
يعيش المخرج المصري تامر محسن، حالة من النشاط الفني، بعد سكون دام لنحو 3 أعوام، إذ يستعد للعودة مُجدداً من خلال أعمال درامية وسينمائية جديدة.
التجارب الفنية لتامر محسن محدودة، لكنه نجح في لفت الأنظار، بداية من مسلسل "بدون ذكر أسماء" مروراً بفيلم "قط وفار" ومسلسل "تحت السيطرة"، نهاية بـ"هذا المساء".
تامر محسن، عاد أخيراً بتجربة استثنائية، من خلال مُشاركته في حلقة وحيدة من مسلسل "نمرة 2" الذي يُعرض عبر منصة "شاهد VIP"، بعنوان: "اللي بيصير ببيروت" للممثلين نيللي كريم وعادل كرم.
ثيمة فنية جديدة
في حديث لـ"الشرق"، أرجع تامر محسن قبوله التعاون بحلقة وحيدة في "نمرة 2"، إلى كونه "يحمل ثيمة جديدة كسرت كل القوالب الفنية"، قائلاً: "تحمست للمشروع، وجذبني إليه طرحه قصة درامية في كل حلقة تحمل بصمات فريق عمل مستقل عن الحلقة التي تليها".
وأضاف: أنّ تصوير الحلقة جرى بين القاهرة وبيروت"، لافتاً إلى أنه يعتبرها "بمنزلة فيلمٍ سينمائي، لكونها تجربة قائمة بذاتها عن باقي حلقات المسسل، كما أنّ قصة الحلقة تُثير اهتمام المُشاهد".
وتروي الحلقة التي كتبتها السيناريست مريم نعوم، تفاصيل مغامرة غير محسوبة تخوضها "راوية" عندما تغوص داخل أحد تطبيقات المواعدة عبر هاتفها، إبان انتظارها في بهو أحد فنادق بيروت قبيل انطلاق رحلتها للقاهرة.
تقاطع طرق
ويواصل تامر محسن، العمل على مسلسله الذي يحمل اسماً مبدئياً "تقاطع طرق" للفنانة منى زكي، تمهيداً لعرضه في موسم دراما رمضان المُقبل، ومن المُقرر إعلان تفاصيله خلال مؤتمر صحافي في القاهرة بعد أسابيع.
وقال تامر إنّ المسلسل كان من المُفترض عرضه في رمضان الماضي، لكنه تأثر بتوقف حركة الطيران بسبب أزمة كورونا، إذ يُشارك به مُمثلون أجانب وتدور أحداثه بين مصر وأميركا، لافتاً إلى انتهائه من التصوير في أغسطس الماضي، وإلى أنه يستعد في الوقت الحالي لاستئناف عملية المونتاج، واصفاً إياه بـ"مسلسل غير تقليدي".
تجربة عالمية
وتطرق المخرج المصري في حديثه لـ"الشرق" إلى مشروعه الدرامي الجديد "القاهرة"، الذي يتعاون فيه مع الكاتبة مريم نعوم، والمأخوذ عن 5 روايات للأديب نجيب محفوظ، موضحاً أنّ العمل ما زال في مرحلة الكتابة، وسيكون عبارة عن جزأين أحداثهما متصلة، وكل جزء يضم 8 حلقات فقط.
وأكدّ محسن أن المُسلسل الذي سيُعرض عقب عامين، يُنفذ بالطريقة العالمية التي لم يعتد عليها الجمهور العربي، بداية من التحضيرات للمشروع، واصفاً إياه بـ"التحدي" الذي يثق في نتيجته، متوقعاً أن يكون رد فعل الجمهور إيجابياً.
موسوعة ثقافية
ويعتزم تامر محسن، العودة إلى السينما، بعد آخر أفلامه "قط وفأر" في عام 2015، موضحاً أنه شرع في كتابة مشروع سينمائي قبل فترة، لكنه توقف بسبب انشغاله في مسلسله مع منى زكي.
وقال إنه سيستأنف العمل على فيلمه الجديد خلال الأسابيع المقبلة، للانتهاء من تصويره قبل حلول شهر رمضان، رافضاً الإفصاح عن ملامح الفيلم بعد.
وأشار تامر إلى تلقيه عرضاً من الكاتب وحيد حامد، بشأن التعاون سوياً في فيلم جديد، لكنه اعتذر عنه لكونه يحمل أفكاراً قاتمة لا يتحملها الجمهور في الوقت الراهن، وهو الأمر الذي اقتنع به الكاتب الكبير، حسبما قال.
وأعرب عن أمله فى تجديد التعاون مع وحيد حامد وتقديم مشروع فني يحمل بصماته، قائلاً: "أعتبره حالة فنية خاصة، وموسوعة ثقافية وحياتية مفيدة لكل المحيطين به، وأتخذه قدوة ومثلاً أعلى".
وأبدى تامر محسن، رفضه التام لما تشهده الصناعة الفنية في مصر خلال السنوات الأخيرة، وافتقارها لأصول المهنة، قائلاً: "الشائع حالياً أن المنتج يتعاقد مع بطل العمل ثم تُكتب له قصة فنية، ثم بعد ذلك يأتي البحث عن بقية المُمثلين المُشاركين".
وأكدّ أنه لن يتنازل في أعماله عن القواعد المهنية، والتي تُشير إلى أنّ القصة هي أساس المشروع الفني، والمخرج وحده يتولى المسؤولية كاملة، متابعاً: "لست مضطراً للعمل تحت أي ظروف مغايرة للقواعد التي تعلمتها".
وختم تامر محسن، حواره مع "الشرق"، بالإشارة إلى أنّ تعدد المنصات الرقمية أخيراً، أفاد الصناعة بشكلٍ كبير، لافتاً إلى أن تلك المنصات أحدثت تطوراً على القوالب الفنية التقليدية وأسهمت في خروج أفكار تتماشى مع العصر الحالي.