
قال المخرج السينمائي المصري داوود عبد السيد، إن تراجعه عن قرار الاعتزال، مرهون بتحسن أوضاع منظومة الإنتاج السينمائي في مصر، لافتاً إلى أن غيابه عن السينما أمر قد لا يعني القائمين على صناعة السينما حالياً.
وأضاف عبد السيد، في تصريحات خاصة لـ"الشرق": "يجب أن تتغير الظروف كي أعدل عن قراري، لكن بالصورة التي عليها وضع السينما الآن، طبعاً قراري مستمر، وفي النهاية الظروف العامة لا تسمح لعمل مريح ومثمر في الساحة السينمائية".
وتابع مخرج "الكيت كات": "الساحة لن تخسرني فأنا غائب منذ 7 سنوات بالفعل، ولا أتصور أن قرار اعتزالي هو مهم بالنسبة للقائمين على الصناعة، فالأهم بالنسبة لهم هو السينما وشباك التذاكر".
وعبّر عبد السيد عن اعتزازه بحالة الاحتفاء به على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد إعلانه الاعتزال، قائلاً: "ردود الأفعال التي أعقبت إعلاني الاعتزال أسعدتني جداً، وأنا ممتن لكل من كتب أو اتصل معبراً عن مشاعر تقدير لما أقدمه، لكن لننتظر ونرى الوضع بشكل عام".
جدل كبير
وأثار قرار صاحب الـ75 عاماً جدلاً واسعاً، ما تسبب في حزنٍ كبير لدى العديد من صنّاع الفن السابع في مصر، وكذلك مُحبو أعماله سينمائية.
وأشار عبد السيد، إلى عدم رضاه عن مستوى السينما، وكذلك تراجع ذوق الجمهور، قائلاً: "لا أستطع التعامل مع الجمهور الموجود حالياً ونوعية الأفلام التي يفضلها، لأنه يبحث عن التسلية".
وقدم عبد السيد، 7 أفلام طويلة و3 قصيرة، وحصل على جوائز عدّة داخل مصر وخارجها، ولاقت أفلامه احتفاءً واسعاً منذ فيلمه الأول "الصعاليك" في عام 1985، مروراً بـ"الكيت كات" في عام 1991، و"أرض الأحلام" في عام 1993، و"سارق الفرح" في عام 1994، و"أرض الخوف" في عام 2000، و"مواطن ومخبر وحرامي" في عام 2001، و"رسائل البحر" في عام 2010، وحتى آخر أعماله "قدرات غير عادية"في عام 2015.
ولقب عبد السيد، بـ"فيلسوف السينما"، وهو ينتمي لجيل من المخرجين أُطلق عليهم أصحاب "سينما الواقعية الجديدة" في الثمانينيات، مثل عاطف الطيب ومحمد خان وخيري بشارة.
وطالب العديد من الفنانين المصريين عبد السيد بالتراجع عن الاعتزال، إذ قال الممثل صلاح عبد الله لـ"الشرق": "لا نمتلك مُبدعين بهذه الجودة، فلا أتمنى أن يعتزل، فالساحة الفنية في حاجة إليه". واصفاً داوود بأنه "استثنائي وغير تقليدي وواجهة مشرفة لمصر، فهو مدرسة شديدة التدقيق في كل تفاصيلها الفنية".
وأعرب المخرج مجدي أحمد علي عن تفهمه لأسباب القرار، لكنه أضاف لـ"الشرق" أنه "مُعترض على قرار زميله، فنحن في حاجة إلى قامة كبيرة مثله"، مؤكداً أنّ "الساحة لا تُناسب عبد السيد، ولا تحمسه للعودة تماماً".
وتابع: "داوود، ليس الوحيد الذي يعاني من هذه الظروف.. هناك مخرجون ومؤلفون كبار عانوا، ولكنهم لم يتوقفوا أو يبتعدوا عن الفن".
اقرأ أيضاً: