
اعتقلت قوات الجيش الإسرائيلي، فجر الثلاثاء، المخرج الفلسطيني الحائز على الأوسكار حمدان بلال، وفقاً لما أفادت به مصادر محلية وشهود عيان، وذلك بعد تعرضه لاعتداء عنيف من قبل مستوطنين في قرية سوسيا جنوب الضفة الغربية.
ونشر المخرج الإسرائيلي يوفال أبراهام، شريك حمدان في إخراج فيلم "لا أرض أخرى"، في منشور على منصة "إكس" أنّ "مجموعة من المستوطنين هاجمت منزل حمدان بلال، وفي حين كان مصاباً بجروح، وينزف دخل جنود سيارة الإسعاف التي كان قد طلبها واعتقلوه".
وأفادت منظمة "مركز اليهود لعدم العنف" بأن "عشرات المستوطنين اقتحموا سوسيا الواقعة ضمن منطقة مسافر يطا المهددة بالتهجير، حيث اعتدوا على ممتلكات السكان المحليين، قبل أن يهاجموا بلال بالضرب المبرح ما أسفر عن إصابته بجروح في الرأس ونزيف حاد".
وتابعت المنظمة في منشور على "فيسبوك": "وصلت مجموعة المهاجمين حوالي الساعة السادسة مساءً، مسلحين بالهراوات والسكاكين وبندقية واحدة على الأقل؛ وكان العديد منهم ملثمين، توجه خمسة ناشطين يهود أمريكيين إلى مكان الحادث لتوثيق الهجوم، فتعرضوا لاعتداء عنيف من المستوطنين، الذين استخدموا الحجارة لتحطيم سيارتهم التي كان الناشطون بداخلها".
وأعربت إدارة مهرجان برلين السينمائي الدولي، عن قلقها العميق إزاء التقارير التي أفادت بتعرض المخرج الفلسطيني حمدان بلال، المشارك في إخراج الفيلم الوثائقي الفائز بجائزة المهرجان No Other Land، لهجوم من قبل مجموعة من المستوطنين الإسرائيليين في منطقة مسافر يطا جنوب الضفة الغربية.
وأكد المهرجان في بيانه أن حماية صُنّاع الأفلام الوثائقية والصحفيين من أعمال الانتقام والعنف، تُعد أمراً جوهرياً في المجتمعات الديمقراطية، مشدداً على أهمية الحفاظ على حرية التعبير والعمل الإبداعي.
كما طالبت الأكاديمية الأوروبية للأفلام بالإفراج الفوري وغير المشروط عن حمدان بلال، وذكرت في بيان نُشر عبر حسابها الرسمي، أن بلال تعرّض للضرب على يد مستوطنين إسرائيليين، قبل أن يتم اعتقاله من قبل قوات الاحتلال. ولا تزال ظروف اعتقاله ومكان احتجازه غير معروفة حتى الآن.
وأعربت الأكاديمية عن بالغ قلقها على سلامة بلال الجسدية والنفسية، ودعت المؤسسات السينمائية والثقافية حول العالم إلى الانضمام للمطالبة بإطلاق سراحه فورًا، تحت شعار: "أطلقوا سراح حمدان بلال واحموه الآن!"
وكان فيلم No Other Land (لا أرض أخرى) الفلسطيني، قد فاز بجائزة الأوسكار عن أفضل فيلم وثائقي طويل، ويحكي الفيلم قصة تحالف يتطور بين ناشط فلسطيني وصحافي إسرائيلي وسط صراع شعبيهما في الضفة الغربية المحتلة.
وهو إنتاج مشترك بين فلسطين والنرويج، ومن إخراج الثنائي الفلسطيني باسل عدرا وحمدان بلال، والثنائي الإسرائيلي يوفال أبراهام وراحيل تسور.