تحتفي سينما زاوية في القاهرة، بالمخرج خيري بشارة، بعرض 11 فيلماً روائياً طويلاً من أرشيفه السينمائي، حتى نهاية شهر يناير الجاري، تحت شعار "سينما خيري بشارة".
ومن بين الأفلام المعروضة لـ خيري بشارة، 8 أعمال مُرممة بواسطة مهرجان البحر الأحمر السينمائي، مثل "العوامة 70" و"كابوريا" بطولة أحمد زكي، و"الطوق والإسورة" لـ شريهان، و"يوم حلو ويوم مر" لفاتن حمامة"، و"أيس كريم في جليم" بطولة عمرو دياب، و"أمريكا شيكا بيكا" و"إشارة مرور" لمحمد فؤاد، و"حرب الفراولة" بطولة يسرا.
أما الأفلام المعروضة غير المرممة، فيبلغ عددها 3 فقط، وهي: "رغبة متوحشة" بطولة نادية الجندي، ويعد العمل الوحيد الذي جمعه بالكاتب الراحل وحيد حامد، وكذلك فيلم "ليلة في القمر" بطولة رغدة، و"مون دوج"
كما تشمل الاحتفالية عرض 3 أفلام تسجيلية قدمها خيري بشارة في بداية مشواره الفني، وتم ترميمها من جانب المركز القومي للسينما المصرية، وهي "صائد الدبابات"، و"طبيب في الأرياف"، و"طائر النورس".
خطوة إيجابية
ومن جهته، أعرب المخرج خيري بشارة، عن سعادته بالاحتفاء بمسيرته السينمائية، وطرح أفلامه في صالة سينما للجمهور، بعد مرور عشرات السنوات على عرضها الأول، مضيفاً "أشعر بسعادة وأنا أشاهد أعمالي حالياً وأعيد اكتشافها، كأني لست صانعها. أمر جيد وأنا أجدد علاقتي بها بعد كل هذه السنوات".
وتابع خيري، لـ"الشرق"، "لست من المخرجين الذين يشاهدون أفلامهم باستمرار، وعلاقتي بمشاهدتها تقتصر عند عرضها في احتفالية خاصة قبل طرحها للجمهور، ومنذ زمن طويل لم أشاهدها، حتى عند عرضها تلفزيونياً".
وحرص خيري بشارة على توجيه الشكر لإدارة مهرجان البحر الأحمر السينمائي، لجهودهم في ترميم 8 أفلام من أرشيفه الفني، قائلاً: "أتمنى أن يهتم المسؤولون عن السينما في مصر بترميم كل الأفلام القديمة، لأنها تاريخ لا يُقدر بثمن، وله عائد كبير أيضاً بعرضها حول العالم وفي المهرجانات المختلفة".
قضايا الوطن
ورأى المخرج مجدي أحمد علي، أن "خيري بشارة هو ابن جيل من السينمائيين المهتمين بتقديم قضايا الوطن، فكان لديه رغبة في التجديد وطرح القضايا الوطنية أيضاً، وهذا ظهر في فيلمه الأول (العوامة 70)، لذلك ألومه على أنه توقف مبكراً عن السينما، لسبب بالنسبة لي مجهول".
وشدد خلال حديثه لـ"الشرق"، على ضرورة اهتمام الدولة المصرية بإنقاذ الأرشيف السينمائي القديم، من التلف، باعتباره تراثاً فنياً مهماً، وذلك من خلال ترميمه، مشيداً بجهود مهرجان البحر الأحمر في ترميم عدد من الأفلام المصرية على أنه "مجهود عظيم".
استيعاب الزمن
الناقد طارق الشناوي، قال لـ"الشرق"، إن أبرز ما يُميز خيري بشارة، هو تمتعه بالمرونة، إذ نجح في التنوع والاستمرارية واستيعاب الزمن، وتقديم كل الأنماط السينمائية، فضلاً عن عالم الإخراج التلفزيوني والمسرحي بجانب السينما.
وتابع "مشوار خيري بشارة السينمائي، حافل بالإنجازات والمتغيرات والقدرة على التعامل مع الفنانين، مثل نادية الجندي في فيلم "رغبة متوحشة"، كما قدم أفلاماً مختلفة مثل "كابوريا" الذي أعتبره تحفة سينمائية، ومن أهم أفلام السينما المصرية، رغم موضوعه الذي يبدو بسيطاً".
وأرجع أسباب قلة أعمال خيري بشارة السينمائية، إلى وجود عوامل خارجية، مثل وجود شركات إنتاج تسعى للسيطرة على المشروع من حيث الأمور الفنية، قائلاً: "خيري حاول قدر المستطاع أن يصنع عالمه، والأهم أنه لم يفقد ضميره المهني طوال مسيرته الفنية".
واعتبر الشناوي، أن ترميم الأفلام القديمة يُعد أعظم هدية تقدم للمخرج وللسينما المصرية بشكلٍ عام، واصفاً دور مهرجان البحر الأحمر في ترميم الأفلام، بقوله: "يحافظ على الذاكرة السينمائية المصرية، وفي المقابل نحن لا نضع أي خطة لإنقاذها، وكلها مجرد مبادرات شخصية".
وطالب بضرورة تدخل الدولة المصرية، ممثلة في وزارة الثقافة، ووضع خطة واضحة لترميم التراث السينمائي القديم، "يجب أن يكون هناك طموح أكبر من ذلك".
اقرأ أيضاً: