نمو متسارع في سوق السينما السعودية.. وارتفاع شعبية الإنتاجات العربية

time reading iconدقائق القراءة - 6
جانب من الجمهور السعودي في دار سينما أثناء مهرجان البحر الأحمر السينمائي 2021 - Red Sea Film Festival
جانب من الجمهور السعودي في دار سينما أثناء مهرجان البحر الأحمر السينمائي 2021 - Red Sea Film Festival
بيروت-الشرق

شهدت سوق السينما السعودية تطوراً كبيراً، خلال السنوات الـ4 الأخيرة، إذ صارت محطّ أنظار كبار المستمثرين في قطاعي الترفيه والسينما، الذين يضعون استراتيجيات خاصة بجمهور تجاوز 13 مليون شخصاً، ويميل بالغالب للأعمال الكوميدية والأفلام العربية والمحلية.

وتضم السعودية 57 مجمعاً سينمائياً في 16 مدينة هناك، بأكثر من 500 شاشة، فيما ارتفع عدد التذاكر إلى 13 مليون تذكرة خلال عام 2021 فقط، حيث بلغت إيرادات شباك التذاكر 238 مليون دولار، بزيادة 95% مقارنة بعام 2020.

وتُشير توقعات نشرتها مجلة "فارايتي" الأميركية، إلى أنّ السوق السعودية ستضخ أعمالاً بقيمة مليار دولار في غضون سنوات، وسط التطور المُستمر الحاصل حالياً، إذ تُبنى دور سينما في مدن يقل عدد سكانها عن مليون نسمة".

ارتفاع شعبية الأفلام السعودية

وكشف الرسم البياني لشباك التذاكر السعودي، عن تصدر فيلمي "هانج أوفر" (Hangover)، والكوميديا المصرية "وقفة رجالة" عام 2021، فيما احتل الفيلم المصري "من أجل زيكو" المركز الأول خلال الأشهر الأولى من العام الجاري.

ومن جهته، قال أدون كوين، الرئيس التنفيذي لسلسلة أكبر صالات السينما المحلية السعودية "Muvi"، إنّ: "هوليوود ما زالت تحافظ على مكانتها في السوق السعودية، بينما تزيد عناوين الأفلام العربية فقط من إجمالي شباك التذاكر"، لافتاً إلى أن الأفلام المصرية استحوذت على 21% من شباك التذاكر هناك، بينما شكلت 7% فقط من الإصدارات، خلال العام الماضي.

ويرى أنّ "هناك مؤشرات وبداية لارتفاع شعبية الأفلام السعودية في غضون العامين المقبلين"، لافتاً إلى أنّ متوسط ​​مستوى الإشغال في دور السينما السعودية عام 2022 سيكون 30%، وهو ما يقرب من ضعف متوسط ​​مستوى الإشغال حول العالم. 

أما نِك فيفاريللي، الصحافي المتخصص بشؤون السينما في إيطاليا والشرق الأوسط، فقال إن "استهلاك الأفلام في البداية كانت به حالة من العشوائية، ولكن الآن هناك قائمة حقيقية من عروض الأفلام بالسعودية في مشهد فني مزدهر، والتحول الآن يُجرى من الاكتفاء بالمنتج الهوليوودي إلى الأفلام المنتجة محلياً".

الكوميديا المحلية 

ولفت عدد من الخبراء والمحللين لـ"فارايتي"، إلى ميل الجمهور السعودي للأفلام الكوميدية، مثل فيلم "شمس المعارف"، والذي حظى بنسبة مُشاهدات محلية ضخمة، إذ يرى البعض أنّ "هذا العمل يُجسد روح العصر لما تعنيه الأفلام والتحول الثقافي في المملكة".

ووصف المنتج والكاتب والممثل السعودي هشام فقيه، مدير مبادرة الإعلام للشرق الأوسط (MEMI) في كلية الفنون السينمائية التابعة لجامعة جنوب كاليفورنيا، فيلم "شمس المعارف"، بقوله: "أكبر منارة لصناعة السينما السعودية". 

ولفت فقيه إلى "الرقابة الموجودة على الأفلام السعودية"، بالإضافة لقطاع البرمجة في مهرجان البحر الأحمر السينمائي، قائلاً إنّ "الرقابة موجودة في كل العالم وليس في السعودية وحسب، لكن لا يمكن الحكم على المملكة في سياق عالمي، فهناك أشياء يجب تدوينها هنا، بل علينا الحكم على المملكة بالنسبة لها، ومقارنة مع معدل النمو الثقافي، ومنحنى التعليم غير المسبوق حالياً". 

وأضاف: "لدينا الكثير لنتعلّمه، ولدينا الكثير لنُشفى منه، وعلينا أن نواجه أنفسنا ونجري محادثات وحوارات، لكنني أرى حالياً أن التغيير موجود".

تحوّل وتحرّر 

وفي هذا السياق، اعتبر المخرج السعودي محمود صبّاغ، أن "التحوّل الجذري في قطاع السينما السعودية، دفع إلى إسقاط فكرة حظر الأفلام وتحرير الرقابة".

وأشار إلى المبادرة السينمائية الفنية الشعبية، التي أطلقها مؤخراً بعنوان "سينما الحوش" في مدينة العلا، لافتاً إلى اختياره منطقة نائية لمركزه الثقافي، حيث عرض إصدارات حديثة من السينما العالمية مثل "Drive my car"، كما قدم أول عرض سعودي للفيلم الكلاسيكي الفرنسي "The 400 Blows" للمخرج فرانسوا تروفو الصادر في عام 1959.

وأكد الصباغ لـ"فارايتي"، أن "الجميع هنا يذهبون إلى السينما، من فئات المجتمع كافة، في المدن الكبيرة والصغيرة، سواء كانت دور السينما المنبثقة أو المجمعات المتعددة، وهناك شباب يذهبون للمرة الأولى في حياتهم".

وكشف عن تخوفه من ارتفاع أسعار تذاكر دخول صالات السينما التي تتراوح بين 15 و20 دولاراً، معتبراً أن ذلك قد يكون رادعاً للنمو، فيما خرجت وعود بأن هناك جهوداً جارية لخفض السعر في المناطق النائية هناك. 

خطط جديدة

الرئيس التنفيذي لشركة "ماجد الفطيم للترفيه والسينما" التي تمتلك "فوكس"، إجناس لحود، أشار خلال حواره مع "فارايتي"، إلى خطط الشركة التي تسعى لإنتاج 25 فيلماً عربياً بميزانيات تقل عن 10 ملايين دولار خلال السنوات الـ5 المُقبلة، قائلاً: "نسعى لتعزيز الاستثمار في صناعة السينما بالمنطقة مع جعل (فوكس) أقل اعتماداً على هوليوود". 

ويرى أنّ "الثقافة في المدن الصغيرة السعودية تقليدية جداً، ولا تجذبهم أفلام هوليوود بقدر اهتمامهم بالأفلام العربية القديمة"، مؤكداً أنّ "هذه النوعية من الأفلام تصدّرت شباك التذاكر في المملكة خلال العامين الماضيين، وتفوّقت على أفلام الخيال العلمي والأكشن والأبطال الخارقين".

وأوضح أن "الجمهور السعودي يفضل الكوميديا البسيطة التي لا تتجاوز ميزانية إنتاجها عشر ملايين دولار، ومن بعدها تأتي أفلام الحركة والأكشن"، حيث يعتبر أنّ خطوة دعم الإنتاجات العربية تأتي بناءً على دراسة السوق، إذ يتجاوز الطلب على السينما العربية.

 وقال إنّ "هناك تحديات ومنافسة كبيرة في السوق السعودية، من أجل جذب الجمهور الذي يُفضّل الأفلام العربية، وخصوصاً المصرية، ثم الأعمال المحلية".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات