مايكل كين.. اعتزال أيقونة السينما البريطانية وملك الأدوار الثانية

time reading iconدقائق القراءة - 7
الممثل البريطاني مايكل كين في العرض العالمي الأول لفيلم King of Thieves، لندن، 12 سبتمبر 2018 - AFP
الممثل البريطاني مايكل كين في العرض العالمي الأول لفيلم King of Thieves، لندن، 12 سبتمبر 2018 - AFP
القاهرة-عصام زكريا*

في الأسبوع الماضي أعلن الممثل الإنجليزي مايكل كين، أنه اعتزل التمثيل، وأن فيلم The Great Escape الذي بدأ عرضه في 6 أكتوبر الجاري، سيكون آخر أفلامه. 

هذه هي المرة الثالثة التي يعتزل فيها الممثل الذي تجاوز التسعين، ولكن هذه المرة أكد أنه لن يتراجع عن قراره، خاصة أنه ينهي مسيرته الفنية ببطولة فيلم وهو في التسعين، وأن ذلك يصعب أن يتكرر مرة أخرى، وأن هذا أفضل تتويج ممكن لمسيرته الطويلة.

مايكل كين هو بالفعل واحد من أطول الممثلين عمراً على الشاشة، إذ ظل يمثل على مدار 8 عقود، بداية من 1950، حين ظهر ككومبارس في فيلم صغير، وحتى 2023، شارك خلالها في 160 فيلماً، وأدى كل أنواع الشخصيات والأعمار.

حصل مايكل كين على جائزتي أوسكار كأفضل ممثل دور ثان عن فيلمي Hannah and Her Sisters لوودي آلن 1986، و The Cider House Rules إخراج لاس هالستروم، 1999، كما رشح لأربع جوائز أوسكار أخرى، بالإضافة إلى 3 جوائز جولدن جلوب وعدد من جوائز البافتا، من بين ما حصل عليه من جوائز وتكريمات، لعل أرفعها وسام الفارس الذي منحته له الملكة إليزابيث الثانية

بطولات البداية

برع مايكل كين على نحو خاص في أداء الأدوار الثانية، التي يمنحها عمقاً وأسلوبية مهما كان نوع الفيلم الذي يمثل فيه، وربما لم تكن صدفة أن تكون جائزتا الأوسكار اللتان حصل عليهما للممثل الثاني، ولعل أداءه لشخصية ألفريد بينيورث خادم ومربي ومساعد باتمان في ثلاثية أفلام باتمان، التي أخرجها كريستوفر نولان أبلغ دليل على ذلك، فكم من ممثلين أدوا هذه الشخصية، ومثيلتها، ولكن كين منحها بريقاً وحضوراً، ربما يفوق شخصية باتمان وخصومه الألداء أحياناً.

لكن ذلك لا يعني أن كين لم يذق طعم البطولات، على العكس تماماً، فقد لعب بطولة عدد من الأفلام الناجحة، التي ساهمت في تحديد خصائص السينما الإنجليزية في الستينيات، والتي اتسمت بنوع مميز من الواقعية، وتألق على نحو خاص في أفلام مثل Zulu (1964) ،The Italian Job (1969)، وGet Carter (1971).

تنوعت أدوار كين في أفلامه، وبرع على نحو خاص في أداء شخصية العسكري الصارم الهادئ، في عدد كبير من الأفلام، بداية من فيلمه الأول Hill in Korea إخراج جوليان أميس (1956)، وحتى أحدث أفلامه The Great Escape، الذي يؤدي فيه شخصية حقيقية لأحد الجنود الذين شاركوا في غزو "نورماندي" خلال الحرب العالمية الثانية، يعود إلى موقع المعركة في الاحتفال بسبعين عاماً على مرورها.

من الشخصيات التي برع فيها كين أيضا أدواره في عدد من أفلام العصابات، منها دوريه اللذان صنعا نجوميته في Italian Job، وGet Carter، لكنه أدى دور الشرطي أيضاً، كما أدى دور المحقق شيرلوك هولمز في فيلم Without a Clue (1988).

وتميز مايكل كين في الأدوار الدرامية "الكلاسيكية"، مثل دوره في The Cider House Rules كما تميز على نحو خاص في الكوميديا، ونحت أداء نادراً يفجر المرح بتعبيرات جدية لا هزل فيها، وبأقل قدر من التعبير، ولعل المشاهدين يذكرون دوره في فيلم Dirty Rotten Scoundrels (1988)، الذي حصل عنه على واحدة من ثلاث كرات ذهبية (جولدن جلوب) حصل عليها، وكذلك دوره في Miss Congeniality مع ساندرا بولوك (2000)، أو دوره في Austin Powers in Gold member (2002)، وجدير بالذكر أن عبارة كين في الفيلم " كان يفترض بك أن تفجر الأبواب اللعينة فحسب"، اختيرت في استطلاع أجرته إحدى الصحف البريطانية كأفضل ثاني عبارة كوميدية في تاريخ السينما.

عبارة أخرى يقولها كين في نهاية هذا الفيلم: "أبقوا دقيقة كما أنتم يا أصدقائي، لدي فكرة عظيمة"، بينما العربة التي تحمل الذهب معلقة فوق جرف، قام أحد الفنانين بتحويلها إلى منحوتة شهيرة على أحد شواطئ إنجلترا.

أما الدور الذي يفضله كين من بين كل أعماله، والذي كان سبب شهرته وشعبيته في أمريكا، فهو دور زير النساء في فيلم Alfie (1966).

بدايات قاسية

ولد مايكل كين في 14 مارس 1933، واسمه الحقيقي موريس جوزيف مايكلوايت، تعرض لأهوال الحرب العالمية الثانية مع أسرته، للتهجير وفقدان بيتهم والعيش في بيت مؤقت لـ8 سنوات بعد الحرب، وانتقل إلى لندن في بداية الخمسينيات، وعاش لسنوات حياة وصفها في مذكراته بأنها كانت "قاسية حقاً". 

أما كيف تحول اسمه إلى مايكل كين، فلذلك قصة طريفة، في بداية عمله أطلق على نفسه مايكل وايت نسبة إلى اسم العائلة، ولكن بعد انتقاله إلى لندن كان يهاتف وكيل أعماله من هاتف عمومي، حين أخبره الأخير أن هناك بالفعل ممثلاً اسمه مايكل وايت، وأن عليه تغيير اسمه على الفور، تلفت مايكل حوله بحثاً عن اسم، ولفت نظره ملصقاً على إحدى دور العرض لفيلم اسمه "تمرد كين"، فأخبر وكيل أعماله ليكن "مايكل كين".

كثيرا ما روي كين القصة مازحاً أنه لولا وجود شجرة كانت تعيق رؤيته لربما أصبح اسمه "مايكل تمرد"، ولو أنه نظر إلى دار العرض المقابلة على الرصيف الآخر لربما أصبح اسمه "مايكل مئة كلب وكلب دالماسي"! 

الطريف أن كين الذي احتفظ باسمه الأصلي في الأوراق الرسمية على مدار عقود، اضطر إلى تغييره في 2014، بسبب الصعوبات التي بات يلقاها حين سفره في المطارات.

اللهجة.. نقمة ونعمة

يتسم أداء مايكل كين بلهجته اللندنية العامية، التي يطلق عليها "كوكني"، والخاصة بالطبقة العاملة البريطانية، وحين بدأ مسيرته الفنية لم يكن الكثيرون يستخدمون هذه اللكنة، حيث كان ينطق الأبطال عادة بلهجة شبه رسمية، ولكن عوضاً عن أن تتحول إلى عائق، فقد تحولت اللكنة العامية إلى ميزة وعنصر جاذبية إضافي، ومع الوقت إلى موقف اجتماعي حيث يرى كين أنه حافظ على هذه اللجنة لكي يعلم أبناء الطبقة العاملة أنه طالما شخص مثلي يستخدمها، فلا عيب في أن يستخدموها هم أيضاً.

وتزوج مايكل كين مرتين، الأولى من ممثلة زميله في شبابه المبكر، ولم يستمر الزواج سوى 4 سنوات، وبعد ذلك تزوج من شاكيرا بخش في 1973، وهي مسلمة عربية، ويعيش معها إلى الآن.

* ناقد فني

تصنيفات

قصص قد تهمك