مصر.. راجح داوود يتبرأ من موسيقى "سره الباتع" ويشكو خالد يوسف

time reading iconدقائق القراءة - 6
أحمد السعدني على الملصق الدعائي لمسلسل "سره الباتع" - facebook.com/Sero.Elbate
أحمد السعدني على الملصق الدعائي لمسلسل "سره الباتع" - facebook.com/Sero.Elbate
القاهرة-خيري الكمار

تصاعدت أزمة موسيقى مسلسل "سره الباتع" للمخرج خالد يوسف مع تقدم الملحن راجح داوود، مؤلف موسيقى العمل، بشكوى إلى نقابة المهن السينمائية في مصر، برئاسة مسعد فودة، ضد مخرج العمل، وسط تضامن عدد من كبار الموسيقيين معه.

وأخلى داوود مسؤوليته عن الموسيقى التصويرية للمسلسل، قبل أيام، وعبَّر عن استيائه من مخرج العمل، متهماً إياه بـ"تعمد تشويه الموسيقى التصويرية التي صنعها للمسلسل دون أسباب واضحة"، وقال إنه "اكتشف الأمر مؤخراً بعد عرض عدة حلقات من المسلسل".

وأثيرت حالة من الجدل خلال الأيام القليلة الماضية حول الموسيقى التصويرية لمسلسل "سره الباتع" للمخرج خالد يوسف، إذ زعم البعض أنها تتشابه مع أعمال فنية أخرى، قدمها المخرج نفسه قبل سنوات، منها فيلم "الريس عمر حرب".

وطالب داوود، في شكواه إلى نقابة المهن السينمائية، بفتح تحقيق عاجل في الواقعة، قائلاً إن "المخرج استخدم مقاطع موسيقية ليست من تأليفي، وبشكل متكرر، مما يسئ إلى سمعتي الفنية، بالرغم من حضوره واستماعه وموافقته الواضحة التي لا لبس فيها على كل المقاطع التي كتبتها وسجلتها".

حملة تضامن

وتضامن موسيقيون مع راجح داوود في الأزمة، مشيرين إلى ضرورة إرساء حقوق الملكية الفكرية للمبدعين من مؤلفي الموسيقى التصويرية والعمل على توفير مناخ وظروف إنتاجية مناسبة لإنتاج شريط موسيقي مصاحب للعمل الفني، باعتبارها "جزءاً لا يتجزأ من عناصر المشروع ككل، بل يرتكز عليها العمل لتشكيل هويته وتوصيل رسالته".

وجاء في البيان الصادر من قبل الموسيقيين: "نتضامن مع راجح داوود، حيث تم اجتراء واجتزاء موسيقاه وإعادة استخدام أعمال موسيقية قديمة له ودس موسيقى غريبة لموسيقيين آخرين ونسبها إليه داخل أحداث المسلسل، مما يضر باسمه وسمعته كمؤلف موسيقي له شهرته الواسعة في مجال الموسيقى على مدار أكثر من 4 عقود".

ولفت البيان إلى أن "تلك الأزمة ليست الأولى، بل وقعت أكثر من مرة في السنوات الأخيرة، حيث جرى استخدام مقطوعات موسيقية مجهولة المصدر أو مجتزأة من أعمال أجنبية ووضعها داخل أعمال فنية مما يضر بمصداقية اسم المؤلف الموسيقي المتعاقد على تأليف مصنف مخصص لتلك الأعمال".

وشدد البيان على أن "الموسيقى التصويرية يتم تأليفها خصيصاً لعمل درامي بعينه، سواء فيلم أو مسلسل أو مسرحية وإنه لا يجوز استخدامها بأي شكل من الأشكال خارج سياق العمل الأصلي المؤلفة له، وأي استخدام آخر للمصنف في غير محله هو مخالف لقوانين حقوق الملكية الفكرية المحلية والدولية، كما يعد خللاً في أصول وأعراف صناعة الموسيقى والدراما".

ووقع على البيان مجموعة من كبار الموسيقيين، أبرزهم عمر خيرت، نبيل علي ماهر، محمود طلعت، عادل حقي، عمرو إسماعيل، تامر كروان، منال محيي الدين، مصطفى الحلواني، هيثم الخميسي، شادي محسن، شريف الوسيمي، شادي مؤنس، خالد الكمار وآخرين.

اتهامات باطلة

واستعرض راجح داوود تفاصيل الأزمة كاملة، عبر بيان صحافي، السبت، قال فيه: "تعاقدت على تأليف الموسيقى التصويرية للمسلسل، وبعد حضور المخرج جلسات العمل وموافقته على كل التعديلات والشكل النهائي للموسيقى التصويرية التي ألفتها خصيصاً للعمل، تم التسجيل والتعاقد بالشروط المعروفة وهي حق الملكية للشركة وواجب التزامي بالتسليم في الموعد المحدد، وقد تحقق هذا بالفعل والتزمت به".

وتابع: "فوجئت في الحلقة الأولى باستخدام موسيقى كنت قد ألفتها لعمل آخر، وهو فيلم (الريس عمر حرب) لنفس المخرج، وعندما أبديت اعتراضي أخبرني بأنه لا توجد مشكلة فهذه الموسيقى من تأليفي وهذا هو فيلمه، ورغم عدم اقتناعي، إلا أنني آثرت الصمت حتى لا يؤثر كلامي على استقبال الجمهور للمسلسل في بداياته".

وأضاف: "رغم اتهامي من البعض بأنني أكرر نفسي، إلا أنني تجاهلت هذه الاتهامات غير الحقيقية، وقلت إنها مرة ولن تتكرر، حتى لاحظت بعدها في الحلقات التالية استخدامه المتكرر لموسيقى وجمل لحنية كثيرة ليست من تأليفي ولا أعرف من هو مؤلفها".

ضمير فني

وأوضح راجح داوود أسباب خروجه بهذا البيان، قائلاً إن "اسمي مكتوب على التتر كصاحب موسيقى العمل من بدايته لنهايته، وهنا لم أستطع الصمت أو إظهار عدم اللامبالاة، فهذه مسؤولية وضمير فني وقواعد مهنية يجب أن تُحترم، وطوال حياتي في مجال التأليف الموسيقي تعودت أن احترام الجمهور هو من صميم احترامي لنفسي".

وأضاف: "من قبيل الجريمة بالنسبة لي أن تُنسب لي موسيقى لم أؤلفها أو أقتبس ولو جملة من مؤلف موسيقي آخر وأنسبها لنفسي، وما فعله المخرج خالد يوسف لا يجوز بأي حال من الأحوال ولا تحت أي ظرف من الظروف ولا يمكن تبريره بدعوى أن هناك أجزاء ناقصة تحتاج لموسيقى، رغم موافقته بعد سماع الموسيقى كاملة؛ لأن المسؤول أولاً وأخيراً هو أنا، فلا أقبل إطلاقاً أن يقال عني إنني أخذت جملة من زميل هنا أو هناك، احتراماً لذاتي وتاريخي ومهنتي".

وأعلن راجح داوود عدم مسؤوليته عن تلك الزيادات الموسيقية كونه ليس صاحبها، قائلاً: "أحمّل المسؤولية كاملة للمخرج وليست شركة الإنتاج؛ لأنني أثق بأنه في ظل ظروف ضغط تسليم الحلقات خلال التصوير، فإن الشركة لا تنتبه إلى مثل تلك التفاصيل".

إثبات موقف

وتواصلت "الشرق" مع راجح داوود للوقوف على تفاصيل الأزمة، وحقيقة تصعيد الأمر خلال الساعات المقبلة، حيث قال: "ليس لديّ تعليق أكثر مما ورد بالبيان، فقد حرصت على إثبات موقف أمام الجمهور، لدهشتي مما حدث من خالد يوسف بشكلٍ مفاجئ"، لافتاً إلى أنه لن يتخذ أي إجراءات تصعيدية جديدة تجاه الأزمة.

ومن جهته، أكد المخرج خالد يوسف، لـ"الشرق" في تعليق مقتضب، أنه لم يتوقع ما قاله راجح داوود في البيان الصادر عنه، بينما يكن له الاحترام والتقدير.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات