بعد اختياره في "فينيسيا".. مخرج "وراء الجبل": أفلامي تعكس واقع تونس

time reading iconدقائق القراءة - 4
مشهد من الفيلم التونسي "وراء الجبل" - المكتب الإعلامي للشركة المنتجة
مشهد من الفيلم التونسي "وراء الجبل" - المكتب الإعلامي للشركة المنتجة
تونس-نجلاء محمد

يُشارك فيلم "وراء الجبل" للمخرج التونسي محمد بن عطية، في الدورة الـ80 من مهرجان فينيسيا السينمائي، التي ستنطلق في الفترة من 30 أغسطس إلى 9 سبتمبر 2023، وذلك من خلال مسابقة "آفاق".

واعتبر بن عطية، أنّ "وجود الفيلم في المهرجان، باعتباره المشاركة العربية الوحيدة للسينما الروائية الطويلة في الدورة المرتقبة، تأتي نتيجة الجهود الضخمة التي بذلها فريق العمل لمدة عامين تقريباً، بداية من مرحلة الكتابة مروراً بعملية التطوير والبحث عن التمويل وحتى الإنتاج"، لافتاً إلى الدور الكبير للمنتجة درة بوشوشة في وصول أعماله للمهرجانات الدولية والعالمية.

وتابع أنّ "المال جانب ثانوي في شراكتي معها، وعملها على أفلامي يتجاوز الإنتاج، فهي صاحبة رؤية فنية تدعمني كثيراً منذ فيلمي القصير الأول وهي جزء من عائلتي"، معتبراً أنّ "هذا الفيلم تجربة سينمائية مختلفة عن أفلامي السابقة، على مستوى الكتابة والمعالجة والتقنيات المعتمدة خاصة عنصر توظيف المؤثرات البصرية".

ويُشارك في بطولة الفيلم، كل من مجد مستورة، وحلمي الدريدي، ووليد بوشيحاوي، وسلمى الزغيدي، ووسيم بالغارق، والفلسطيني سامر بشارات، والعمل إنتاج درة بوشوشة، بالتعاون مع عدد من مانحي الدعم، مثل صندوق البحر الأحمر، وشركاء من قطر، وبلجيكا، وفرنسا وإيطاليا.

رغبة تطارد الإنسان

وأوضح المخرج محمد بن عطية، لـ"الشرق"، أنّ أحداث الفيلم تدور حول "رفيق" الرجل، الذي قضى 4 سنوات في السجن وبعد خروجه اعتنق الجبال رفقة ابنه"، لافتاً إلى أنّ "الفكرة الأساسية للعمل نابعة من الطيران بعيداً عن الأوضاع المتأزمة، والتحليق نحو عالم مغاير، فحلم الطيران رغبة تطارد الإنسان منذ القدم".

وأكد أنّ "أفلامي مستوحاة من الواقع التونسي، وتفاصيل الحياة اليومية تمنحني حافزاً للكتابة وصناعة قصة سينمائية"، موضحاً أن "القصة الإنسانية يمكن أن تعاش في أي مكان وزمان".

ويُجدد بن عطية، تعاونه مع الفنان مجد مستورة، بعد تجربتهما في فيلم "نحبك هادي" عام 2016، والذي شارك في مهرجان برلين السينمائي الدولي، حيث تُوج الفيلم بجائزة أفضل عمل أول، كما حصل مستورة على جائزة الدب الفضي لأفضل ممثل.

وقال إنّ علاقته بـ"مجد" تتعدى علاقة مخرج بممثل، خاصة وأنه يُعد الترشيح الأول لتجسيد دور البطولة، منذ أنّ كان العمل في مرحلة الكتابة، معتبراً إياه بأنه "شريك في المشروع على مستوى التفاعل وتبادل الأفكار".

صندوق البحر الأحمر

وأشار إلى استعانته بمجموعة من أصحاب الخبرات في مجال المؤثرات البصرية في تونس وخارجها، خاصة وأنّ "وراء الجبل" يعتمد على تلك التقنية بشكلٍ كبير، موضحاً أنّ "ذلك الأمر استغرق وقتاً طويلاً للانتهاء من تنفيذ الفيلم، علاوة على أنّ التصوير كان في مناطق من تونس تهطل بها الثلوج (عين دراهم)، فكان من الضروري العمل على اختيار التوقيت المناسب لكل مرحلة من مراحل العمل، وتتماشى مع أحداثه ورؤيته الجمالية والتقنية". 

وعن أسباب عدم اختيار "وراء الجبل" في مهرجان كان السينمائي، أوضح أن "النسخة النهائية للعمل تزامنت مع منافسات فينيسيا، ولم يكن الفيلم حاضراً لمهرجان كان، وهذه التجربة علمتني ألا أقدم فيلمي لأي مهرجان إلا بعد إتمام كل مراحل الإنتاج وما بعد الإنتاج".

وأكد مخرج "وراء الجبل" أن مشروعه السينمائي الأخير مدعوم من صندوق البحر الأحمر، لذلك من المنتظر أن يكون حاضراً في البحر الأحمر بالمملكة العربية السعودية، في عرضه العربي الأول، مُشدداً على أهمية مشاركة الفيلم في المهرجانات السينمائية الأخرى بجانب برمجته في تونس.

يذكر أن المخرج التونسي محمد بن عطية، قدم خلال مشواره السينمائي عدداً من الأفلام القصيرة، قبل أن يطرح فيلمه الروائي الطويل الأول "نحبك هادي"، وفيلم "ولدي" عام 2018، والذي شارك في مهرجان كان السينمائي، في عرضه العالمي الأول في قسم "نصف شهر المخرجين". 

اقرأ أيضاً:

تصنيفات