أعلن مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي رسمياً، أن الدورة الثالثة للمهرجان ستقام في الفترة من 30 نوفمبر إلى 9 ديسمبر 2023 في مدينة جدة، مع إشادة بالغة وواسعة بالدورة الثانية، "لما احتضنته من برامج وفعاليات ساهمت في تحريك واقع صناعة السينما في المنطقة"، بحسب بيان المهرجان.
وشهدت الدورة الثانية عرض 143 فيلماً من 66 دولة، بحضور أكثر من 39 ألف زائراً من مشاهدي الأفلام، و4,345 من متخصّصي صناعة السينما، بجانب وسائل الإعلام والطلاب، ضمن زيادة بلغت 12% في إجمالي الطاقة الاستيعابيّة للحضور.
ومن جهته؛ علّق الرئيس التنفيذي لمؤسسة مهرجان البحر الأحمر محمد التركي، قائلاً: "بالنسبة لنا فقد حققت دورتنا الثانية نجاحاً كبيراً، وهو ما يعكس ارتقاء مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي إلى حدث عالمي نفخر به، ولا يسعنا إلا التعبير عن امتنانا لكل من دعمنا، حيث إننا ومع وعينا بكوننا مهرجاناً سينمائيّاً جديداً، إلا أننا سعداء بحفاوة كلاً من مجتمعنا المحلي، جنباً إلى الإقليمي والدولي بنا، ممثلاً بالضيوف الذين تشرّفنا بحضورهم".
وأضاف التركي في بيان: "كم أسعدنا الترحيب ببعض الشخصيات البارزة في السينما العالمية والعربيّة، بعد أن شاركوا كواليس رحلة صعودهم إلى نجوميّة واحتراف فنّ الشاشة الكبيرة، مع جيل جديد من المبدعين السعوديين الذين نجحوا في لفت انتباه المجتمع السينمائي العالمي، وأؤكّد على مواصلتنا الالتزام بدعم صانعي الأفلام الصاعدين على مدار العام، وترحيبنا بمشاريع الإنتاج والتصوير داخل أرضنا وثراءنا الطبيعي والحضاري، دون أن أنسى مهمّة التخطيط للدورة الثالثة من المهرجان التي لن تشغلنا عن مواصلة برامجه وفعالياته ومبادراته التي تجرى على مدار العام".
سينما محلية صاعدة
واحتضنت شاشات المهرجان 7 أفلام روائية سعودية طويلة وجديدة، و16 فيلماً قصيراً من موجة صاعدة وواعدة من صانعي الأفلام السعوديين، "وهو ما عكس واقع صناعة السينما المحلّية النابضة والمزدهرة، وقدّم تشكيلة مبتكرة من صانعي الأفلام الذي سيقودون مستقبل السينما السعوديّة صوب مزيد من الحيويّة والإبداع".
وانطلاقًا من هدف تقدير وتشجيع الإبداع السينمائي في كلٍّ من المملكة العربية السعودية والعالم العربي وآسيا وأفريقيا؛ فقد توّجت مسابقة الأفلام في الدورة الماضية من خلال جوائز اليسر، ومن خلال لجنة تحكيم بارزة يترأّسها المخرج المخضرم أوليفر ستون الحائز على الأوسكار، بأرفع جوائز تتويج السرد القصصي.
وذهبت جائزة اليسر الذهبي في فئة الأفلام الروائية الطويلة لفيلم "جنائن مُعلّقة" للمخرج أحمد ياسين الدرّاجي، بينما ذهبت جائزة الجمهور برعاية فيلم العلا إلى فيلم: "شيابني هني" للمخرج زياد الحسيني.
وعلى مستوى التكريم، بادر المهرجان ضمن دورته المنصرمة ومن خلال جائزة اليُسر الفخريّة؛ بتكريم كلًّا من الممثل والمنتج شاروخان، جنبًا إلى الممثلة المصريّة يُسرا، والمخرج البريطاني المرموق جاي ريتشي، والممثل والممثل والمخرج جاكي شان الحائز على الأوسكار.
وعلى مدار 10 أيام، احتضنّت منصّات المهرجان تشكيلة واسعة من القامات السينمائيّة، بما في ذلك شارون ستون، وسبايك لي، وأنطونيو بانديراس، وأكشاي كومار، ونادين لبكي، وجاكي شان، وآندي جارسيا، ولوكا جوادانيينو، ورانبير كابور، وهريثيك روشان، وجوريندر شادا، ونيللي كريم، وأندرو دومينيك، وفاتح أكين، وعادل العربي، وبلال فلاح، ومو عامر، وميشيل أوسيلوت، وكوثر بن هنية، وجاسبار نوي، إذ شاركوا جميعًا في سلسلة حوارات استضافها المهرجان ضمن دور فوكس سينما، وأتاحها لزوّار المهرجان.
سوق البحر الأحمر
وعلى هامش المهرجان، استقبل سوق البحر الأحمر تشكيلة واسعة من المتخصصين في صناعة السينما جنباً إلى مواهب بارزة وصانعي أفلام رائدين من جميع أنحاء العالم، على امتداد 4 أيام، بهدف تبادل المعرفة ومناقشة التعاون الإبداعي والتجاري واستكشاف آفاق وتطوّرات صناعة السينما في المملكة العربية السعودية وخارجها.
واحتضن سوق المشاريع 23 مشروعاً، 6 منها قيد الإنجاز، كما استضاف 50 جهة عارضة و13 ندوة نقاشيّة، ورتّب أكثر من 1190 اجتماعاً عبر جميع برامجه وفعاليّاته، بما في ذلك فعاليّة أيام المواهب؛ وهي فعاليّة تجري على امتداد يومين مُكرّسة لدعم وتطوير الجيل القادم من صانعي الأفلام السعوديين. واختتم سوق البحر الأحمر فعاليّاته بتتويجه للمشاريع الفائزة في حفل جوائز سوق البحر الأحمر؛ من خلال منح مادّية.
ولا يتوقف نشاط المؤسسة عند المهرجان الذي يجري على امتداد 10 أيام، بل تبادر مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي على مدار العام؛ بدعم الجيل القادم من صانعي الأفلام، ضمن مهمّة بدأت منذ عام 2019 ولم تتوقف حتّى اللحظة، وأسفرت عن دعم ما يقارب 170 فيلمًا في مرحلة التطوير والإنتاج وما بعد الإنتاج، لأعمال من العالم العربي وأفريقيا.
اقرأ أيضاً: