شدد زيد شاكر، المدير التنفيذي بالإنابة لمؤسسة "فيلم العلا"، على أهمية الشراكة مع مهرجان البحر الأحمر السينمائي، منذ دورته الثانية عام 2022 والممتدة حتى الآن، قائلاً: "من أهم الشركاء بالنسبة لنا، وعلاقتنا معهم استراتيجية لا نستغني عنها، ونبحث دائماً عن تطويرها".
وقال زيد شاكر، خلال حواره مع "الشرق"، إنّ: "المهرجان بمثابة منصة هامة، في التشبيك وإيصال كل المعلومات، وكذلك التحديث وغيره"، موضحاً أن "العلاقة بالمهرجان تمتد لعدة محاور، منها المرتبط بجائزة الجمهور".
وتابع: "مؤسسة فيلم العلا، تُعد جزءاً من المنظومة التي تعمل على بناء صناعة الأفلام السعودية واقتصاد إبداعي حقيقي، لأن بالنهاية كل فيلم نعمل عليه عبارة عن جزء من منظومة أكبر متعلقة بصناعة ضخمة، ولها تأثير على الناتج المحلي القومي بشكلٍ مباشر".
وأوضح أن "المؤسسة عبارة عن وكالة صناعة الأفلام للهيئة الملكية لمحافظة العلا، والهدف من وجودنا بناء صناعة أفلام مستدامة، ولتحقيق ذلك، يجب أن يكون هناك تحول فائق خصوصاً للمجتمع المحلي".
جوائز مالية
وتحدث زيد شاكر، المدير التنفيذي بالإنابة لمؤسسة "فيلم العلا"، عن الجائزتين التي ترعاهما المؤسسة في الدورة الحالية من مهرجان البحر الأحمر السينمائي، بقيمة 100 ألف دولار، قائلاً إنّ "السينما ثقافة وصناعة، ولأجل بناء أي صناعة، لا بد من التركيز على الثقافة، ومهرجانات الافلام عبارة عن منصة ممتازة لتجسيد هذه الثقافة".
وأشار إلى أن "شراكتنا مع المهرجان، وتقديم جوائز، هي عبارة عن خطوة بسيطة لتشجيع صنّاع الأفلام، لتقديم قصصهم وحكاياتهم، حتى نسهم في تصدير الثقافة بالنهاية".
وحول نمو المواهب السعودية في السنوات الأخيرة، وآلية تعامل مؤسسة "فيلم العلا" مع تلك الكفاءات، أوضح أن "الأمر يمكن النظر له من ناحيتين، الأولى من خلال المؤسسة، والثانية من منظور السعودية بشكلٍ عام، بالنهاية نمو المواهب السعودية عبارة عن حالة في صالح الطرفين، وهو أهم جزء في معادلة بناء قطاع سينما مستدام وقوي".
وأكد أن هناك آلية محددة لتدريب المواهب الشابة داخل المشاريع القائمة والتابعة لمؤسسة "فيلم العلا"، موضحاً أن "المؤسسة تقدم عروضاً للمنتجين طوال الوقت لتنفيذ أعمالهم، وفي كل مشروع أو فاعلية لدينا، نخصص مساحة للتدريب".
ولفت إلى أن "الدورة الحالية من المهرجان ستشهد عرض 3 أفلام قصيرة، وهي عبارة عن نواتج تمويل محلي من برنامج تدريبي"، مشيراً إلى "تنظيم 3 ورش عمل في أكتوبر ونوفمبر الماضيين، مخصصة للتدريب، وشارك فيها أكثر من 80 شخصاً تقريباً، وكانت النسبة الأكبر والفعالة من الإناث، وذلك أمر نسعد به، ومهم جداً بالنسبة لنا".
ولفت إلى سعي المؤسسة لمواصلة التعليم والتدريب لبناء المواهب، قائلاً: "حتى تكون هناك صناعة محكمة، لا بد من وجود أساس، والجزء الأهم فيه هو الاهتمام بالمواهب المحلية".
واجهة سينمائية مميزة
وتطرق زيد شاكر، خلال الحوار، إلى مدينة العلا، كواجهة سينمائية تعمل على استقطاب وجذب صنّاع الأفلام لتصوير أعمالهم، لاسيما في ظل المنافسة الشديدة مع بعض البلدان، مثل المغرب والأردن، إذ قال إن "العلا، عبارة عن تحفة سينمائية، ومتحف غني جداً، به مناطق أثرية، وتاريخية، وأخرى طبيعية".
وكشف عن طقوسه شبه الدائمة بشكل يومي داخل العلا، على مدار العامين الماضيين، قائلاً: "صباح كل يوم، أخرج بدراجتي، وأحدث نفسي، يا إلهي، أنا أشاهد مثل هذا المجهود، لدينا أماكن أنيقة وجميلة جداً، وغنية، لم تظهر على الشاشة بعد، بالإضافة إلى جمال اللوكيشن التي تشعر وأنها اختطفت من كوكب آخر".
وأكد أن هناك تسهيلات عديدة تقدمها المؤسسة لصُنّاع الأفلام الراغبين في تصوير أفلامهم داخل العلا، قائلاً: "لدينا برامج كاش باك، وتسهيلات بالاستديوهات، وتجهيزات على أعلى مستوى، فلدينا فريق جرى انتقاءه بشكلٍ جيد ليكون على قدر الحدث".
خطط جديدة
وقال شاكر: "قبل 8 سنوات، لم تكن هناك سينما في السعودية، وأول فيلم عُرض بالمملكة كان black panther، في أبريل عام 2018، الصالة وقتها كانت ممتلئة بالجمهور، ومع الوقت صار هناك نحو 62 دار عرض، وقبل عامين فقط، جرى إنجاز فيلم "نورة" الذي يعد أول فيلم يُصور بالكامل في مدينة العلا، ووصل إلى عدد من المهرجانات السينمائية حول العالم، متابعاً: "ذلك الأمر بالنسبة لنا شهادة أننا نسير على خطى صحيحة".
واستكمل بقوله: "اكتسبنا الثقة في ضرورة الاهتمام بالمواهب الموجودة وتنميتها، وهذا ما نتطلع إليه في المستقبل"، متابعاً"لدينا مساراً صحياً وقوياً وواعداً للمنتجين في 2025، من خلال وجود انتاجات مختلفة من منخفضة التكلفة ومتوسطة وعالية، ووجود خليط من قصص محلية وعالمية، وهناك أفلام بالفعل بدأ تصويرها منذ فترة وجيزة، وهي مشاريع واعدة للغاية".
شراكة استراتيجية
وكانت مؤسسة البحر الأحمر السينمائي، قد أعلنت عن توقيع عقد شراكة مع "فيلم العلا"، لتكون راعياً استراتيجياً للمهرجان في دورته الجديدة.
وتُقدم مؤسسة "فيلم العلا"، جائزتين بموجب هذه الاتفاقية، إحداهما باسم "جائزة الجمهور من فيلم العلا"، وستمنح للفائز بناءً على أصوات الجمهور، والثانية باسم "فيلم العلا لأفضل فيلم سعودي"، وذلك بهدف الاحتفاء بالمواهب وصُنّاع الأفلام في المملكة، ودعم صناعة السينما المحلية وزيادة الوعي بمحافظة العلا، كوجهة سينمائية ومركز لصناعة الأفلام المحتضنة للمواهب الإبداعية.
"فيلم العلا"، هي وكالة سينمائية أُسِّسَت على يد الهيئة الملكية لمحافظة العلا في مطلع عام 2020، بهدف تعزيز وتطوير الصناعات الإبداعية في منطقة العلا، إذ تُقدم حالياً دعماً مخصصاً لإنتاج الأفلام بدءاً من مرحلة تطويرها، وصولاً لتسليمها، فقد تمكنت المنطقة منذٌ افتتاح أبوابها من استضافة أكثر من 700 يوم تصوير لإنتاجات إقليمية ودولية.