تسدل الستار على موسم دراما رمضان 2024، والذي شهد مشاركة 35 عملاً مصرياً متنوعاً، ما بين الاجتماعي، والكوميدي والتاريخي، منها 19 مسلسلاً، مكونة من 15 حلقة فقط.
وشهد هذا الموسم، عودة الأعمال التاريخية والتراثية بعد سنوات طويلة من الغياب، مثل "الحشاشين" و"جودر"، بجانب نجاح بعض الممثلين الشباب في جذب الانتاه، وفي المقابل أخفقت بعض المسلسلات في تحقيق نجاح جماهيري.
"الحشاشين" و"جودر"
الناقدة ماجدة خير الله، أشادت بمسلسل "الحشاشين"، الذي وصفته بـ"عمل فني يقترب من الكمال، على مستوى الإنتاج، ومواقع التصوير، والديكورات، والخدع البصرية، فضلاً عن الأداء التمثيلي بداية من جيل الكبار مثل كريم عبد العزيز وفتحي عبد الوهاب، وحتى الجيل الجديد، ومنهم أحمد عبد الوهاب"، متابعة أن "المسلسل نجح في جذب الجمهور، خاصة وأنه يتناول فترة زمنية، لم تتطرق لها الدراما المصرية من قبل".
كما أشادت بمسلسل "صلة رحم"، قائلة: "لم يُخيب الآمال، وكُتب بشكلٍ محكم، وناقش وجهات نظر لم تُطرح من قبل، وتطرق لقضايا حساسة، مع أداء تمثيلي متميز، خاصة إياد نصار وأسماء أبو اليزيد"، لافتة إلى أن "أعلى نسبة مشاهدة" نجح في جذب الجمهور، كونه يناقش قضية عصرية، بجانب الظهور المختلف لسلمى أبو ضيف، وانتصار، ومحمد محمود، كما أن أغلب مواقع التصوير كانت واقعية.
وأضافت أن "لحظة غضب" من الأعمال الجيدة أيضاً، وقدم الإثارة والتشويق بشكلٍ مختلف، باستثناء الحلقة الأخيرة لم تكن موفقة تماماً، لافتة إلى أن "جودر" قُدم على نحو رائع على مستوى الكتابة والإخراج والمؤثرات البصرية الحديثة.
ورأت أن "الأعمال الكوميدية، اعتمدت هذا العام على المواقف، بعيداً عن الإيفيهات المبتذلة والسخرية من الشكل واللون، فضلاً عن تميزها بالإيقاع السريع، والإتقان في اختيار ضيوف الشرف"، كما هو الحال في "بابا جه"، و"أشغال شقة" و"كامل العدد+1".
مسلسلات مخيبة للآمال
واستعرضت ماجدة خير الله، الأعمال المخيبة للآمال من وجهة نظرها، منها "إمبراطورية ميم"، قائلة: "عمل يستعرض مناطحة الآباء للأبناء، فهو غير مناسب للأسرة المصرية، وليس هناك مبرر لعرضه في 30 حلقة".
وتابعت أن "عتبات البهجة" قُدم وفق رؤية قديمة، وكأنه يُعرض في فترة الثمانينيات من القرن الماضي، فالكتابة والإخراج كان على درجة كبيرة من الإحباط، رغم أن القصة مستوحاة من رواية للكاتب إبراهيم عبد المجيد، والبطولة ليحيى الفخراني، الذي عاد إلى الدراما بعد غياب عامين.
وأضافت أن "خالد نور وولده نور خالد" جاء عكس توقعاتها، فقد كانت تأمل مستوى كوميدياً مختلفاً من قبل شيكو وكريم محمود عبد العزيز.
الدراما العالمية
ومن جانبه، قال الناقد خالد محمود، لـ"الشرق"، إن: "الدرس الكبير الذي يمكننا أن نقف أمامه، ونحن نلملم أوراق أحد أهم مواسم الدراما الرمضانية، هو أننا نستطيع أن نخطو بأعمالنا إلى مصاف الدراما العالمية المبهرة بمفرداتها الفنية، وأن يكون لنا مريدون وجمهور من مختلف دول العالم، وهو ما اقتربنا منه بالفعل هذا العام".
وأوضح أن "هذا الموسم تضمن أعمالاً تجاوزت المألوف في الأفكار والموضوعات، فقط المسألة كانت تحتاج إلى وعي في الإنتاج، وهو ما تحقق مثلاً في (الحشاشين) الذي تشاهده جماهير من جنسيات أخرى".
ولفت إلى أن "بعض صُناع الأعمال من مخرجين ومؤلفين، لديهم إصرار على التمسك بالحلم، وتحديد الهدف، وكسر حدود الخيال، خاصة لدى جيل الشباب"، مشيداً بـ"ملامسة خيوط ومفردات تقنية الصناعة الجديدة واقتحامها بجرأة، سواء في الجرافيك أو الديكور والملابس".
وتابع "على الجانب الآخر من دراما 2024، هو أن هناك عدداً من النجوم عليهم تجاوز الخطوط النمطية، وألا يخافوا من التجديد واقتحام مناطق وشخصيات أخرى، فالتجريب عنصر مهم حتى يستطيعوا صناعة تاريخ فني، ومشوار متعدد الوجوه، فقد بات اللعب على المضمون أمراً غير مقبول، في ظل وجود جمهور لديه ثقافة مختلفة، أعرف أنه قرار صعب، لكن حان وقته قبل فوات الأوان".
فشل اللجان الإلكترونية
أما الناقد أحمد النجار، أكد لـ"الشرق"، أن "هذا الموسم كشف فشل اللجان الإلكترونية، بعدما فشل بعض النجوم في تحقيق النجاح المتوقع، مثل مصطفى شعبان، وأمير كرارة، وغادة عبد الرازق، ونيللي كريم، بينما حقق الشباب نجاحات مبهرة، مثل سلمى أبو ضيف، بجانب جدارة بعض الفنانين، كرياض الخولي، ووفاء عامر، وأحمد رزق وباسم سمرة".
وقال إن "الجمهور يميل إلى الدراما التي تعتمد على المضمون الجيد، وهذا الموسم كان مليئاً بالأعمال المميزة والمتنوعة، ويُعد واحداً من أهم مواسم الدراما، كما أنه أفرز عدداً من المخرجين الجيدين، مثل ياسمين أحمد كامل، وعبد العزيز النجار وإبرام نشأت".
فيما قال الناقد سيد محمود، لـ"الشرق"، إنّ: رمضان 2024، ظهر وكأنه انقسم إلى موسمين، وليس موسماً واحداً متصلاً، وذلك بسبب كثرة المسلسلات المكونة من 15 حلقة، عكس الأعوام الماضية، لذا يعتقد أن الدراما المكونة من 30 حلقة في طريقها إلى الاختفاء.
وتابع "الممثلون الذين حققوا نجاحاً حقيقياً، هم: طارق لطفي، وفتحي عبد الوهاب وياسر جلال، أما الأسوأ نيللي كريم، وغادة عبد الرازق وأحمد مكي".
تفوق حقيقي
الناقدة ماجدة موريس، رأت أن "الحشاشين" فاق التوقعات، كونه يشهد مرحلة جديدة من الدراما التاريخية في مصر، موضحة لـ"الشرق"، أن "هذه النوعية أثبتت إمكانية تقديم تجارب متطورة مثل الأعمال الأجنبية، التي اتجه إليها الجمهور المصري، بعد توقف التلفزيون المصري عن الإنتاج، فقد كان رائداً في الدراما التاريخية".
وأضافت أن "جودر" يُعيد مصر مُجدداً لتقديم الأعمال التراثية، الذي سبق وكانت تقدمه الإذاعة، متابعة أن "المسلسل قُدّم بمستوى فني جديد، وعناصره متميزة".
وأشادت بتقديم مسلسل "مليحة" في هذا التوقيت، الذي يتزامن مع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والممتد منذ شهر أكتوبر الماضي دون توقف، قائلة إن: "العالم لم يعد كما كان، وبالتالي كان لا بد تقديم عمل يبرز دور مصر في دعم القضية الفلسطينية".
وشددت على أهمية الأعمال التي تناولت العلاقات العائلية بين الآباء، والأبناء والأحفاد، مثل "عتبات البهجة"، و"كامل العدد+1"، و"بابا جه" و"إمبراطورية ميم"، قائلة إن: "هذا أمر مهم، لأن المجتمع شهد تغيراً كبيراً عكس أي وقت مضى، وأصبح هناك فروق كبيرة بين الأجيال، كما أنها ناقشت علاقتنا بالسوشيال ميديا"، متابعة "لم أتوقع أن هذا العام سيشهد أعمالاً بها هذا القدر من التنوع الفكري والدرامي".
ورأت أن مسلسل "صيد العقارب" لم يكن موفقاً، رغم بدايته المميزة، لكن مع توالي الأحداث، ظهرت مواقف تبدو، وأنها غير واقعية، لافتة إلى أن الدراما الصعيدية كانت دون المستوى أيضاً بسبب تكرار الطريقة والأسلوب والحوار.
واختارت ماجدة موريس، الأفضل في دراما رمضان، منهم آسر ياسين، وإياد نصار، ويحيى الفخراني، وصابرين، وبسمة، ورشدي الشامي، وخالد النبوي، وياسر جلال، وصلاح عبد الله، وأحمد عبد الوهاب، ومحمد دسوقي، وسلمى أبو ضيف، وعصام عمر، متابعة "هناك جيل من الشباب، قادرين على تقديم بطولات كاملة".