
قال المطرب الشعبي حكيم، إنّ تعاقده مع شركة "روتانا"، يُعد بداية لمرحلة جديدة في مشواره الفني، خاصة وأن العملية الإنتاجية حالياً شهدت تغييرات جذرية، ولا بد من وجود كيانات ضخمة لتتولى هذه المهمة.
ويأتي ذلك التعاقد، بعد سنوات طويلة، كان يُنتج فيها حكيم أعماله لنفسه، مؤكداً أنه يسعى حالياً للتفرغ للنواحي الفنية بعيداً عن أزمات الإنتاج التي تستهلكه فنياً، وتستنزفه مادياً.
وأوضح حكيم، خلال حواره مع "الشرق"، أن تعاقده مع "روتانا" يتضمن إنتاج أغانٍ جديدة وإدارة الحفلات، مؤكداً أن "العقد ليس احتكاراً كما يتصور البعض".
ألبوم جديد
وقال حكيم، إنه يواصل حالياً التحضير لألبومه الجديد، والذي سيشهد حالة من التجديد والتنوع، متابعاً "دائماً أبحث عن الكلمة المختلفة والقريبة من الأذن، ومن يتابع خطواتي سيتأكد أنني منذ البداية وأنا أتمسك بذلك".
وأكد أنه نادراً ما يحصل على أغنية جاهزة، إذ يفضل طريقة العمل الجماعي والورش الفنية التي تضم الشاعر والمطرب والملحن، ثم يأتي دور الموزع الذي يصيغ كل ذلك في شكل موسيقي، لافتاً إلى أن أنجح أغنياته خرجت من رحم الاجتماعات المستمرة مع صُنّاعها.
وحول توقفه عن التلحين، قال إنه ليس ملحناً بالأساس، وأنه لحّن بعض أغانيه، مثل "الحق عليه"، كهاوٍ وليس كمحترف، مؤكداً أنه سيخوض التجربة مُجدداً حال وجود وقت كافٍ لديه، وسط انشغاله الشديد بالغناء والحفلات.
ورأى أنه من أوائل المطربين الذين أسهموا في تغيير شكل الأغنية الشعبية، قائلاً: "منذ أول ألبوم لي، كنت حريصاً على أن تكون الأغنية الشعبية مواكبة لزمنها الحالي"، لافتاً إلى أن "التوزيعات المعاصرة لأغنياتي، ساهمت في انتشارها مع الجمهور الأجنبي، الذي أقبل على سماعها والتفاعل معها".
وأكد أن "مشاركتي في المهرجانات الغنائية العالمية، مثل صن دانس، وحفل توزيع جوائز نوبل وغيرهما، كانت نتاج التجديد الذي أدخلته على الأغنية الشعبية، والتي تعبر عن بيئتنا وموروثنا الغنائي".
شركاء المشوار
وحول ارتباط اسمه، بأسماء محددة من شعراء وملحنين طوال مشواره، قال إنّ: "هذا أمر طبيعي، أن يستريح المطرب مع شاعر وملحن يجمعهم حالة تفاهم مشتركة"، لافتاً إلى أن "هناك نماذج ناجحة عديدة في هذا الشأن، مثل أم كلثوم وأحمد رامي ورياض السنباطي، وفي مرحلة أخرى من حياتها مع عبد الوهاب محمد وبليغ حمدي".
وعن تجربته الغنائية، أكد أن هناك أسماءً شاركته النجاح، مثل الشاعر الراحل أمل الطائر الذي يعتبره "شريك نجاح أساسي"، واصفاً إياه بقوله: "كان من الشعراء الذي يملكون زمام الكلمة القريبة من القلب والأذن، فهو نتاج أسرة فنية جميع أفرادها من نجوم الكلمة والشعر الغنائي، وأغنياته هي الأنجح والأكثر انتشاراً بين الجمهور".
وأشار إلى أن هناك أغانٍ كتبها أمل الطائر قبل رحيله، لم تخرج للنور بعد، موضحاً أنه سجل بعضها، ومن المقرر طرحها اتباعاً خلال الفترة المقبلة.
المهرجانات الشعبية
وعن رأيه في أغاني المهرجانات الشعبية، أوضح أنه من أوائل المطربين الذين مزجوا الأغنية الشعبية بالمهرجان، من خلال أغنية "صحاب أونطة".
ورأى أن "المهرجانات شكل موسيقي مثل أشكال كثيرة مرت على تاريخنا، وعلينا أن نأخذها إلى الطريق الغنائي السليم، بعيداً عن الانجراف وراء الابتذال الذي طال بعض أغاني المهرجانات"، موضحاً أن "الغناء شهد ظواهر موسيقية عديدة، مثل الريجيتون، والتراب، والراب وغيرهم، وفي النهاية الجمهور هو الذي يختار ويحدد الأفضل والأقرب له".
واختتم حكيم، حديثه مع "الشرق"، عن تجربته مع التمثيل، التي سبق وخاضها في تجارب محدودة جداً، أبرزها فيلم "علي سبايسي" عام 2005، قائلاً: "أفضل الغناء عن التمثيل كثيراً".
وأشار إلى أنه تلقى عروضاً كثيرة لتقديم أعمال تلفزيونية، إلا أنه تردد في حسم موقفه، وقرر تأجيل تلك الخطوة لوقتٍ لاحق، لافتاً إلى أن "هناك مطربين نجحوا في تقديم أنفسهم كممثلين، مثل محمد فؤاد، ومصطفى قمر، وتامر حسني وحمادة هلال".