آلة السارانجي.. تقليد متوارث من زمن المغول يتلاشى في باكستان

time reading iconدقائق القراءة - 4
 طلاب يتعلمون العزف على آلة السارانجي في إحدى أكاديميات لاهور - AFP
طلاب يتعلمون العزف على آلة السارانجي في إحدى أكاديميات لاهور - AFP
لاهور-أ ف ب

تغيب تدريجياً آلة السارانجي الكلاسيكية من المشهد الموسيقي في باكستان، ما عدا عازفين قلائل مصرّين على الحفاظ على مكانتها.

وقال أحد العازفين إنّ عوامل عدة تضافرت تحول دون وقف تدهور وضع هذه الآلة، بينها صعوبة إتقان العزف على السارانجي وكلفة إصلاحها الباهظة، والمردود المالي الضعيف الذي توفره للعازفين المحترفين، مضيفاً: "نحاول إبقاء الآلة حيّة، من دون أن نأخذ في الاعتبار وضعنا المالي المتدني".

وتابع: "ورثت عائلتي العزف على السارانجي لسبعة أجيال"، مشيراً إلى أن "ولع عائلته بالآلة دفعه لممارسة هذه المهنة، وعدم إكمال دراسته الأكاديمية".

وأضاف: "بالكاد أستطيع تأمين احتياجاتي الأساسية لأنّ غالبية المخرجين ينظمون برامج موسيقية بالتعاون مع أحدث الفرق الموسيقية وفرق البوب".

وتحاول الآلات الموسيقية التقليدية الإبقاء على مساحة لها بوجه مشهد موسيقي عصري يشهد تصاعداً لموسيقى "آر أند بي" والبوب، في بلد تقل أعمار 60 % من سكانه عن ثلاثين عاماً.

كيف تصنع؟

واكتسبت آلة السارانجي مكانة بارزة في الموسيقى الكلاسيكية الهندية خلال القرن السابع عشر، في ظل عهد المغول في شبه القارة الهندية.

ويقول العازفون إنّهم يعانون حالياً للاستمرار في ظل كسب أموال محدودة من العزف، وغالباً ما تكون الأتعاب المدفوعة لهم أقل بكثير من تلك التي يتقاضاها عازفو الغيتار أو البيانو أو الكمان.

وتُصنع آلة السارانجي يدوياً من كتلة خشب واحدة مأخوذة من شجر الأرز المحلي، أما أوتارها الرئيسية فمصنوعة من جهاز الماعز الهضمي، فيما تُصنع الأوتار الـ17 الأخرى التي تمثل ميزة مشتركة بين الآلات الشعبية في شبه القارة الهندية، من الفولاذ.

وتبلغ تكلفة تصنيع آلة السارانجي نحو 120 ألف روبية (625 دولاراً) وتستورد معظم أقسامها من الهند المجاورة.

ويقول محمد طاهر، وهو صاحب إحدى ورشتي التصليح الموجودتين في لاهور، إنّ "الأسعار شهدت ارتفاعاً بسبب حظر الواردات من الهند".

وقلصت باكستان علاقاتها الدبلوماسية مع الهند، وأوقفت التجارة الثنائية معها بسبب قرار نيودلهي عام 2019 بتجريد منطقة جامو وكشمير المتنازع عليها من تمتعها بحكم شبه ذاتي.

ويقول طاهر الذي يمضي نحو شهرين في ترميم آلة سارانجي متداعية، إنه لا أحد في باكستان يصنع خيوط الفولاذ الخاصة بالآلة بسبب نقص الطلب.

اقرأ أيضاً

تصنيفات