شهد مسرح بنش مارك، في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية، مساء الخميس، حفلاً غنائياً بعنوان "ليلة من الزمن الجميل"، أحياه الثلاثي ميادة الحناوي، وعفاف راضي ومحمد ثروت، وسط حضور جماهيري ضخم.
وأقيم الحفل، الذي قدمه المذيع السعودي سامي جميل، ضمن موسم "حفلات صيف جدة 2023".
وتلقى ثلاثي الحفل، دروع تكريمية، من قبل مسؤولي شركة "بنش مارك" المسؤولة عن تنظيم الحفل، تقديراً لمشوارهم الفني الطويل، وذلك وسط تفاعل كبير من الجمهور، بجانب دعوات من المستشار تركي آل الشيخ، رئيس الهيئة العامة للترفيه، للمشاركة في النسخة الجديدة من موسم الرياض، الذي ينطلق خلال أسابيعٍ قليلة، في شكلٍ كرنفالي خاص ومميز.
محمد ثروت وابنه
وتصدرت الفقرة الغنائية، للمطرب محمد ثروت، تريند منصات التواصل الاجتماعي، كونها سجلت الظهور الأول لابنه "أحمد" بعد المحنة الصحية، الذي تعرض لها في فبراير الماضي، وأفقدته الحركة تماماً، إذ صعد إلى المسرح، ليصنع لوالده مفاجأة، أمام الجمهور، وذلك بترتيب من المايسترو هاني فرحات، قائد الفرقة الموسيقية للحفل.
وغنى ابن محمد ثروت، أغنية "صوت رنة المفتاح" التي سبق وقدمتها هنا يسري، في مسلسل "موضوع عائلي"، وذلك في لحظات أثارت مشاعر الحضور، فيما لم يتمالك بعضهم من حبس دموعه، ووجه الشكر لكل القائمين على هذا الحدث، كونه نال فرصة اعتبرها تكريماً لوالده الذي لم يتركه لحظة في واحدة في محنته الصحية الأخيرة، "والدي لم يتركني، رغم أنني شبه فقدت الحركة والنطق لفترة ما، وشيء عظيم أن أقف بجواره مع المسرح، في أول ظهور لي بعد الشفاء، فتلك كانت أمنية لي منذ فترة طويلة".
وأعقب ذلك، غناء أحمد ثروت، أغنية بعنوان "وجودك فرق"، بعدما كان مخططاً لها غناءها سوياً في حفل يجمعهما مطلع العام الجاري، إلا أن مرضه حال دون ذلك، كما عاد بعدها، ليشارك والده غناء "كده يا قلبي" لـشيرين عبد الوهاب، كدويتو غنائي.
وأعرب محمد ثروت، عن سعادته البالغة لصعود ابنه على المسرح، في أول ظهور بعد تعافيه، قائلاً: "الحمد لله.. أحمد عاد لي مرة أخرى.. فقد سجدت لله شكراً.. وسعدت للغاية بهذه المفاجأة"، كما حرص إدارة الهيئة العامة للترفيه، لمنحه فرصة الوقوف على مسرح "بنش مارك" ولقاء الجمهور السعودي.
وسبق كل ذلك، غناء محمد ثروت مجموعة من أغانيه ولآخرين من نجوم زمن الفن الجميل، مثل تتر مسلسل "من الذي لا يحب فاطمة" الذي قدمه عام 1996، و"حلوين من يومنا والله" لـ سيد مكاوي، و"أنا لك على طول" لـ عبد الحليم حافظ، فضلاً عن "أشكي لمين" لمحمد عبد الوهاب، و"أوعى تحاسبني"، و"حبيبتي من تكون" و"بلدي".
كما أعاد تقديم أغنية "السعودية قالت يا هلا" الذي سبق وقدمها في حفل غنائي، على هامش حدث ما، عام 1986.
ميادة وعفاف
وبعد انتهاء فقرة المطرب محمد ثروت، وتفاعل الجمهور معه بشكلٍ ملحوظ، صعدت الفنانة عفاف راضي، لتشدو بعدد من أغانيها التي قدمتها على مدار العقود الماضية، وهي: "هوا يا هوا"، و"ردوا السلام"، و"يمكن على باله"، و"ابعد يا حب"، وذلك قبل أن تشاركها ابنتها المطربة الشابة مي كمال، وتقدم "لمين يا قمر" كدويتو غنائي مع والدتها، وكذلك أغنية "شمس يا شموسة".
واختتمت الفنانة ميادة الحناوي، حفل "ليلة من الزمن الجميل"، وقدمت عدداً من الأغاني، وسط تفاعل جماهيري ضخم، منها أغنية "آه يا ليل منك وآهين"، و"كان يا ما كان"، و"بتحبني ولا الهوى عمره ما زارك" وغيرها.
تحقيق الهدف
مايسترو الحفل هاني فرحات قال لـ"الشرق": "بذلنا مجهود كبير في التحضير للحفل، ,اتصور أن هذا وصل للجمهور، الذي استقبل النجوم الثلاثة بشكل لافت، وكانوا يرددون معهم الأغاني بحماس شديد مما جعل أجواء الحفل مبهجة، خاصة وأنه حفل ذو قيمة كبيرة لأن الثلاثي الذي وقف علي المسرح لهم بصمة في صناعة الأغنية، وكانوا بالفعل لديهم حالة من الحماس للظهور أمام جمهورهم في أفضل حالة، وسعدت بقيادتي لهذا الحفل لأني رايت في عيونهم حب كبير لي، وشكلنا الحالة الفنية المطلوبة لإسعاد الجمهور وهدفنا تحقق".
وأضاف فرحات "اهتمام هيئة الترفية بتقديم أفكار مختلفة ومميزة لحفلاتهم، يجعل النجاح هو الشعار الدائم لهذه الحفلات".
فكرة غير تقليدية
الناقد الموسيقي أحمد السماحي قال لـ"الشرق": "من خلال متابعتي الدائمة لحفلات الهيئة العامة الترفيه في السعودية، وجدت أنها منذ بداية مواسم الترفيه قدمت مجموعة من الأفكار الرائعة غير التقليدية التى انتهجها خلال الحفلات الماضية، كما رفعت شعار (مفيش مستحيل)، ولا يوجد مطرب أو مغن أو مؤدي لا يصلح للوقوف على خشبة المسرح طالما حقق من قبل نجاحات لافتة، وتمثل هذا الشعار في إقامة حفل متميز للغاية لثلاثة من رموز الطرب من أجيال مختلفة غير موجودين للأسف في الوقت الراهن في الساحة الغنائية، واستطاعت هيئة الترفيه من خلال الحفل الذي أقامته خلال الساعات الماضية أن تعيدهم بقوة إلى دائرة الضوء".
وأضاف السماحي : "استغل المطربين الثلاثة الفرصة وحلقوا بها إلى عنان السماء، من خلال رصيدهم المتميز من الأغنيات الناجحة التى قدموا بعضها في الحفل في ليلة تشبه ألف ليلة وليلة، وعادوا بنا إلى زمن الغناء الجميل، والشدو العذب، زمن الأصالة الفنية، وعانقت حنجرتهم المطرزة بالأصالة، والمشغولة بالطرب، آذان الجمهوري السعودي والعربي، المتعطش لهذا النوع من الغناء، لهذا تجاوب معهم بقوة".
وأكد السماحي أنه "بهذا النوع من الحفلات تعيد الهيئة العامة للترفية القيمة للطرب، وتؤكد أن الغناء الجميل صالح في كل زمان ومكان وأن (الأغاني لسة ممكنة) في زمن الضجيج الغنائي والفرقعات الغنائية الكاذبة".
اقرأ أيضاً: