب بشكلٍ كامل، بالإضافة إلى ملف إنتاجية بالميزانية، ليبحثن عن جهات إنتاجية لتنفيذ تلك المشاريع".
وأوضحت آلية انضمام صانعات الأفلام إلى البرنامج، بقولها: "كنا نبحث عن بنات بداخلهن نواة نستطيع البناء عليها، وليس بالضرورة أنّ يسبق لهن الكتابة الاحترافية، لكن يمتلكن الوعي بما يرغبن في تقديمه، خاصة وأننا نطمح لأن تكون تلك المشاريع تُعبر عنهن في النهاية، ومن قلب الثقافة السعودية، دون التأثر بالتجارب الأميركية أو الأوروبية، وذلك كان التحدي الأكبر بالنسبة لنا".
وحول خطة العمل والتدريب، أشارت إلى تقسيم تلك الفتيات إلى مجموعات، وتدريبهن لمدة 13 أسبوعاً عن بُعد، وكل مجموعة لديها سيناريست من "سرد" لتدريبهن، وذلك وصولاً إلى لحظة وقوفهن أمام لجنة التحكيم وإعلان النتائج، على هامش الدورة الحالية من مهرجان البحر الأحمر.
وأشارت إلى التعاون القائم بين المهرجان وبرنامج "صانعات أفلام المستقبل في السعودية"، قائلة: "وجدنا أنّ الاهتمام مشترك، فالمهرجان يسعى لدعم المرأة السعودية، و(سرد) ترغب في دعم المواهب الجديدة وتُصبح قادرة على التعبير نفسها، إذ تلاقت الرغبات داخل المهرجان".
أفكار إبداعية ومتنوعة
ومن جانبه، أشاد المنتج فيصل بالطيور، ببرنامج "صانعات أفلام المستقبل في السعودية"، لاسيما وأنه يضم شركاء مميزين في عالم الصناعة، وهم: "نيوم" والتي تعد من أكثر الجهات المتمكنة في القطاع السينمائي داخل السعودية والشرق الأوسط والعالم كله، و"نتفليكس" باعتبارها أكبر منصة على مستوى العالم، وتضخ استثمارات داخل المملكة بإنتاجات أعمال أصلية، فضلاً عن "سرد" كجهة لديها الخبرة في الكتابة وتطوير النصوص والتدريب بشكلٍ عام في المجال السينمائي.
وقال فيصل بالطيور، لـ"الشرق"، إنّ: "هذا التكامل يُسهم في تحقيق نتائج ممتازة، وهو ما انعكس جيداً على الأفكار التي جرى تقديمها من قبل صانعات الأفلام السعودية، واللاتي قدمن أفكاراً متنوعة وإبداعية، وتلامس المجتمع بشكلٍ أو بآخر".
ووصف الشراكة بين مهرجان البحر الأحمر السينمائي، وبرنامج "صانعات أفلام المستقبل في السعودية"، وعرض النتائج على هامش الدورة الرابعة المقامة حالياً، بقوله: "المشروع الصحيح في المكان الصحيح".
ولفت إلى أن "هذا المشروع بدأ منذ عدة أشهر، وعرض جزء من نتائجه في أحد أهم وأكبر المهرجانات السينمائية في الشرق الأوسط، والذي وضع بصمته الكبيرة على مستوى العالم في فترة صغيرة، كونه ملئ بالمواهب والمشاريع والإنجازات، فهذين المشروعين ضمن المشروعات الضخمة جداً".
لجنة تحكيم
يُذكر أن البرنامج انطلق في سبتمبر الماضي، وامتد لـ13 أسبوعاً، تضمنت ورش عمل في كتابة السيناريو والإخراج ومحتوى الإنتاج تحت إرشاد موجّهين في مجال الصناعة.
وتمثلت المرحلة الأخيرة من البرنامج في تمرين محاكاة لتقديم العروض في مهرجان البحر الأحمر السينمائي، حيث قدمت المشاركات عروضهن على لجنة من خبراء مجال الصناعة من بينهم نهى الطيب، مديرة محتوى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وتركيا في نتفليكس، الكاتبة مريم نعوم، المدير التنفيذي ومؤسسة ورشة سرد للكتابة الدرامية، وريم الحبيب، ممثلة ومخرجة وكاتبة، وأحمد الملا، شاعر ومؤسس ورئيس مهرجان أفلام السعودي، وفيصل بالطيور، منتج، وعبدالعزيز خوجا، ناقد ومراجع فني.
ويدعم "صندوق نتفليكس لدعم المواهب الإبداعية" برنامج "صانعات أفلام المستقبل في السعودية" الذي يمثل جانباً من استثمارات نتفليكس المتواصلة في المجتمع الإبداعي العربي.
ويسعى البرنامج إلى وضع حجر الأساس في صناعة الأفلام للموهوبات السعوديات الواعدات البالغات من العمر 21 عامًا فأكثر، اللواتي لا يمتلكن خبرة سابقة في مجال صناعة الأعمال التلفزيونية والسينمائية. وعلى مدار مدة البرنامج، تدربت المشاركات عمليًا وجرى توجيههن ومنحهن إمكانية وصول استثنائية لمعلومات مجال الصناعة.
بدأ البرنامج بدورة تمهيدية افتراضية مدتها 10 أيام، وقُسمت جلساتها على أسبوعين، يُكرس الأول منهما للمهارات الكتابية فيما يخصص الثاني للإخراج والإنتاج. وفي أعقاب ذلك، شاركت النساء الخمس عشرة في برنامج مكثف للكتابة المتقدمة عبر الإنترنت يمتد لعشرة أسابيع، حيث تعاونَ مع خبراء موجّهين لإعداد نصوص قصيرة لتقديمها في تمرين محاكاة لتقديم العروض في مهرجان "البحر الأحمر السينمائي".
وقدّم البرنامج خطة إرشاد مخصصة تحت إشراف الخبراء في مجال الصناعة، الذين رسّخوا مسيرتهم في هذا المجال عبر كتابة سيناريوهات مذهلة وتفاصيل شاملة للشخصيات والحوارات. وعبر تسليط الضوء على السرد القصصي المرئي، أعدّ البرنامج المشاركات لمواجهة التحديات الواقعية التي قد تواجهنها في مجال صناعة الأفلام.
قدمت هذه التجربة، إلى جانب المشاركة في ورش عمل المهرجان والحلقات النقاشية وفعاليات بناء العلاقات، خبرة اجتماعية لا تقدر بثمن لصانعات الأفلام الواعدات حيث أتاحت لهن فرصة التواصل مع القادة في مجال الصناعة وإرساء أساس مهني راسخ.