على خلفية الاحتجاجات.. أفلام عن المرأة الإيرانية في مهرجان صندانس

time reading iconدقائق القراءة - 5
مشهد من الفيلم الإيراني "جونام" المشارك بمهرجان صندانس في الولايات المتحدة. 21 يناير 2023 - sundance.org
مشهد من الفيلم الإيراني "جونام" المشارك بمهرجان صندانس في الولايات المتحدة. 21 يناير 2023 - sundance.org
بارك سيتي (الولايات المتحدة) -أ ف ب

استحوذت أفلام أخرجتها أو مثّلت فيها إيرانيات على اهتمام واسع في مهرجان صندانس السينمائي خلال نهاية الأسبوع الماضي، في وقت يتابع فيه السينمائيون الإيرانيون المقيمون في الخارج ما يشهده بلدهم من احتجاجات.

وشهد المهرجان، السبت، عرضين أوّلين على المستوى العالمي لفيلمي "جونام"، وهو عمل وثائقي يتناول قصة عائلة مؤلفة من 3 أجيال من النساء الإيرانيات يعشن حالياً في ولاية فيرمونت الأميركية، و"ذي بيرشن فيرجن" الكوميدي الذي تدور أحداثه حول أبطال يعيشون بين إيران ونيويورك على مدى عقود عدة.

وخلال المهرجان، أقيم عرض أول لفيلم "شايدا" للمخرجة نورا نياساري، والذي يتناول قصة امرأة إيرانية تهرب من زوجها العنيف في أستراليا.

ويأتي إدراج هذه الأعمال في برنامج المهرجان المرموق، الذي ينظم في ولاية يوتا الأميركية، بعد 4 أشهر من الاحتجاجات في إيران عقب وفاة الشابة مهسا أميني في منتصف سبتمبر الماضي، بعد توقيفها من قبل "شرطة الأخلاق" لمخالفتها قواعد لباس المرأة الصارمة.

وسقط ما لا يقل عن 481 ضحية خلال قمع التظاهرات فيما يواجه نحو 109 آخرون عقوبة الإعدام بقضايا مرتبطة بالاحتجاجات. وجرى تنفيذ حكم الإعدام في حق 4 أشخاص، بحسب منظمة "إيران هيومن رايتس" غير الحكومية.

اعتقالات عدة

واعتقلت السلطات الإيرانية عدداً كبيراً من العاملين في المجال السينمائي الإيراني، بينهم المخرج الشهير جعفر بناهي، أحد أبرز الأسماء في السينما الإيرانية المعاصرة، الموقوف منذ 6 أشهر، بعد حضوره الى النيابة العامة لمتابعة قضية زميله رسول آف.

وكانت السلطات الإيرانية قد أفرجت في 11 يناير الجاري، بشكل موقت ولأسباب صحية، عن المخرج محمد رسول آف الموقوف منذ أشهر.

وأوقف رسول آف (50 عاماً) في 8 يوليو بعد تأييده تظاهرات شهدتها مدن إيرانية عدة، في أعقاب انهيار مبنى بجنوب غرب إيران في مايو

وفي أعقاب الحادثة، التي أودت بحياة أكثر من 40 شخصاً وتعد الأسوأ في إيران منذ أعوام، أصدرت مجموعة من السينمائيين، يتقدمهم رسول آف، رسالة مفتوحة دعت فيها قوات الأمن إلى "إلقاء أسلحتها" في مواجهة غضب الناس جراء "الفساد والسرقة وعدم الكفاءة والقمع".

خطورة

من جانبها، قالت مخرجة "جونام" سييرا يوريك إنّ "المحتجين يخاطرون بحياتهم.. وأنا أؤيدهم بصورة تامة"، مضيفة: "لا يمكن للأشخاص أن يعبّروا بحرية في إيران، فالسلطات لا تتردد في سجن مخرجي الأفلام والفنانين". وتابعت: "يمكنني أن أعبّر بحرية إلى حد ما خارج إيران".

وتعجز سييرا يوريك، المولودة في الولايات المتحدة، عن السفر إلى إيران لأسباب أمنية. ويتطرق فيلمها إلى محاولاتها للتعرف أكثر على إيران وفهمها بصورة أفضل، من خلال تعلم اللغة الفارسية وإجراء مقابلات مع والدتها وجدتها.

وأصبحت يوريك تدرك تفاصيل مقتل أحد أجدادها بالإضافة إلى قصة جدتها التي تزوجت في سن الـ14 من رجل تعرفت إليه قبل سن البلوغ حتى.

وبينما لا تظهر جدتها أي مشكلة في التطرق إلى ذكرياتها، تشعر والدتها بالقلق من ذلك لاعتبارها أنّ تناول ماضي العائلة في فيلم ينطوي على "خطورة كبيرة"، وتنبّه ابنتها من أنّ "المخرجين في إيران يواجهون الشنق".

وتقول يوريك: "أصبح الفيلم من خلال مشاركتنا في صندانس حاضراً في مشهد السينما العالمي"، مضيفةً: "أعتقد أن الإيرانيين يتساءلون دائماً: متى يستطيعون قول الحقيقة"، لأنّ ما يقولونه يمكن أن يحمل "عواقب على إيرانيين مقيمين في إيران".

وتتابع: "لم أكن أفهم الوضع قبل أن تروي لي جدتي قصة استشهاد جدها، ففهمت جيداً جدار الخوف الذي بناه النظام الاستبدادي لإيرانيين كثر داخل إيران وخارجها"، مضيفةً "كانت والدتي تحاول أن تحميني من هذا الواقع".

نضال من أجل الحرية 

يتناول فيلم "ذي بيرشن فيرجن" قصة شابة أميركية من أصل إيراني، تُدعى ليلى، وتجمعها علاقة متوترة بوالدتها بسبب وجهتي نظرهما المختلفتين بشأن دور النساء. وتؤدي الممثلة ليلى محمدي هذا الدور.

وعندما تُدرك ليلى تفاصيل حياة والديها في إيران ومغادرتهما البلاد، تتغيّر نظرتها ووالدتها إلى إرثهما المعقّد.

وتقول المخرجة مريم كيشافارز على هامش عرض أول للعمل: "أنا فخورة لعرض فيلم إيراني يتناول النساء في المهرجان". وارتدى الممثلون المشاركون في المهرجان عن هذا الفيلم شارات بألوان العلم الإيراني مكتوب عليها شعار "امرأة، حياة، حرية" الشهير.

وتضيف: "حتى قبل هذا النظام، كانت النساء يكافحن ضد المجتمع من أجل ما يرغبن به. واستطعنَ قلب الأعراف وتعلّمن أن يكنّ أحراراً على طريقتهنّ".

وتعجز مريم كيشافارز عن العودة إلى إيران، منذ عرض فيلمها الأول "سركمستنس" (Circumstance) الذي يتناول قصة حب تجمع مراهقتين إيرانيتين.

وتبدي سييرا يوريك رغبة دائمة في زيارة إيران يوماً ما. وفيما تتابع التظاهرات من بعيد، تأمل أن يشكل فيلمها "جزءاً صغيراً من هذا النضال من أجل الحرية".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات