الكوميديا السورية تعود بـ5 مسلسلات بعد سنوات من التراجع

time reading iconدقائق القراءة - 7
الملصق الدعائي لمسلسل "الفرسان الثلاثة" - المكتب الإعلامي للشركة المنتجة
الملصق الدعائي لمسلسل "الفرسان الثلاثة" - المكتب الإعلامي للشركة المنتجة
بيروت-رنا نجار

تعود المسلسلات الكوميدية السورية في رمضان هذا العام، بعد غياب كبير خلال الأعوام الماضية، بـ5 أعمال من إجمالي 18 إنتاجاً سورياً، وهي: "الفرسان الثلاثة"، و"بقعة ضوء 15"، و"حوازيق" و"كوميديا ماما عناية"، بالإضافة إلى عمل سوري عربي مشترك يحمل اسم "بستان الشرق". 

ويشهد موسم دراما رمضان، عودة بعض نجوم الكوميديا المخضرمين إلى الشاشة بعد غياب طويل، أبرزهم أيمن زيدان، وشكران مرتجى، وأيمن رضا، وجرجس جبارة، وفاديا خطاب، ومعن عبدالحق.

أعمال كوميدية مختلفة

ويعود مسلسل "بقعة ضوء" في جزئه الـ15، بعد توقف لسنوات، مع 60 لوحة فنية كوميدية تطرح مواضع اجتماعية ومعيشية وحياتية ومواقف مضحكة وساخرة، كما أعاد العمل ممثلين كوميديين وكتاب ومخرجين مخضرمين وموسيقيين، أبرزهم الملحن طاهر مملّي، الذي لحن التتر ووضع مقطوعات موسيقية داخل المسلسل.

المسلسل من بطولة أيمن رضا، وشكران مرتجى، وأحمد الأحمد، وجمال العلي، ومحمد خير الجرّاح، وفايز قزق، ونانسي خوري، وغادة بشور، ومازن عباس.

وتضم خريطة الأعمال الكوميدية السورية، مسلسل "حوازيق"، بطولة سلمى المصري، ووائل رمضان، وفاتح سلمان وعلا الباشا، وعدد كبير من ضيوف الشرف، وهو من تأليف زياد ساري، وإخراج رشاد كوكش.

وتدور أحداث المسلسل عن يوميات عائلة فقدت مكانتها الاجتماعية والمادية الجيّدة بسبب الحرب، وتحوّل الفندق الذي تملكه في دمشق القديمة إلى مكان شبه مهجور، لكنّ ربّة البيت تقرر إعادة تأهيل الفندق وتأجيره ولو بمبالغ معقولة لزبائن جدد غريبي الأطوار أو ينتمون إلى فئات اجتماعية فقيرة. 

كما يعود الكاتب السوري ممدوح حمادة، إلى الأعمال الكوميدية بعد غياب دام نحو 3 أعوام، من خلال مسلسل "بستان الشرق"، الذي يضم فنانين من سوريا، وفلسطين، والأردن، ولبنان، والسودان، ومصر وتونس، ومنهم السوريون أندريه سكاف، ومازن الناطور وعبد الكريم قطيفان.

يعكس المسلسل الذي ينتمي إلى الـ"سيت كوم"، والمكوّن من 250 حلقة، على مدار 4 مواسم، قصصاً من الواقع العربي، تتناول الأحداث الطازجة الصحية والاقتصادية والثقافية في قالب كوميدي خفيف ومباشر.

الفرسان الثلاثة 

وأعاد المخرج الشاب علي المؤّذن والكاتب محمود الجعفوري، الممثل أيمن زيدان إلى الكوميديا بعد انقطاع طويل، من خلال مسلسل "الفرسان الثلاثة". ويُشاركه البطولة كل من عدنان أبو الشامات، وشكران مرتجى، وجيانا عيد، وفادي صبيح، وغادة بشور وغيرهم.

وتدور أحداث المسلسل، في إطار اجتماعي كوميدي معاصر، يستعرض معاناة وتحديات 3 موظفين متقاعدين في ظل تدهور الأوضاع الاقتصادية في سوريا، لتلجأ عائلات الفرسان الثلاثة إلى تأمين قوتها بطرق مشروعة وغير مشروعة.

من جهته، كتب أيمن زيدان، على فيسبوك: "مضى وقت طويل لم تتوافر فيه شروط اقترابي من العالم الكوميدي في الدراما السورية، ربما يمكنني القول إنني أستطيع عبر هذا المسلسل أن أقارب ما أراه محاولة لتقديم مسلسل كوميدي يتصدى لأوجاع الناس البسطاء، أولئك الذين يصارعون بنبل كل التحديات المجتمعية والاقتصادية". 

وقال: "حين قررت العودة إلى تقديم عمل كوميدي بعد انقطاع طويل، انتابتني مخاوف جمة نتيجة إحساسي بالمسؤولية الحقيقية أمام جمهور احتفى بمعظم تجاربي السابقة ولخطورة العمل الكوميدي وحساسيته".

وأكد أنّ "هذه المخاوف بدّدها نص الصديق محمود الجعفوري وطموح المخرج الشاب علي المؤذن ومجموعة من الأصدقاء الممثلين والممثلات الكبار الذين شاركوني في هذه التجربة، وكذلك مجموعة الفنيين الشباب المعجونين بالحماسة والشغف، ووصلنا معاً في هذه التجربة المنهكة التي أرهقتنا تفاصيلها وأبهجتنا نتائجها".

وأضاف في منشور آخر: "ما نحرص عليه في مسلسل (الفرسان الثلاثة) الذي نصوره الآن هو أن يستمر دفاعنا جميعاً عن بقايا الشغف الذي يسكننا، وأن نؤكد إحساسنا الكبير بالمسؤولية سواء تجاه تاريخنا أو تجاه المتفرج الذي نحترم عقله، ووسط كل التحديات اليومية والمعيشية التي يعاني منها معظمنا نحاول بقدر ما نستطيع أن نستحضر مزاجنا لنصنع عملاً كوميدياً مهماً ونظيفاً".

تراجع المستوى 

وأشاد الكاتب ممدوح حمادة بوجود 5 أعمال كوميدية، ضمن خريطة الدراما السورية في رمضان، قائلاً لـ"الشرق": "لم نكن ننتج أكثر من 3 مسلسلات سنوياً في أفضل الحالات، لذلك مشاركة هذه العدد جيد للغاية".

ويرى حمادة، أنّ "كتابة الدراما الكوميدية من أصعب أنواع التأليف، لذلك نراها قليلة في سوريا وفي العالم العربي، فهي مرهقة ومن الصعب حصول كاتبها على مفارقات تعجب جمهوراً عريضاً ومتنوعاً"، مؤكداً أنّ "هناك أزمة في وفرة النصوص الكوميدية من زمان".

ووصف الأعمال الكوميدية الحالية، بقوله: "هناك مَن يفتعل الكوميديا افتعالاً في كثير من الأعمال، لأنها فعلاً صعبة، فتأتي الأعمال السورية في مستوى سيئ أو متوسط. لم أرَ عملاً كوميدياً خارقاً في العالم العربي بما فيها عملي الحالي (بستان الشرق)، إذ ليس كل عمل يكتبه المؤلف هو خارق".

وانتقد حمادة الأعمال الحالية، كونها "تجترّ أعمالاً سابقة، وتعتمد على مفارقات لحظوية ينتهي مفعولها بمجرد انتهاء العمل وتصبح مملّة"، مشيراً إلى أن "هناك أعمالاً قد تكون مسلية ولكنها ليست كوميدية بالمعنى الحقيقي للكلمة، ونجد فيها النكتة اللحظوية التي قد تُضحك المشاهد، لكنها بالغالب أعمالاً رخيصة غير متجدّدة ولا تعيش".

المواضيع الإنسانية

وأرجع حمادة استمرار أعمال نجوم الكوميديا بسوريا، مثل دريد لحام ونهاد قلعي، إلى أنّ "النجاح والاستمرارية يعتمدان على مدى مقاربة النص للمواضيع الإنسانية الحقيقية والتجديد في المحتوى وابتكار الشخصيات والأفكار، فكل ذلك يتوازى مع وفرة شروط كثيرة وظروف الإنتاج، فكانت هناك صناعة درامية تدرّ الأموال وتُشغل عدد كبير من الأيدي العاملة، والتشبيك مع الفضائيات لعرضها".

وشدّد على أن "تجاربة الأكثر نجاحاً، اجتمعت فيها كل هذه العناصر، من أداء ممثلين قديرين وموهوبين، مروراً بمخرجين محترفين، نهاية بمنتجين مؤمنين بالعمل ويفهمون أبعد من الجملة المكتوبة والخطوط الدرامية المطروحة". 

وأشار إلى أنّ "الكُتاب واجهوا معاناة شديدة مع هامش الحرية، فلم نكن نقترب من الأسماء والمواضيع الحساسة التي تمنعها الرقابة، لكننا كنا مغامرين ونتأمل ونكتب"، لافتاً إلى أنّ "عدم وجود هامش كبير من الحريات يسهم أحياناً برفع مستوى الكوميديا".

ومن جانبه اعتبر الناقد السوري ملهم صالح، أنّ "الكوميديا السورية اليوم في العناية المركّزة، من ناحية النص، لكن هناك نجوم كوميديا عندما يغيبون تغيب معهم الكوميديا وعندما يعتزلون تعتزل معهم".

وأعرب عن آماله أنّ "يبتعد الممثل السوري عن نفق كوميديا التهريج والأداء المبالغ به الذي يضطّر كثير من النجوم إلى اعتماده في غياب نص متماسك".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات