طالبت نقابة الصحافيين المصريين، نقيب الممثلين أشرف زكي، بالتحقيق فيما وصفته بالتجاوز والإساءة من المغني والممثل مصطفى قمر، ضد الناقد الفني طارق الشناوى، وأبدت دعمها للأخير، وتقديم كل الدعم النقابى له، والتضامن معه في أي إجراءات قانونية سيتخذها ضد الطرف الآخر.
وأدانت اللجنة الثقافية والفنية التابعة للنقابة، كل ما صدر عن مصطفى قمر، سواء فى تصريحات تلفزيونية أو عبر حسابه على "انستجرام" ضد طارق الشناوى، إذ اعتبرته سباً وقذفاً علانياً يُوقعه تحت طائلة القانون، موضحة أنّ "أي عمل فني ملكٌ للجمهور، ومن حق الناقد أن يُعبّر عن رأيه فى هذا العمل، ومن واجب الفنان أن يتقبل هذا الرأى، طالما كان فى إطار النقد المباح دون تجاوز أو إساءة".
وتابع اللجنة في بيان أنه "من حق الناقد أن يرى العمل جيداً، وقد يراه غير موفق، بل وقد يراه سيئاً، مادام حديثه عن العمل، وأداء العاملين فيه، وليست شخوصهم الحقيقية، فلا يمكن اعتبار النقد وإن كان لاذعاً سباً، ولا قذفاً يعطي للفنان الحق فى التجاوز ضد الناقد أو السخرية منه".
وطالبت اللجنة، نقابتي الممثلين والموسيقيين، للاضطلاع بدورها في ضبط أي تجاوزات تجاه النقاد والصحفيين والجمهور، والتحقيق مع المتجاوزين في إطار العلاقات الطيبة والتاريخية بين النقابات المهنية.
اجتماع مرتقب
وزعم مصطفى قمر، عبر صفحته الرسمية على "فيس بوك"، انعقاد اجتماع بين نقابتي الممثلين والسينمائيين، قبل اجتماع مرتقب يجمعهما بمجلس نقابة الصحافيين، لوضع "بروتوكول ومعايير لاحترام الفنان المصري، وعدم المساس بحقه الأدبي وتاريخه الفني"، وهو ما نفاه نقيب الممثلين أشرف زكي، مؤكداً "لم نضع أي بروتوكول، ولم نجتمع من الأساس، ونكن كل التقدير والاحترام للصحافيين وكذلك النقاد".
وأضاف زكي لـ"الشرق"، أنه من المُقرر عقد اجتماع مع نقيب الصحفيين خالد البلشي، لحل أي خلافات موجودة، متابعاً "الفنانون والصحفيون وجهان لعملة واحدة".
فيما قال عضو مجلس نقابة المهن السينمائية، المخرج عبد الحكيم التونسي، لـ"الشرق"، إن: "النقابة لم تدخل على خط الأزمة القائمة بين مصطفى قمر وطارق الشناوي حتى الآن، ولا صحة لما نشره حول وضع معايير تنظيمية، فليس لدينا وقتاً لهذه النوعية من المشاكل".
وأثنى الناقد طارق الشناوي، على موقف نقابة الصحافيين تجاه تلك الأزمة، "النقابة هي الغطاء الشرعي لحرية الرأي، وبمثابة الخبير للصحافي وتوجيهه"، مُشدداً على "ضرورة دعم النقابات الفنية، للحق، واتخاذ حزمة من القرارات تضمن حرية الإبداع والتعبير عن الرأي".
وأكد الشناوي، لـ"الشرق"، أنه لن يتراجع عن المسار القانوني في الأزمة بسبب "تعمد مصطفى قمر السب والقذف في شخصي"، متابعاً "من حقي الدفاع عن نفسي، وهو كان يعتقد أنني سأتراجع عن موقفي، وأتهاون في حقي، لكن ذلك مستحيل، خصوصاً وأنني لم أوجه إساءة له".
بداية الأزمة
ونشبت أزمة قبل أيام، بين مصطفى قمر، وطارق الشناوي، عندما قال الأخير في تصريحات تلفزيونية، إنّ فيلم "أولاد حريم كريم" دون المستوى، وليس له علاقة بالسينما، كما أن فريق العمل أخفق في الأداء التمثيلي، والقصة بعيدة تماماً عن الجزء الأول.
واعتبر مصطفى قمر، ذلك الرأي، بمثابة ترصد شخصي، بعيداً عن النقد الفني، وكتب رسالة شديدة اللهجة، عبر "انستجرام"، قائلاً: "هو أنا مش طلبت منك تبعد عني أصلاً، وماتتكلمش عنّي علشان ماتتهزأش؟.. طيب أنت اللي جيبته لنفسك".
وأضاف "عموماً ياللي اسمك طارق، أنت كاتب كلام أهبل يدل للمرة المليون أنك ماشفتش الفيلم، وعموماً اللي هيرد عليك جمهور السينما الحقيقي اللي دخل الفيلم اللي مالوش دعوة بالنفاق أو مصلحة أي فيلم تاني، فكرني كده شغلتك ايه، هي من أربع حروف بيتهيألي".
وقرر طارق الشناوي، اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ضد مصطفى قمر، قائلاً: "لازم يُعاقب قانونياً على حالة الانفلات اللي هو فيها، مهما كانت حالة الهزيمة اللي هو فيها، ليس له الحق إنه يهاجمني".
إساءة وسخرية
وبعيداً عن أزمة الشناوي وقمر، شهد الوسط الفني في مصر، على مدار الأيام القليلة الماضية، واقعة أخرى في الصدام بين الصحفيين والفنانين بطلها الممثل محمد فراج، عندما علق على الانتقادات التي وُجهت إلى شقيقة زوجته داليا شوقي، على خلفية أحد مشاهدها في مسلسل "سفاح الجيزة"، واتهم في تصريحات تلفزيونية، أصحاب تلك الانتقادات بأنهم يتلقون أموالاً مقابل ذلك، وأنهم لا يفهمون في العملية الفنية، الأمر الذي أثار استفزاز الجمهور، عبر منصات التواصل الاجتماعي.
وبعد ساعات معدودة، أصدر فراج بياناً صحافياً، مؤكداً أنه لم يقصد إهانة الجمهور أبداً، والتصريحات تعرضت للتحريف، "جمهوري يُدرك معنى كلامي جيداً، وأن هناك فرقاً كبيراً بين وجهة النظر وبين الإهانة والتجريح.. جمهوري يعي أيضاً أنني من المستحيل الحجر على رأيه، لذلك أتمنى ألا تُطلق أحكاماً بناءً على كلام منسوب لي عبر مانشيت أو حتى السوشيال ميديا، أو فيديو تعرض لعملية مونتاج".
وبعد يومين، تلقى كلا من محمد فراج والمخرج عمر هلال، اتهاماً بإهانة الصحافي المصري أحمد عاشور، والسخرية منه، على هامش المؤتمر الصحافي الذي عُقد بعد عرض فيلمهما Voy Voy Voy بالقاهرة، وذلك بعد توجيه سؤال لهما عن نهاية الفيلم.
ودافع مخرج الفيلم، عن نفسه، مؤكداً أنه لم يقصد التقليل من شأن الصحافي، قائلاً عبر "فيس بوك": "ردي على الصحافي، لم يحمل أي إساءة، وأعتذر لكل شخص أعتقد ذلك، وحديثي كان من مطلق المزاح معه، لشعوري بأنه يمتلك خفة ظل عالية، ويحب النكات".
وأضاف "عفواً إذا كنت هزرت معاك.. والله لم أقصد.. الجو كان جميل، وكنا نحتفل بانطلاق الفيلم"، متابعاً "كل التقدير والاحترام للصحافة والإعلام والنقاد، وكيف لا؟ وأنتم أصحاب الفضل في هذه القصه والفيلم.. شكراً لكم".