مصر.. انقسام بسبب تأجيل 3 مهرجانات سينمائية وغنائية

time reading iconدقائق القراءة - 5
افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي الدولي - 13 نوفمبر 2022 - المكتب الإعلامي لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي
افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي الدولي - 13 نوفمبر 2022 - المكتب الإعلامي لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي
القاهرة-خيري الكمار

أثيرت في الوسط الفني المصري حالة من الجدل، بعد إرجاء إقامة الدورات الجديدة لمهرجانات الجونة السينمائي، والقاهرة السينمائي، والموسيقى العربية، لأجل غير مسمى، بعدما كان مقرراً انطلاقهم بين أكتوبر الجاري، ونوفمبر المقبل، وذلك تضامناً مع الشعب الفلسطيني الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة.

وتعددت وجهات النظر، حول إرجاء المهرجانات، إذ رأى البعض إقامتها في الميعاد المعلن، وإعلان التضامن والدعم الكامل للشعب الفلسطيني، وتوجيه رسائل للعالم كله عن الكارثة الإنسانية هناك، فيما أيد آخرون قرار التأجيل، مؤكدين أنه من الصعب تنظيم دورات جديدة في ظل الظروف الراهنة.

"ليست وسيلة ترفيه"

المخرج يسري نصر الله، استنكر قرار تأجيل مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، لأجل غير مسمى، قائلاً لـ"الشرق"، "كان من الممكن إقامة الدورة الجديدة في موعدها المحدد، واستثمار هذا الحدث الأهم فنياً في الشرق الأوسط لدعم فلسطين، من خلال عرض أفلام تتناول القضية الفلسطينية".

وأضاف أن "الفن وسيلة فعّالة لنقل القضايا الهامة، والقضية الفلسطينية تهم الأمة العربية كلها"، معرباً عن آماله بإقامة الدورة الـ45 من "القاهرة السينمائي" في أقرب وقت، واستغلالها في دعم القضية.

الرأي ذاته، للمخرج مجدي أحمد علي، والذي أبدى رفضه التام لتأجيل المهرجانات السينمائية التي كانت ستقام في تلك الفترة، قائلاً لـ"الشرق"، إن "التعامل مع السينما والمهرجانات باعتبارها وسيلة ترفيه، أمر خاطئ وغير مقبول، لأن السينما نشاط ثقافي جاد، كما أن المهرجانات ظاهرة ثقافية مهمة".

واقترح بضرورة إعادة النظر في قرار التأجيل، وعودة تنظيم تلك المهرجانات في أقرب فرصة، مع إلغاء الأجواء الاحتفالية المصاحبة لها.

ورفض الكاتب بشير الديك، قرارات التأجيل، قائلاً لـ"الشرق"، إن: "المهرجانات جزء مهم من الفن، واستمراره بصفة دورية دون انقطاع، شيء هام جداً، وتأجيلها لا يُمثل أحد أشكال الدعم للشعب الفلسطيني".

وتابع "الأنشطة الفنية الأخرى قائمة بشكلٍ طبيعي، وقنوات التلفزيون المختلفة، تعرض أفلاماً ضمن خريطتها، فكان من الأفضل إقامة المهرجانات الفنية المختلفة واستغلالها بمختلف الصور في دعم القضية الفلسطينية بشكل حقيقي ومؤثر".

قرار خاطئ

ورأى الناقد طارق الشناوي، أن "قرار تأجيل المهرجانات، خاطئ تماماً، وكأن هناك نظرة إليها بأنها تحمل إسفافاً وخروجاً عن الآداب، لكن للأسف هناك نظرة سلبية تجاه المهرجانات الفنية في العالم العربي".

وأوضح أن "الإلغاء أو التأجيل، لا يعد تضامناً، بالعكس كان من الأفضل إقامة هذه المهرجانات في موعدها، وتوجيه رسائل دعم وتضامن حقيقية، حتى وإن ارتدى الضيوف الكوفية الفلسطينية على الأقل"، متابعاً أن "تأجيل المهرجانات لا يقتصر على مصر فحسب، بل امتدت إلى قطر وتونس أيضاً".

وتابع "رغم تأجيل هذه المهرجانات لإشعار آخر، دون تحديد موعد جديد، فأرى أنه من الصعب إقامتها في موعد لاحق، لأنه من الضروري التنسيق أولاً مع الاتحاد الدولي للمنتجين المسؤول عن المهرجانات الدولية، فالأمر ليس سهلاً إطلاقاً".

وناشد، الدكتورة نيفين الكيلاني، وزيرة الثقافة المصرية، بضرورة تنظيم دورة استثنائية من مهرجان الموسيقى العربية، لدعم الشعب الفلسطيني.

تأجيل وليس إلغاء 

ومن جانبه انتشال التميمي مدير مهرجان الجونة ل"الشرق " أنه ضد إلغاء المهرجانات؛ لأن السينما موقفها صلب ومؤثرة، وليس كما يرى البعض ان التأثير جانبياً"، وتابع "التأجيل ممكن؛ لأن حجم المجازر كبير والناس غير مؤهلة نفسيا وهو الرأي الذي اتجهنا إليه في الجونة"

وتابع التميمي "مهرجان الجونة لم يتم إلغاؤه الي الآن، لكن أجلنا الي 27 أكتوبر، ثم أجلنا الي أجل غير مسمى، وهذا ليس إلغاء"

وفي المقابل، رأى الناقد الفني أمجد مصطفى عضو اللجنة العليا لمهرجان الموسيقى العربية، أن "إقامة المهرجانات في هذا الوقت، صعب للغاية، وذلك بسبب الأجواء الاحتفالية التي تصاحب هذه المهرجانات".

وتابع أمجد لـ"الشرق"، "غير مقبول أن نحتفل في القاهرة، وهناك حرباً دائرة في فلسطين، وفي حال إلغاء مظاهر الاحتفال، فسيتحول الأمر بالنهاية إلى سرادق عزاء، رغم أن فعاليات المهرجانات تتضمن تكريم بعض الشخصيات الفنية"، متسائلاً بقوله: "كيف سيُكرم هؤلاء الأشخاص دون احتفال؟".

ولفت إلى مقترح بأن تقام الدورة الجديدة من مهرجان الموسيقى العربية، في أقرب موعد، مع تخصيصه لغناء الأغاني الوطنية فقط.

تصنيفات

قصص قد تهمك