ممثلة، ومنتجة، ومدافعة مفوهة عن حقوق النساء والأقليات، حصلت جيسيكا شاستين، التي تبلغ من العمر 45 عاماً (ولدت في 24 مارس 1977) على العديد من الجوائز والترشيحات، توّجتها بجائزة الأوسكار كأفضل ممثلة لعام 2022.
رشحت لجائزة الأوسكار 3 مرات، ورشحت للجولدن جلوب 6 مرات حصلت منها على واحدة عن دورها في فيلم "نصف ساعة بعد منتصف الليل" Zero Dark Thirty، كما رشحت مرتين لجوائز البافتا البريطانية.
وعن دورها الأخير في فيلم "عيون تامي فاي - The Eyes Of Tammy Fay"، حصلت شاستين على جائزة اتحاد الممثلين وجائزة النقاد.
لم يكن ينقصها سوى الأوسكار لتدشن اسمها كنجمة كبيرة، وها هي تحصل على الجائزة وسط منافسة شرسة بين 4 من أقوى الممثلات في العالم: نيكول كيدمان، أوليفيا كولمان، بينلوبي كروز والشابة المحبوبة كريستين ستيوارت، التي أدت دور الأميرة ديانا في فيلم "سبنسر- Spencer"، وحازت عنه على جوائز وإشادات نقدية كبيرة.
إيمان بالشخصية
استطاعت جيسيكا شاستين أن تحقق فوزاً مستحقاً لعدة أسباب، لعل أهمها هو إيمانها الشديد بالشخصية، فهي لم تكن مجرد ممثلة في الفيلم، ولكنها صاحبة فكرة المشروع من البداية، واشترت حقوق تحويل حياة الشخصية الحقيقية التي يدور عنها الفيلم، ثم قررت إنتاجه من خلال شركتها، وبالطبع كانت مستعدة لعمل أي شيء في سبيل خروج الفيلم ودورها بشكل رائع.
ومن أجل تقمص الشخصية بشكل مقنع، كانت شاستين تغطي وجهها بطبقات من السيليكون، وتقضي من أربع إلى سبع ساعات في "الماكياج" كل يوم تصوير، ورغم أنها لم تغنِّ في حياتها فإنها تعلمت الغناء وشدت بالفعل ببضع أغانٍ بصوتها في الفيلم، إضافة إلى أنها غيرت طبقات صوتها تماماً، من بين استعدادات كثيرة أخرى للدور.
تلعب شاستين في فيلم "عيون تامي فاي" القصة الحقيقية لمبشرة وواعظة دينية معروفة، صعدت خلال سبعينيات القرن الماضي هي وزوجها الواعظ والمبشر أيضاً، وكوّن الاثنان ثروة هائلة، وحظيا بإعجاب الملايين، ولكن لاحقتهما الفضائح المالية والجنسية، أدت إلى سجن الزوج واعتزال فاي لبعض الوقت.
ورغم أن الشخصية مدّعية وتميل إلى أن تكون محتالة، فإن براعة شاستين في أداء الدور تجعل المشاهد يتعاطف مع الشخصية ويقدر ظروفها. وعايشت شاستين شخصية تامي فاي لدرجة أنه يصعب على المشاهد أن يتعرف إليها بسبب الماكياج والتقمص الكامل للشخصية.
مدرسة التقمص الكامل
تنتمي جيسيكا شاستين لمدرسة التقمص الكامل، ووصفها المخرج الكبير جوليرمو ديل تورو بأنها "مثل الحرباء" التي تغير جلدها مع تغيير الشخصية التي تؤديها.
بدأت حياتها الفنية ولعبت دور جولييت في نسخة من مسرحية "روميو وجولييت" في 1998. وهي ممثلة مسرح شاركت في عدد من المسرحيات المهمة، من تأليف أوسكار وايلد وأنطون تشيكوف، وظهرت على شاشة السينما لأول مرة في 2008 في فيلم "جولينه".
سرعان ما أصبحت نجمة تتخاطفها الشركات، إذ ظهرت خلال عام 2011 في 6 أفلام منها "اتخذ لك ساتر" Take Shelter، و"شجرة الحياة - The Tree Of Life"، ورشحت للأوسكار مرتين عن فيلم "النجدة" The Helpفي 2011، و"النصف بعد منتصف الليل" Zero Dark Thirty في 2012.
كما شاركت في أفلام ضخمة الانتاج ناجحة تجارياً مثل "بين النجوم - Interstellar"، و"المريخي The Martian". بعض هذه الأفلام رشح لكبرى الجوائز، وبعضها حقق نجاحاً جماهيرياً وإيرادات كبيرة.
جيسيكا شاستين التي تربت مع أمها فقط، وعانت من الفقر الشديد في طفولتها، أصبحت نجمة تكسب الملايين وسيدة أعمال ناجحة، كما أنها ناشطة بارزة في مجال حقوق النساء الأقليات، واختارتها مجلة "تايم" الأميركية واحدة من أكثر الشخصيات تأثيراً في العالم في 2012. واستغلت جيسيكا حصولها على الأوسكار لتلقي خطاباً عاطفياً بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية الراهنة.