تحت شعار "السينما كل شيء".. انطلاق الدورة الثانية لمهرجان البحر الأحمر

انطلقت فعاليات الدورة الثانية من مهرجان البحر الأحمر السينمائي، الخميس، بمدينة جدة السعودية، وشهد حفل الافتتاح مشاركة عدد كبير من نجوم وصُنّاع السينما حول العالم، أبرزهم النجمة الأميركية شارون ستون، والنجم الهندي شاروخان، والمُمثلة التركية مريم أوزرلي، والمخرج الأميركي أوليفر ستون.

بدأ الحفل بعرض تعبيري راقص تخللته لقطات من أفلام سينمائية مصرية، لتُبرز تاريخ السينما، في تناغم بين العرض واللقطات السينمائية، وشدد التعليق المُصاحب لها على أهمية السينما ودورها وسحرها على مر العصور، والتأكيد على شعار المهرجان "السينما كل شيء".

عقب الافتتاح عُرض الفيلم الكوميدي الرومانسي "?What's Love Got to Do with It" (ماعلاقة الحب بذلك؟) للمخرج شيكار كابور، بطولة لي لي جيمس، وشازاد لطيف، وشبانة أزمي، والحاصلة على الأوسكار، إيما تومبسون.

"تشكيل مستقبل الأجيال الجديدة"

قال الرئيس التنفيذي لمؤسسة البحر الأحمر محمد التركي، على هامش كلمته في الحفل، إنّ "قطاعاً كبيراً من الجمهور السعودي يتطلع للسينما وشغوف بالفن بشكلٍ عام، مُشيراً إلى "التطور الذي يشهده المهرجان، ودوره الحيوي في تحويل وإعادة تشكيل مستقبل جيلنا القادم من المبدعين".

وأضاف: "أمامنا الآن فرصة فريدة لإيصال الأفلام الجديدة إلى جمهور أوسع، وعرض إبداعات المواهب الجديدة والمثيرة للاهتمام، وتقديم مساهمة ثقافية ملموسة على صعيد المملكة والمنطقة بشكل عام".

وكرم المهرجان خلال الحفل، الفنان الهندي شاروخان، والفنانة المصرية يسرا، والمخرج البريطاني جاي ريتشي، بمنحهم جائزة اليسر الذهبي الفخرية تقديراً لمساهمتهم الاستثنائية في صناعة السينما. 

"مجرد بداية"

وفي كلمتها رحبت رئيس مجلس أمناء مؤسسة المهرجان جمانا الراشد، بضيوف المهرجان في مدينة جدة، ودعتهم خلال فترة إقامتهم إلى أن يتناقشوا ويتحاوروا  حول السينما والفن، مشيرة إلى أن "الأفلام هي لغة للتواصل واستكشاف الإبداع البشري، ومعرفة مدى التنوع الموجود في الأفكار".

وطالبت أيضاً الجمهور بأن يعيشوا داخل أجواء السينما والأفلام، خلال الأيام العشرة من عمر المهرجان، وأن يتعمقوا في شخصياتها وأحداثها ومضمونها.

ووجهت الشكر لصناع الأفلام والمبدعين الذين أتاحوا الفرصة لأعمالهم "للمشاركة في هذا الحدث الفريد من نوعه"، مشيرة إلى مشاركة 131 فيلماً من 61 دولة تتحدث بـ34 لغة.

وأضافت جمانا الراشد: "هذه الأعمال من إفريقيا وآسيا وباقي دول العالم، تصور قصص وحكايات مذهلة ومثيرة للاهتمام، وتستحق أن نشاهدها بحماس"، مشيرة إلى أن المهرجان يأتي في السعودية "التي تخطو خطوات مذهلة للأمام، مع شعب أغلبه من الشباب المبدع الطموح والشجاع".

وأكدت أن "ما يحدث اليوم في المهرجان وفي الحراك الإبداعي في المملكة، هو مجرد بداية فقط".

"السينما هي الحياة"

وسلط شاروخان الضوء خلال كلمته على أهمية ودور السينما في إسعاد الجمهور جول العالم بمختلف جنسياته ولغاته، قائلاً إنّ: "السينما هي الحياة، تُعطي لحياتنا صورة جمالية كبيرة، وتمنحنا فرصة لاستعراض قصصنا من خلال المشروعات السينمائية، التي تؤثر على مشاعرنا في النهاية".

ولفت الفنان الهندي، إلى الانفتاح الذي شهدته المملكة أخيراً، لا سيما على مستوى الفنون والثقافة، إذ يرى أنّ "السعودية تمضي إلى الأمام وبمستويات مُتقدمة ملحوظة"، مُعرباً عن أمله في تصوير أفلام سعودية في الهند، خلال الفترة المُقبلة، ما يُساعد على امتداد جسور الثقافة بين البلدين بشكلٍ كبير. 

ورحب شاروخان، بالممثلة المصرية يسرا، التي كُرمت في الحفل، ووصفها بأنها "أيقونة وأسطورة مصرية".

وأعربت يسرا عن سعادتها البالغة بعد تكريمها، وأشارت خلال كلمتها إلى مدى ارتباطها الشديد بالمملكة العربية السعودية منذ عقودٍ طويلة وقبل شهرتها الفنية، قائلة: "فخورة بالعظماء السعوديين في مجال السينما الذين سيتصدرون المشهد خلال السنوات المُقبلة".

وأكدت أنّ "الفن والسينما هما ذاكرة الإنسانية"، مُعربة عن اعتزازها وفخرها كونها جزءاً من تاريخ السينما العربية، فضلاً عن تعاونها مع أجيالٍ مختلفة داخل عالم الفن.

"تغييرات كثيرة"

وقال المخرج الأميركي أوليفر ستون، رئيس لجنة تحكيم المسابقة الرسمية، خلال كلمته على هامش حفل الافتتاح، إنّ "16 فيلماً تشارك في المسابقة من دول مختلفة، أبرزها السعودية، ومصر، والجزائر، وسوريا، والعراق، والمغرب، وأنجولا، وتونس، وكورويا، وإندونسيا".

وأشاد بحجم التطور الكبير الذي تشهده المملكة في السنوات الأخيرة، قائلاً إنّ: "هناك تغييرات كثيرة، ويجب على الجميع أنّ يسعى لزيارتها".

ويُشارك في الدورة الثانية من المهرجان، التي تستمر حتى 10 ديسمبر، 131 فيلماً ما بين أعمال روائية قصيرة وطويلة من 61 دولة، بينما ينافس خلال المسابقة الأساسية "مسابقة البحر الأحمر"، 15 فيلماً، لمخرجين مخضرمين ومواهب جديدة.

ويستضيف المهرجان 34 فيلماً في عرض عالمي أول، و17 فيلماً في أول عرض عربي، و47 عرضاً لأفلام من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بحضور العديد من صانعي الأفلام والنجوم المشاركين فيها.

وبالتوازي مع عروض أفضل إنتاجات السينما العالمية الجديدة، تعرض 25 فيلماً سعودياً جديداً، من إنتاج الجيل الصاعد والمتميز من صانعي الأفلام السعوديين.

ويشمل برنامج المهرجان سلسلة من الحوارات التي تتيح أمام الضيوف فرصة فريدة للاستماع إلى المخرجين والممثلين، وهم يتحدثون عن حياتهم السينمائية وإنجازاتهم. وتضم المجموعة: شارون ستون، وآندي جارسيا، وجاي ريتشي، ولوكا جوادانيينو، وجوريندر شادا، ونادين لبكي، وأكشاي كومار، وسبايك لي، وأندرو دومينيك، وفاتح أكين، وعادل العربي وبلال فلاح، وكوثر بن هنية، ونيللي كريم، مو عامر، ورانبير كابور، وأنطونيو بانديراس، وجاسبر نوي، وجاكي شان وهيريثيك روشان.

وتستضيف سوق البحر الأحمر، منصّة المهرجان المخصّصة لاستكشاف صانعي الأفلام، برنامجاً حافلاً بالفعاليات المنظّمة بهدف تعزيز التبادل المعرفي،  وتحفيز الإنتاج المشترك وخلق فرص جديدة للتعاون والتوزيع والإنتاج.

وتستقطب السوق ممثلين من 46 دولة، وتنطلق فعالياتها بين يومي 3 و6 ديسمبر، حيث يمنح الحضور فرصة التواصل والاطلاع على المشهد السينمائي السعودي الحيوي، بالإضافة إلى أفضل إنتاجات المنطقة العربية والإفريقية.

اقرأ أيضاً: