لبنان وإسرائيل يوقعان على اتفاق ترسيم الحدود البحرية

time reading iconدقائق القراءة - 8
موكب لمسؤولين لبنانيين وأميركيين يتوجه إلى مقر الأمم المتحدة في رأس الناقورة جنوب لبنان لتوقيع اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل. 27 أكتوبر 2022. - REUTERS
موكب لمسؤولين لبنانيين وأميركيين يتوجه إلى مقر الأمم المتحدة في رأس الناقورة جنوب لبنان لتوقيع اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل. 27 أكتوبر 2022. - REUTERS
دبي -الشرق

وقّع كلّ من لبنان وإسرائيل على اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين البلدين في قاعدة الأمم المتحدة في رأس الناقورة جنوب لبنان، بعد أن وافق الطرفان على شروط الاتفاق الذي تم بوساطة أميركية.

وهنأ الرئيس الأميركي جو بايدن "إسرائيل ولبنان على إبرام اتفاقهما رسمياً من أجل حل النزاع الحدودي البحري الذي طال أمده"، مضيفاً: "لقد اتخذ الطرفان اليوم في الناقورة (لبنان) الخطوات النهائية لدخول الاتفاق حيز التنيفذ، وتم تقديم الأوراق النهائية إلى الأمم المتحدة بحضور الولايات المتحدة".

من جهتها، رحبت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا، بتسليم الرسائل المتعلقة بترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل في أعقاب الوساطة الأميركية الناجحة التي قادها المنسق الرئاسي الخاص آموس هوكستين.

وذكرت المنسقة الخاصة بعد تسلمها الإحداثيات البحرية الموقعة من كلا البلدين في مقر الأمم المتحدة في الناقورة: "إنه إنجاز تاريخي على مستويات عدة. آمل أن يكون بمثابة خطوة لبناء الثقة من شأنها تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة وتأمين المنافع الاقتصادية لكلا البلدين".

وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي يائير لبيد اعتبر في مستهل جلسة الحكومة الخاصة للمصادقة على الاتفاق، بأنه "بمثابة إنجاز عظيم لدولة إسرائيل، وإنجاز لحكومة إسرائيل، نظراً إلى أن الحديث يدور حول اتفاقية تعزز وتحصن أمن إسرائيل وحرية تصرفنا في مواجهة حزب الله والتهديدات الصادرة عن الشمال".

وأضاف: "يسود هناك إجماع نادر لدى كافة أجهزة الأمن حول حيوية هذا الاتفاق، إذ يجمع كل من وزير الدفاع بيني جانتس، والجيش الإسرائيلي، وجهاز الموساد، وجهاز الأمن العام، وهيئة الأمن القومي، على هذا الأمر، وعلى مساهمته في تعزيز أمن إسرائيل وفي تلبية احتياجاتنا العملياتية".

وأضاف أنه "إنجاز دبلوماسي، فاعتراف دولة عدو بدولة إسرائيل، من خلال اتفاقية خطية، وأمام مرأى المجتمع الدولي بأسره، أمر لا يحدث إلا نادراً. ووقوف الولايات المتحدة وفرنسا وراءنا، وتقديم الضمانات الأمنية والاقتصادية من قبلهما لهذه الاتفاقية أمر قلما يحدث".

وتابع أنه "إنجاز اقتصادي. فأمس بدأ الاستخراج من حقل كاريش. وستحصل إسرائيل على نسبة 17% من الأرباح الناتجة عن حقل قانا، وهو ما سيضخ لاقتصاد الدولة الأموال التي ستصرف على الرفاهية والصحة والتربية والتعليم والأمن"، مشيراً إلى أن "دولة إسرائيل تستفيد اليوم أمنياً واقتصادياً ودبلوماسياً، وكذلك من ناحية الطاقة".

والتوقيع الإسرائيلي الرسمي الخميس، يأتي بعدما رفضت المحكمة العليا الإسرائيلية، الأحد، التماسات كان من شأنها أن تعرقل الاتفاق، إذ أبدت المعارضة الإسرائيلية رفضاً لأسلوب تعامل الحكومة مع الاتفاق.

لكن لبيد، قال إن موافقة حكومته كافية، بينما يقول معارضوه إنَّ الكنيست لا بد أن يصدق عليه، خاصة خلال فترة التحضير للانتخابات، إذ من المقرر أن يعقد جلسة خاصة لمجلس الوزراء، الخميس، وسط توقعات بأن تشهد الجلسة تصويتاً على اتفاق الترسيم مع لبنان.

وبحسب وكالة "رويترز"، يزيل قرار المحكمة إحدى العقبات الأخيرة التي يمكن أن تعطل الاتفاق في إسرائيل.

موافقة لبنان

وفي وقت سابق، أعلن نائب رئيس مجلس النواب إلياس بو صعب، أن الرئيس اللبناني ميشال عون وقع خطاباً يحتوي موافقة البلد الرسمية على المقترح الأميركي لترسيم الحدود البحرية بين إسرائيل ولبنان.

وقال بو صعب في مؤتمر صحافي من بيروت، إن الرسالة التي سلمها الوسيط الأميركي آموس هوكستين إلى الرئيس "لا تتضمن معلومات جديدة، بل هي ذاتها المتفق عليها، لكنها أصبحت الآن رسمية".

وتابع أن الرئيس عون وقع رسالة وزعت سابقاً على وسائل الإعلام تنص على استلام لبنان الرسالة الأميركية، ووافق على مضمونها، لكنها لم تسلم للوسيط الأميركي لأن الرئيس عون كلف وفداً بتسليم الرسالة في الناقورة.

ويضم الوفد اللبناني كل من مدير عام رئاسة الجمهورية أنطوان شقير والعميد الركن منير شحادة مفوض الحكومة لدى القوات الدولية، ووسام شباط عضو هيئة إدارة النفط وأحمد العرفة رئيس مركز الاستشارات القانونية.

وأوضح بوصعب أن هناك رسالة ثانية وقعت من قبل وزارة الخارجية اللبنانية موجهة إلى الأمم المتحدة، تشير إلى تسلم لبنان نسختين عن الرسائل التي جرى تسليمها واستلامها من الوفد الأميركي المفاوض، معتبراً أن "عهداً جديداً قد بدأ" بعد التوقيع على هذا الاتفاق.

في مصلحة الطرفين

من جانبه، قال الوسيط الأميركي: "أجريت الكثير من الاجتماعات خلال الأشهر الماضية، ممتن للجانب اللبناني للتوصل إلى اتفاق تاريخي يسمح بخلق فرص اجتماعية واقتصادية للطرفين".

وأضاف: "من المهم جداً الآن ألا نركز على هذه المرحلة الانتقالية، بل على كيفية المضي قدماً، هذه ستكون نقطة تحول اقتصادية للبنان تمكنه من الاستثمار ورفع مستوى الاقتصاد في البلاد".

وبشأن توزيع الغاز من "حقل قانا"، قال الوسيط: "ما من أمر سيأخر العمل في لبنان. الاتفاق يسمح بمباشرة العمل في بلوك رقم 9 والذي تقوده شركة توتال، لأعمال التطوير والاستكشاف. ما من أمر من شأنه منع تلك العائدات عن الطرف اللبناني".

وتابع أن "الاتفاق يسمح للبنان بإكمال عمله، وقد وافقت الولايات المتحدة على كونها وسيط لأي استفسار، النية الجيدة تسمح بالمضي قدماً"، وسيكون الاتفاق "لصالح الطرفين. كلا الطرفين فائز حال الاستمرار بالاتفاق من دون خروقات".

وجاءت هذه التصريحات بعد لقاء عون مع الوسيط الأميركي آموس هوكستين، حيث سلمه الرسالة الرسمية في ما يتعلق باتفاق ترسيم الحدود البحرية الجنوبية.

وقال في تغريدة نشرها حساب الرئاسة اللبنانية على "تويتر"، أن الرئيس عون تسلم من الوسيط الأميركي الرسالة، وذلك بعد لقاء الوسيط الأميركي في حضور نائب رئيس المجلس النيابي إلياس بو صعب، ووزير الخارجية عبد الله بو حبيب، وأعضاء الوفد المفاوض مع الجانب الأميركي.

من جانبه، التقى رئيس الحكومة اللبنانية لتصريف الأعمال نجيب ميقاتي الوسيط الأميركي بوقت سابق صباح الخميس في مقر الحكومة، قائلاً: "نأمل أن يكون ما تحقق خطوة أساسية على طريق الإفادة من ثروات لبنان من الغاز والنفط، بما يساهم في حل الأزمات المالية والاقتصادية التي يمر بها لبنان، ويساعد الدولة على النهوض من جديد".

وأضاف: "التعاون بين مختلف المسؤولين اللبنانيين، بمساعدة أصدقاء لبنان، حقق هذه الخطوة النوعية الأساسية في تاريخ لبنان، بعد سنوات من العمل الدؤوب"، مؤكداً أن الاهتمام الشخصي للرئيسين الأميركي جو بايدن والفرنسي إيمانويل ماكرون "أعطى دفعاً لمسار جديد في المنطقة ولدعم لبنان لاستعادة عافيته الاقتصادية".

يشار إلى أن الاتفاق يرسم الحدود بين المياه اللبنانية والإسرائيلية لأول مرة، ويضع أيضاً آلية تكفل لكلا البلدين الحصول على عوائد من استكشاف شركة "توتال إنرجيز" لحقل غاز بحري يمتد عبر الحدود.

وأجري لبنان وإسرائيل مفاوضات لترسيم الحدود البحرية المشتركة منذ العام 2020، ما من شأنه أن يساعد في تحديد موارد النفط والغاز لكل دولة، ويمهد الطريق لمزيد من عمليات الاستكشاف.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات

قصص قد تهمك