وحيد حامد: ليس لدي حساب في الكتابة لأشخاص أو جهات

time reading iconدقائق القراءة - 6
السيناريست المصري وحيد حامد أثناء ندوة تكريمه في مهرجان القاهرة السينمائي، 6 ديسمبر 2020 - المكتب الإعلامي للمهرجان
السيناريست المصري وحيد حامد أثناء ندوة تكريمه في مهرجان القاهرة السينمائي، 6 ديسمبر 2020 - المكتب الإعلامي للمهرجان
القاهرة-خيري الكمار

شهدت ندوة تكريم الكاتب والسيناريست، وحيد حامد، في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، في دورته الـ42، الأحد، إقبالاً كثيفاً من الجمهور والفنانين، رغم الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها إدارة المهرجان في إطار الحد من انتشار فيروس كورونا.

وظل الناقد الفني طارق الشناوي، مُدير الندوة، يُحذر الحضور لدقائق عدّة، بضرورة التباعد واتباع الإجراءات الوقائية، قبيل انطلاق الحوار المفتوح، والذي امتد لأكثر من ساعتين عن مسيرة وحيد حامد الفنية.

وأرجع طارق الشناوي، اختياره عنوان "الفلاح الفصيح" لكتاب وحيد حامد - أحد إصدارات المركز الإعلامي للمهرجان- كونه مُمتد في جذور الشعب المصري بإبداعاته وأعماله التي وصلت إلى أعماق الجمهور.

الوحيد

وعرض المهرجان، في بداية الندوة، فيلماً تسجيلياً عن حامد، بعنوان: "الوحيد.. هي دي الحكاية"، يضم شهادات من زملاء الكاتب الكبير، منهم يسرا، وليلى علوي، وكريم عبد العزيز، وآسر ياسين، إضافة إلى المخرجين شريف عرفة، ومحمد ياسين، وتامر محسن، والكتاب مريم نعوم وتامر حبيب وآخرين.

وكرّم المهرجان، وحيد حامد، بجائزة "الهرم الذهبي لإنجاز العمر"، على هامش حفل الافتتاح، إذ أعرب عن سعادته بهذا التكريم، كونه يفتخر بهذا المهرجان الذي يتمتع بقيمة كبيرة في الشرق الأوسط.

هموم الناس

وأكد حامد، في بداية حديثه، أنه لم يتبنَّ سوى القضايا التي يقتنع بها فقط، سواء في كتاباته أو أعماله الفنية.

وأضاف: "لم يكن لديّ حساب لأي جهة أو شخص، فكل أموالي من قلمي ونتيجة جهد حقيقي، فلم أنظر إلى المناصب إطلاقاً، أنا قدّمت نفسي لخدمة الجمهور، وعِشت بينهم لرصد مشاكلهم وآلامهم لأعيد ترجمتها في أعمال فنية".

وأضاف: "كتاباتي وأعمالي الفنية التي كتبتها عن متاعب وهموم الناس، أمدتني بطاقة حب كبيرة من الجمهور، الذي منحني عمراً جديداً واستمرارية لم أكن أتوقعها".

الحنين للأصدقاء

وأعرب حامد، عن افتقاده الشديد لعددٍ من زملائه مُبدعي الفن الراحلين، إذ كان يتمنى وجودهم برفقته خلال التكريم، منهم المُمثلون محمود ياسين، وأحمد زكي، ومحمود عبد العزيز، ونور الشريف، والكتاب محسن زايد، وعبد الحي أديب، والمخرج رأفت الميهي. 

وأشار إلى اكتسابه سمة التواضع من الأديب العالمي نجيب محفوظ، قائلاً: "كنا نحب المهنة، ولم تكن لدينا ضغينة تجاه الآخرين، كما يحدث حالياً، وكنا نرى الفرحة في قلوب الناس".

طقوس الكتابة

وكشف الكاتب المصري، عن طقوسه في الكتابة، إذ يحرص على ممارستها في الأماكن العامة، قائلاً: "أتقمص الشخصيات وأعيش معها، لدرجة أنني كنت أنفعل معهم أحياناً، والمُحيطين بي في المكان يعتقدون أنني مجنون".

وقال، إنه لا ينتمي للمدرسة الحالية، الخاصة بالاتفاق على الفكرة ثم كتابتها، مضيفاً: "أُسلم السيناريو كاملاً للمُخرج، لمناقشته بشأن الاتفاق على الشكل النهائي، فليس لديّ مانع من إعادة الكتابة حال إقناع المُخرج لي بذلك".

وناشد الأجيال الجديدة، بضرورة الابتعاد عن الاستهتار والسطحية، وكذلك تثقيف أنفسهم واكتساب المعلومات من الكتب وليس من منصات التواصل الاجتماعي.

سوق المتعة

واعتبر وحيد حامد، أن فيلم "سوق المتعة" من أهم أعماله السينمائية التي قدّمها، بقوله: "هذا الفيلم ظُلم لأن فكرته كانت غير مسبوقة، لكنها  لم تصل للجمهور بعد".

وأضاف: "كل المُخرجين الذين تعاونت معهم سلفاً، اكتسبت منهم رؤية واستفادة كبيرة، فكلّ منهم له بصمة في العمل"، موضحاً أنه يسعى لتجديد أفكاره طوال الوقت من خلال التعاون مع مُخرجين شباب، مثل ابنه مروان حامد.

التحايل على الرقابة

ونصح وحيد حامد، الكُتّاب باستخدام حِيل وطرق مختلفة للهروب من الرقابة على المصنفات الفنية، أو التحايل عليها، من خلال كتابة مشاهد سياسية أو جنسية بلا داعٍ ضمن الأحداث، بهدف جذب انتباه الرقابة، وإغفال الأفكار والقضايا الأخرى من دون اعتراض.

وناشد خالد عبد الجليل، رئيس الرقابة على المصنفات الفنية، قائلاً: "فكها شوية وافتح الشبابيك عشان الناس تتنفس وكل واحد يقول اللي عنده".

وأبدى حامد، رأيه في الاتجاه لتحويل الروايات لأعمالٍ فنية، قائلاً: "البعض يستسهل الأمر من خلال اقتباس أحداث الرواية من دون تغيير، لكن الأفضل أنّ يكتب المؤلف بروحه وألا يستنسخ، لأن العمل يُنسب في النهاية للمؤلف والمخرج وليس مؤلف الرواية".

وقال إنّ: "مهنة السيناريو قائمة على الخيال، ومن حق كل كاتب أن يُطور من أي عمل، فأنا مع الإبداع والتجديد".

رسائل خاصة

وشهدت الندوة، حضور عدد كبيرة من الفنانين، منهم المُمثلة ليلى علوي، التي أعربت عن أملها بوجود فيلم سينمائي للكاتب وحيد حامد في العام الميلادي الجديد، قائلة: "كاتب ذو قيمة فنية كبيرة، أصقل المجتمع بأعماله".

وقالت المُمثلة إلهام شاهين، إنه كان سبباً في وجودها على الساحة الفنية، عندما كانت طالبة في المعهد، موضحة أنه غيّر قواعد المهنة بفيلمه "سوق المتعة"، إذ خصصت دور العرض، حفلات منتصف الليل، له بسبب إقبال الجمهور.

وأعربت المُمثلة يسرا، عن اعتزازها وفخرها بالتعاون مع حامد في أفلامه، واصفة إياه بقولها: "أنت قطعة من عمر مصر، وأصدق شخص يُحب وطنه".

ووصف حامد، زوجته الإعلامية زينب سويدان، في نهاية الندوة، بـ"الوتد"، إذ كان لها بالغ الأثر الإيجابي في حياته.