يواصل المنتج محمد حفظي رئيس مهرجان القاهرة السينمائي، التحضيرات للدورة الـ43، المُقرر انطلاقها اعتباراً من 26 نوفمبر المُقبل حتى 5 ديسمبر، واعداً الجمهور المصري والعربي بدورة "متميزة واستثنائية".
وقال رئيس مهرجان القاهرة، إن الدورة المُرتقبة ستشهد عدداً كبيراً من الأفلام ذات مستوى عالٍ، إذ ما زالت مرحلة الاختيار قائمة حتى الآن، كما أنه من المُقرر حضور ضيوف يحظون باهتمامٍ جماهيري ضخم، واستقطاب لجان تحكيم مهمة، وتنظيم فاعليات ومشاريع وأنشطة متنوعة، متابعاً: "سيكون هناك إحساس حقيقي بالمهرجان".
محمد حفظي ذكر في تصريحات لـ"الشرق"، أنه ليس قلقاً من النجاح الذي يُحققه مهرجان الجونة السينمائي عاماً بعد الآخر، أو انطلاق مهرجان البحر الأحمر السعودي خلال الفترة المُقبلة، واصفاً تلك الحالة السينمائية بـ"المنافسة الصحية".
وأشار إلى أن "وجود عامل المنافسة بين المهرجانات الثلاثة، لا يمنع وجودنا فيها سواء بالحضور أو المشاركة، فضلاً عن تبادل الدعم، إذ يتحقق النجاح لمصلحة الصناعة والسينما على المستوى العربي"، لافتاً إلى أن "هناك صداقة وعلاقة تكامل وتعاون بين مهرجاني الجونة والقاهرة، وهو الحال الذي يجب أن تكون عليه المهرجانات العربية كلها".
ولفت رئيس مهرجان القاهرة السينمائي، إلى مصادفة تنظيم المهرجانات العربية الكبيرة في وقتٍ قصير جداً على مدار شهرين فقط من العام كله، مُشدداً على ضرورة وجود تنسيق أكبر من ناحية التوقيت والعروض، محذراً من أنه "عندما تأتي تلك المهرجانات كلها في وقتٍ واحد، قد يحدث خلل كبير ومشكلة للصنّاع أنفسهم".
واعتبر حفظي أن "أهمية المهرجانات الفنية لا تقتصر على عرض الأفلام فحسب، بينما تلعب دوراً في إنتاج الأعمال السينمائية نفسها، إذ توجد منصات خاصة بذلك في مهرجان القاهرة والجونة، كما أن مهرجان البحر الأحمر أنشأ صندوقاً كبيراً جداً لدعم الأفلام"، موضحاً أن هناك أموراً كثيرة في المهرجانات تستطيع أن تساعد وتدعم السينما العربية.
تحديات
وأشار حفظي إلى الأزمات التي تواجه صناعة السينما في الفترة الأخيرة بالتزامن مع فيروس كورونا، موضحاً أنّ دور العرض باتت لا تأخذ أفلاماً جديدة من شركات الإنتاج، إلا بعد انتهائها من عرض الأعمال المؤجلة منذ بداية الجائحة وهو الأمر الذي "يُعطل حركة التوزيع وبيع الأفلام ما يؤثر في التمويل وكل شيء".
كما شدد على ضرورة عودة الحياة السينمائية إلى ما كانت عليه، فضلاً عن تقنين العلاقات مع المنصات الإلكترونية، من ناحية تحديد الأفلام التي تُعرض عبر الإنترنت فقط، والأعمال التي تُطرح سينمائياً، وذلك للحفاظ على تجربة مشاهدة الفيلم داخل دور العرض وليس على المنصات فقط.
تشكيل ضغط
حفظي، أضاف أن "هناك جهات تحاول تنظيم صناعة السينما، في ظل وجود محاولات لإجراء تنسيق بين كل المعنيين بالأمر، ليستطيعوا تشكيل مجموعات ضغط، بشأن الحديث مع الدولة التي تقوم بتشريعات تساعد على نهوض هذه الصناعة، وإزالة العراقيل والعقوبات التي تقف أمامها على المستوى المحلي أو التسويق الأجنبي أو المهرجانات أو التوزيع وأمور أخرى".
وشدّد على أن القرصنة على سبيل المثال هي أكبر المشكلات، "فنحن نحاول العمل من خلال الجهات المختلفة في مصر سواء عبر غرفة صناعة السينما أو نقابة السينمائيين أو لجنة السينما في المجلس الأعلى للثقافة".
طاولة حوار عربية
حفظي أفاد أيضاً بأن: "هناك حاجة ملحّة لطاولة حوار تجمع كل الجهات المعنية بالسينما في العالم العربي، للتعاون والتفكير في مستقبل الصناعة والسينما العربية وكيفية تحسينها والنهوض بها"، مضيفاً أن "قطاع السينما يحتاج إلى قوانين مع وضع آلية لتنفيذها، إذ إن الآلية غائبة في بلدان كثيرة بالعالم العربي".
ورأى أنّ مصر لديها مشكلة كبيرة مع التصوير الأجنبي، إذ إن هناك فرصاً كثيرة تُهدر، وأفلاماً تُصوّر في دول مختلفة سواء في المغرب أو الأردن أو الإمارات، قائلاً: "أعتقد أن لدينا فرصة جيدة بفضل المناخ والتاريخ والأماكن الأثرية، لنستثمر في جذب السينما العالمية لتصوّر في مدننا وقرانا الجميلة".
وأكد أن "وجود عنصري التنظيم والإرادة سيُسهمان في مواجهة هذه المشاكل، وسندرك وقتها أهمية وعوائد هذا الموضوع على الصناعة، لكونها ستعود بفوائد كثيرة على مصر".