شارك الفنان التونسي صابر الرباعي، في الدورة الـ20، من مهرجان الأغنية التونسية الذي اختتمت فعالياته قبل يومين، وذلك بعد فترة توقف دامت 12 عاماً، حيث قدّم باقة من أبرز أغانيه التي حققت نجاحاً عربياً على مسرح دار الأوبرا بالمدينة الثقافية في تونس، منهم: "سلطان هواك" و"صرخة".
ويرى الرباعي، أن هذا المهرجان في حاجة لدعم كل الفاعلين في المجال الموسيقي في تونس، مؤكداً حرصه على تقديم المثال الجيد للشباب وحاملي مشعل الأغنية التونسية، لذلك وافق أن يكون ضيف حفل الافتتاح.
وشدد صابر الرباعي، خلال حديثه لـ"الشرق"، على ضرورة الحفاظ على مهرجان الأغنية التونسية، كونه مختلف عن غيره من المهرجانات الفنية، موضحاً أنّ: "هذا المهرجان اكتشف عدداً كبيراً من المواهب، وعليه اليوم مواصلة مشوار تطوير الأغنية التونسية حتى لا تبقى حبيسة لنمط موسيقي واحد".
وأوضح أنه تعلم الأسس الفنية من مهرجان الأغنية التونسية، لافتاً إلى أن "صرخة"، التي غناها في هذا المهرجان عام 1996، وعاود تقديمها في الدورة الـ20 من المهرجان ذاته، "كانت أغنية الحظ بالنسبة لي وغيرت الكثير من خياراتي".
وتابع: "بفضل هذه الأغنية، أصبحت قريب من الناس، وذلك بسبب معانيها وطرحها، لذلك تظل (صرخة) في مكانة خاصة من مشواري الفني".
منصب النقيب
ونفى صابر الرباعي، لـ"الشرق"، ارتباط تحمله مسؤولية نقابية في تونس بتدهور القطاع الموسيقي بسبب جائحة "كورونا"، مؤكداً أنّ "الجائحة عرت جزءًا من الحقائق وكشفت عن هنات يجب تداركها في المشهد الثقافي والفني".
وأوضح أن قراره المُتعلق بالدفاع عن حقوق الفنانين إلى جانب عدد كبير من الزملاء في إطار نقابي، "كان يتبادر إلى أذهان النخبة الفنية منذ فترة طويلة، خاصة على مستوى العمل على تفعيل قانون الفنان، في تونس".
ووصف اللقاء الذي جمعه وعدد من الفنانين مع رئيس الحكومة التونسية هشام المشيشي، بـ"الإيجابي"، إذ تم مناقشة عدد من القضايا، منها المتعلقة بوضع الفنان الاجتماعي وحقوقه المادية والأدبية، كما تم الاتفاق على تحضير مؤتمر وطني لإصلاح المنظومة الثقافية الوطنية.
وأرجع الرباعي، عدم مشاركته في لقاء المكتب التنفيذي لنقابة الفنانين التونسيين مع رئيس الدولة قيس سعيد منذ أيام قليلة، لارتباطاته الفنية في مصر، مشيراً إلى لقاءات مزمع عقدها خلال الفترة المقبلة، بشأن الضغط للإسراع في المصادقة على قانون الفنان وتفعيله.
وأكد أن منصبه على رأس نقابة الفنانين التونسيين، مؤقت، إذ يرى نفسه "فنان بالدرجة الأولى، وأكثر شيء أستمتع بممارسته هو الغناء، لكن الظرفية الصعبة للقطاع الموسيقي فرضت وجودي مع عدد من الفنانين والاستماتة في الدفاع عن حقوق المبدع في تونس".
مشروع مع لمجرد
ويواصل صابر الرباعي، تحضير ألبومه الجديد، إذ يعمل على تسجيل عدد من الأغاني في القاهرة، خلال تلك الفترة، مؤكداً أنّ "هذا الألبوم سيكون منوعاً على مستوى الإيقاعات واللهجات".
وقال إنّ: "بعد مشواري الطويل في المجال الفني، أصبحت كل أغنية بالنسبة لي مسؤولية في حد ذاتها، لذلك أفكر جيداً قبل اختيار كل عمل جديد أضمه للألبوم، خاصة على مستوى التوزيع، بحكم التطور الكبير الذي تشهده الموسيقى على مستوى عالمي، وعلى الفنان أن يكون مواكباً لهذا التطور".
وكشف عن تفاصيل تجهيزه لمشروع جديد، يجمعه بالموزع العالمي ريدوان والفنان المغربي سعد لمجرد، مشيراً إلى أن هذا المشروع لازال في مرحلة التحضير، وسيتم عقد مؤتمر صحافي للإعلان عن تفاصيل هذا العمل.
"أولاد الغول"
ويُشارك صابر الرباعي، في موسم دراما رمضان المقبل، من خلال غناء تتر مسلسل "أولاد الغول" للمخرج مراد بالشيخ، وتحمل الأغنية اسم "عديت أيامي"، وهي من كلمات الشاعر الغنائي سليم عبد الله، وموسيقى كريم الطرابلسي، وتوزيع سامي المعتوقي.
وأعرب الرباعي، عن سعادته بالعودة إلى غناء تترات المسلسلات، ودعم الدراما التونسية في رمضان، خاصة وأن "أولاد الغول" يضم عدداً كبيراً من النجوم، مُعرباً عن أمله أن تحظى أغنية "عديت أيامي" بنجاح مماثل لأغنية "صيد الريم".
وأرجع إلغاء مشروع غنائه تتر مسلسل "موسى" للمُمثل المصري محمد رمضان، إلى أسباب إنتاجية حالت دون إتمام التعاون مع صُنّاع هذا العمل الدرامي.