تحتفي سينما زاوية بالقاهرة، بمسيرة المخرج علي بدرخان، من خلال عرض 5 من أهم أفلامه على مدار شهر ديسمبر الجاري، حيث يُمثل هذا العدد نصف الأفلام الذي قدمها في مشواره الفني، الذي انطلق عام 1973، بفيلم "الحب الذي كان".
وتضم قائمة الأفلام المُقرر عرضها، كل من "الكرنك"، من ضمن أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية، كما سيُعرض "الحب الذي كان"، و"أهل القمة"، و"الجوع" و"شفيقة ومتولي".
وفي مصادفة فنية، فإن الأفلام الـ5 الذي وقع عليها الاختيار لعرضها في إطار الاحتفاء ببدرخان جميعها من بطولة سعاد حسني، والذي تزوجها في الفترة من (1970 - 1981).
وافتتح فيلم "أهل القمة" برنامج الاحتفالية، حيث عُرض السبت، بحضور المخرج علي بدرخان، والذي دخل في جلسات نقاشية مع الجمهور، مع نهاية عرض الفيلم.
نقص التمويل
المخرج علي بدرخان، قال لـ"الشرق"، إنه تناول قضايا مجتمعية مهمة من خلال أفلامه، وكان يطمح لتقديم المزيد من القضايا، إلا أن نقص التمويل حال دون ذلك، لافتاً إلى أحد أحلامه الفنية السابقة، بتنفيذ فيلم عن القضية الفلسطينية، وآخر عن القضية الكردية، "بدأت التحضير بالفعل لهذين الفيلمين منذ فترة طويلة، لكن توقفت عنهما لعدم وجود تمويل".
وأبدى رضاه التام عن مشواره السينمائي، كونه قدّم تجارب مؤثرة وحقيقية، ووصلت لقطاع كبير من الجمهور بمختلف الفئات العمرية، موضحاً أن "هناك أفلاماً خرجت إلى النور بصعوبة بالغة، وواجه تحديات وضغوط ضخمة في تنفيذها، إلا أنه تمسك بها دون تراجع".
صداقة طويلة
الفنان عبد العزيز مخيون، تحدث عن علي بدرخان، باعتباره صديقاً له منذ عقود طويلة، كما أنهما تعاونا سوياً في فيلم "الجوع" عام 1986، قائلاً لـ"الشرق"، إنّ: "صداقتي بـعلي نشأت داخل معهد السينما عام 1962، قبل انتقالي إلى معهد فنون مسرحية، واستمرت صداقتنا قائمة منذ ذلك الحين، ولم تنقطع يوماً".
وأوضح أن علي بدرخان، رشحه للمشاركة في فيلم "الجوع"، منذ أن كان العمل مجرد فكرة، قائلاً: "كنت معه في كل مراحل التحضير لهذا المشروع، وكنا نعقد جلسات نقاشية بشكلٍ شبه يومي في حديقة منزله، وكنت أشارك معه أثناء كتابة الحوار، ولذلك استوعبت جيداً الشخصية التي قدمتها داخل العمل".
وأكد أن "الصداقة والتقارب الشديدين بيننا في أثناء تحضير الفيلم، جعلني أتفهم تماماً وجهة نظره كمخرج، وفي التصوير كنت أتفهم أي ملاحظة له، بمجرد النظر في عينه، واستوعب سريعاً ما يريده"، متابعاً أن "الفيلم قُدّم برؤية فنية خالصة، ولم يكن بغرض تجاري إطلاقاً".
وأشار إلى أن "هذا الفيلم لاقى اهتماماً كبيراً من صُنّاع السينما من مصر والدول العربية، وبعضهم كان يتردد على التصوير من وقتٍ لآخر، مثل صلاح جاهين، ومخرجين ونقاد عرب".
مخرج استثنائي
من جانبها، أكدت الناقدة ماجدة خير الله، أن "المخرج علي بدرخان، أحد أهم مخرجي السينما العربية، رغم قلة عدد الأفلام الذي قدّمها طوال مشواره الفني، وذلك جاء لقدرته في دقة وحُسن اختيار الموضوعات والقضايا الذي يُنفذها".
وأضافت ماجدة، لـ"الشرق"، أن "علي كان يتصدى لتقديم قضايا مهمة خاصة بأزمنة مختلفة، فقد ناقش في فيلم (أهل القمة) موضوع الانفتاح الاقتصادي بكل أبعاده، وفي (الكرنك) تناول قضية مراكز القوى والفساد الذي أدى إلى الهزيمة، وفي فيلمه (الراعي والنساء) تناول موضوعاً إنسانياً مهماً تضمن تحديات عديدة، وفي فيلمه (شيلني وأشيلك) قدم محاولة جيدة لتقديم فيلم كوميدي يتضمن موضوعاً هاماً".
وأوضحت أن "علي بدرخان منذ بدايته الفنية، وهو يسعى ليكون له تاريخ سينمائي بارز، وأن يكون له بصمات سينمائية بأعماله لا يمحيها الزمن".