"بيت الروبي".. أول فيلم عربي في السينما التركية منذ 1948

time reading iconدقائق القراءة - 4
صورة للملصق الدعائي خلال العرض الأول لفيلم "بيت الروبي" في إسطنبول بتركيا. 4 أغسطس 2023 - الشرق
صورة للملصق الدعائي خلال العرض الأول لفيلم "بيت الروبي" في إسطنبول بتركيا. 4 أغسطس 2023 - الشرق
إسطنبول- آلاء جول

عادت الأفلام العربية إلى شاشات السينما في تركيا، بعد غياب دام 75 عاماً، عبر عرض الفيلم المصري "بيت الروبي"، في 16 مدينة تركية، أبرزها إسطنبول، وذلك بعدما فرضت أنقرة حظراً على الأفلام العربية منذ عام 1948.

وجاء فرض الحظر على الأفلام العربية في زمن شهدت فيه تركيا متغيرات سياسية واجتماعية وثقافية، حيث أرادت حينها التقرب من الغرب والابتعاد كل ما يتعلق باللغة العربية، لكونها، على حد تعبيرهم، ترتبط بعهد الإمبراطورية العثمانية وزمن السلاطين.

وشهدت تركيا عقب تأسيس الجمهورية الحديثة عام 1923، إصدار قانون رقم 1353، والذي ينص على استخدام الحروف اللاتينية بشكل عام بدلاً من الأحرف العربية في نوفمبر عام 1928.

وجاءت هذه القرارات، التي أطلق عليها لاحقاً اسم "الانقلاب اللغوي"، شكلت نقطة تحول كبيرة في تاريخ الجمهورية الحديثة التي جاءت كاستمرار للإمبراطورية العثمانية التي حكمت مساحات واسعة من العالم لمئات السنين، وكانت تعتمد الأحرف العربية كلغة رسمية في الكتابة، بحسب صحيفة "ترك برس".

وحقق فيلم "بيت الروبي" إيرادات قياسية في مصر اقتربت من 5 ملايين دولار، منذ بدء عرضه في يونيو الماضي.

والفيلم من بطولة الممثل كريم عبد العزيز وكريم محمود عبد العزيز، ونور، وتارا عماد، ومحمد عبد الرحمن، وشريف دسوقي، والعمل تأليف محمد الدباح وريم القماش، وإخراج بيتر ميمي.

"حان الوقت" 

من ناحيتها، رأت شركة "داماس فيلم"، وهي شركة مُتخصصة بتوزيع وبث الأفلام والمسلسلات العربية بتركيا، أن الوقت حان لنقل الفن العربي إلى أنقرة التي غزت مسلسلاتها وأفلامها الشاشات العربية.

وأوضح مدير "داماس" إبراهيم بكداش، لـ"الشرق"، أن الهدف من نقل الفن العربي إلى تركيا، هو "تلبية حاجة العرب المتواجدين في البلاد الذين يحبون السينما". وأضاف أن "الهدف الثاني هو خلق تبادل ثقافي عربي تركي، فالدراما العربية تدبلج وتترجم وتؤثر بنا"، لافتاً إلى أن هذه الخطوة ستكون في "الاتجاه المعاكس".

ولاقت الفكرة ترحيباً واسعاً في أوساط العرب المقيمين بتركيا، حيث بلغ عدد أبناء الجاليات العربية حوالي 5 ملايين.

وحضر العرض الأول، في دور العرض التركية، أعداداً كبيرة من العرب وكذلك الأتراك، كونه عرض مترجماً إلى اللغة التركية.

وقال سعد زبيده، وهو شاب عربي مقيم في تركيا، وممن حضروا فيلم، "بيت الروبي" في أحد دور العرض بإسطنبول: "الفيلم سافر بي إلى مصر، وشعرت بأنني في دولة عربية وأسمع اللغة العربية في جو عربي مع الجمهور الحاضر من العرب، شعرت كأنني في بلدي.. أنا سعيد وأتمنى أن تعاد التجربة وتستمر".

"خطوة منتظرة"

من جانبه، وصف جمال داوود، وهو مخرج عربي، المبادرة بـ"الخطوة المنتظرة"، وقال لـ"الشرق": "كنا بانتظار سينما عربية أو مترجمة إلى اللغة العربية، نحضرها، فالمتعة تختلف حينما أكون أشاهد بلغتي الأم، في البلد الذي نعيش فيه، تجربة جميلة أسعدتني جداً".

وفي ما يتعلق بإضافة ترجمة اللغة التركية على الفيلم، مكّن ذلك الأتراك من حضوره والاستمتاع به كذلك، حيث اعتبرت الشابة التركية جيدام أن عرض الفيلم العربي بتركيا "خطوة لازمة، من أجل التعرف إلى ثقافات مختلفة".

ورأت جيدام في حديث مع "الشرق" أن "الخطوة ضرورية، حيث كان الفيلم ممتعاً جداً وفيه جو مختلف وجميل، وحمل رسالة هادفة، وتعرفنا من خلاله على ثقافة مختلفة".

أما الشابة التركية ديلارا شددت على ضرورة "عرض الأفلام العربية في تركيا، لما للفن من إسهامات في إغناء معرفة المجتمع التركي بثقافات أخرى، ومنحه نظرة أكثر شموليه عن الثقافات العربية".

وأردفت: "لقد كان العرض ممتعاً بالترجمة التي كانت واضحة ومفهومة، وسعدت جداً بمشاهدة ثقافة مختلفة عن ثقافتنا، وهي خطوة ممتازة لتوسيع رؤيتنا".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات