
غيّب الموت، الموسيقار المصري جمال سلامة، الجمعة، عن عمر ناهز 76 عاماً، داخل أحد مستشفيات القاهرة، متأثراً بمضاعفات إصابته بفيروس كورونا.
وكان الراحل، قد دخل إلى المستشفى قبل أيام، بعد تدهور حالته الصحية إثر إصابته بالفيروس، ما دفع نقابة "الموسيقيين" إلى متابعة حالته وتقديم العون والمُساعدة له.
وتواكب وفاة سلامة الفترة التي طالما ارتبط اسمه بها، إذ كان حاضراً بقوة عبر أعماله في المناسبات الدينية، خاصة شهر رمضان والأعياد، لما قدّمه من أغانٍ عاشت في وجدان المصريين، منها: "والله بعودة يا رمضان" و"أهلاً بالعيد".
وأثرى الفقيد المكتبة الموسيقية بمئات الأغاني، تعاون فيها مع كبار النجوم في مصر والوطن العربي، منهم: صباح، وماجدة الرومي، وسميرة سعيد، وصوفية صادق، فضلاً عن تقديمه الموسيقى التصويرية للعديد من الأفلام، مثل "حبيبي دائماً".
الفارس النبيل
ونعت وزيرة الثقافة المصرية، الدكتور إيناس عبد الدايم، الموسيقار جمال سلامة، قائلة إنّ "ميدان الإبداع العربى فقد فارساً نبيلاً وعبقرية موسيقية، وأحد الأيقونات الفنية والذى نجح خلال مسيرته فى خلق شكل مميز لمؤلفات ستبقى خالدة فى الذاكرة والوجدان". كما تقدّمت نقابة المهن الموسيقية، برئاسة الفنان هاني شاكر، في بيان، بخالص العزاء إلى أسرة الفقيد.
وأعربت الفنانة لطيفة التونسية، عن حزنها الشديد لوفاة جمال سلامة، واصفة إياه بقولها: "أعظم أخ وأستاذ وفنان.. ورحيله خسارة كبيرة"، كما نعاه الملحن عزيز الشافعي، والشاعر أيمن بهجت قمر.
بصمة كبيرة
ويرى الناقد طارق الشناوي أنّ "جمال سلامة، يُعد أكثر موسيقار استطاع توظيف العلم والخبرات التي اكتسبها من دراسته في موسكو، إلى النغم الشرقي، منها أنّ والده حافظ سلامة، واحدٌ من الكبار الذين حققوا نجاحاً كبيراً في عالم الموسيقى.
وقال الشناوي، لـ"الشرق" إنّ "الفقيد كان مُحباً للأعمال الوطنية، وبدايته في التلحين كانت مع كبار النجوم، فقد مزج الموسيقى الغربية بالنغم والحس الشرقي، وبعض أعماله ما زالت من علامات الموسيقى حالياً".
ومن جانبه، أوضح الناقد الموسيقي أمجد مصطفى، لـ"الشرق"، أنّ "جمال سلامة قدّم أشكالاً غنائية مختلفة وترك بها بصمة كبيرة، إذ كان لموسيقاه بُعد غربي يتناسب مع كل الأعمار".
وأفاد بأنّ "الراحل قدّم مقطوعات موسيقية استثنائية في الأفلام والمسلسلات، وكذلك الأغاني الوطنية، لذلك أعماله ستظل باقية لزمن طويل".
تعاون ونجاحات
وتعاون جمال سلامة مع كبار النجوم، لعلّ أبرزهم المطربة ماجدة الرومي، التي تجمعه علاقة صداقة بها منذ أكثر من 4 عقود.
وتعاون سلامة والرومي في عدة أغانٍ منها "عيناك ليالٍ صيفية"، وقصيدة "نعترف أمام الله" من كلمات الشاعر الراحل نزار قبانى، ونشيد "بيروت يا ست الدنيا"، وغيرها.
كما حقق نجاحاً كبيراً مع الفنانة سميرة سعيد، في أكثر من 20 أغنية تقريباً، منهم: "قال جاني بعد يومين"، و"مش هتنازل عنك أبداً"، و"واحشني بصحيح"، و"سيبني لوحدي"، و"تعبك راحة"، و"آه لو منتش حبيبي".
رحلة موسيقية
جمال سلامة، من مواليد الإسكندرية 5 أكتوبر عام 1945، وينتمي إلى عائلة فنية، إذ درس الموسيقى منذ الصغر وتخصص في آلة البيانو، ثم التأليف الموسيقي في كونسرفتوار القاهرة بأكاديمية الفنون، وتشايكوفسكي بموسكو، وحاز منها أعلى شهادة في التأليف الموسيقي، والتي تعادل درجة الدكتوراه.
كما حصل الموسيقار الراحل على دبلوم المعهد القومي العالي للموسيقى من كونسرفتوار القاهرة، وعمل عضو هيئة تدريس بأكاديمية الفنون، كما شغل عضوية لجنة الموسيقى بالمجلس الأعلى للثقافة، وتولى قيادة الفرقة القومية للفنون الشعبية، وكرمته وزارة الثقافة فى مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية في نوفمبر الماضي.