
يسود ترقب في أوساط السينما قبيل تسليم جوائز مهرجان فينيسيا السينمائي، مساء السبت، وسط منافسة غير واضحة المعالم بين الأعمال المشاركة في السباق إلى "الأسد الذهبي"، بينها فيلم مناهض للرقابة من توقيع المخرج الإيراني المسجون جعفر بناهي، ووثائقي عن التبعات المدمرة للأفيون في الولايات المتحدة.
ويتعين على لجنة تحكيم الدورة الـ79 برئاسة الممثلة الأميركية جوليان مور، التشاور بصورة مغلقة طيلة يوم السبت، قبل الكشف عن الفائزين بالمكافآت اعتباراً من الساعة 7 مساءً (17:00 ت ج).
وينتظر المتابعون معرفة هوية العمل الذي سيحصد "الأسد الذهبي" خلفاً لفيلم "L'evenement" (الحدث) عن الإجهاض للمخرجة الفرنسية من أصل لبناني أودري ديوان التي شاركت في لجنة التحكيم هذا العام.
وتركت أعمال عدّة من بين الأفلام الـ23 المشاركة في المنافسة، انطباعاً قوياً، بينها الفيلم الكوميدي الإيرلندي "The Banshees of Inisherin" لمارتن ماكدونا، مخرج ""Three Billboards Outside Ebbing و"Missouri".
ويعيد الفيلم تقديم الثنائي كولين فاريل وبرندان جليسون، بطلا فيلم " In Bruges"، في قصة مروعة تدور أحداثها على جزيرة إيرلندية معزولة خلال الحرب الأهلية في عشرينيات القرن الماضي.
وفي نوع مختلف تماماً، قد تختار لجنة التحكيم منح مكافأتها الكبرى إلى فيلم " All The Beauty And The Bloodshed"، وهو وثائقي عن حياة المصورة نان جولدين، المعروفة بصورها في شبكة مترو أنفاق نيويورك في السبعينيات والثمانينيات، ويقيم الفيلم رابطاً مع كفاح المصوّرة ضد المواد الأفيونية في الولايات المتحدة، والتي أودى تعاطيها بحياة مئات آلاف الأشخاص.
ويحمل الفيلم توقيع لورا بويتراس، المقربة من المبلغَين عن المخالفات إدوارد سنودن وجوليان أسانج.
وقد يختار المهرجان الإيطالي العريق في المقابل إرسال إشارة سياسية قوية من خلال تتويج الإيراني جعفر بناهي الحائز على جائزة "الأسد الذهبي" عام 2000 عن فيلم " The Circle" (الدائرة)، وهو المخرج الوحيد في المنافسة الذي لم يتمكن من السير على السجادة الحمراء لأنه مسجون في بلاده منذ يوليو. ويتطرق بناهي في هذا الفيلم إلى قصته الشخصية، في تحدٍّ صريح للرقابة.
ومن الأفلام الأخرى التي لفتت الانتباه خلال المهرجان، "Argentina 85" حول محاكمة قيادات المجلس العسكري الأرجنتيني في الثمانينيات، و"Athena" للفرنسي رومان جافراس حول عملية تمرد في إحدى الضواحي، أو "Love Live"، وهي دراما عائلية كلاسيكية مؤثرة للياباني كوجي فوكادا.
ترشيحات الأفضل
على صعيد التمثيل، تبدو النجمة الكوبية آنا دي أرماس (34 سنة) الأوفر حظاً لنيل جائزة أفضل ممثلة بفضل أدائها لشخصية مارلين مونرو في فيلم " Blonde" (شقراء).
هذا العمل الذي تروج له "نتفليكس" منذ أشهر، أثار انقساماً بين النقاد، شأنه في ذلك شأن الأفلام الثلاثة الأخرى التي قدمتها المجموعة الشهيرة في مجال البث التدفقي خلال المهرجان.
وكانت "نتفليكس" حُرمت المشاركة في مهرجان كان السينمائي بسبب عدم عرض أفلامها في الصالات الفرنسية.
وضيّع المخرج المكسيكي أليخاندرو جونزاليس إينياريتو الجمهور في متاهات فيلمه " Bardo"، بينما لم يسترجع الأميركي نواه بومباك سحر أفلامه السابقة مع عمله الجديد " white noise".
على صعيد الممثلين الرجال، بالإضافة إلى كولين فاريل، قد تؤول الجائزة إلى بريندان فريزر بفضل أدائه القوي في فيلم " The Will" الدرامي من توقيع دارين أرونوفسكي.
ويعود الممثل الذي برز سابقاً في فيلم "The Mummy"، بأداء غير متوقع في شخصية رجل منعزل يعاني من البدانة المفرطة.
وتحظى جوائز مهرجان فينيسيا بمتابعة كبيرة، إذ يُنظر إلى هذا الحدث على أنه منصة انطلاق لجوائز "أوسكار".
اقرأ أيضاً: