تقرير: حارس أمن بريطاني يقر بتهمة "التجسس" لصالح روسيا

time reading iconدقائق القراءة - 6
ضباط شرطة ألمان عند حاجز أمني بجانب السفارة البريطانية في برلين، 24 فبراير 2022. - REUTERS
ضباط شرطة ألمان عند حاجز أمني بجانب السفارة البريطانية في برلين، 24 فبراير 2022. - REUTERS
دبي-الشرق

أقرّ حارس الأمن بالسفارة البريطانية في برلين، ديفيد بالانتاين سميث، بانتهاك قانون الأسرار الرسمية، بعدما أمضى ما لا يقل عن 10 أشهر في التجسس لصالح روسيا، وفق ما ذكرت شبكة "سكاي نيوز" البريطانية.

وبحسب تقرير نشرته الشبكة، الجمعة، أُلقي القبض على سميث (58 عاماً) في عملية سرية، واعتُقل من قبل الشرطة الألمانية قرب منزله في مدينة بوتسدام في 10 أغسطس من العام الماضي.

8 تهم بالتجسس

ووفقاً للتقرير، كان سميث، الذي تعود أصوله إلى بلدة بيزلي قرب جلاسكو في اسكتلندا، نقل أسراراً إلى الملحق العسكري الروسي، تضمنت تفاصيل حول أنشطة، وهويات، وعناوين، وأرقام هواتف لأفراد في السفارة البريطانية بالعاصمة الألمانية.

وأشارت الشبكة البريطانية إلى أن المعلومات تهدف إلى أن تكون "أداة مفيدة لعدو"، وتحديداً الدولة الروسية، وأن سميث قال إنه يكره بريطانيا وألمانيا، وأعرب عن غضبه من دعم الدولتين لـ"المثليين".

وعثرت الشرطة على نقود لم يُعرف مصدرها، إضافة إلى رسائل بريد إلكتروني ووثائق تحمل علامة "سري"، مُعدة على ما يبدو لنقلها إلى الروس.

وذكرت التحقيقات أنه تم إلقاء القبض على سميث بعد اتصال تلقاه من شخص، يُعتقد أنه يعمل لصالح المخابرات العسكرية في روسيا.

وخلال مثوله في المحكمة الجنائية المركزية في إنجلترا وويلز، اعترف حارس الأمن البريطاني بالذنب في 8 اتهامات من أصل 9، وُجهت إليه بموجب قانون الأسرار الرسمية لعامي 1911 و1920.

وذكرت "سكاي نيوز" أن الحظر المفروض على النشر في القضية رُفع بعد قرار النيابة عدم مواصلة المحاكمة في التهمة المتبقية.

معلومات حول السفارة

وعمل سميث كحارس أمن في السفارة البريطانية ببرلين منذ 8 سنوات، وبحسب الاتهامات الموُجهة إليه، تواصل مع اللواء سيرجي تشوخوروف، الملحق العسكري الروسي في السفارة الروسية في ألمانيا، في الفترة بين 31 أكتوبر و1 ديسمبر 2020.

وأُرسل خطاب من مكان قريب من عنوان منزل سميث يحتوي على عدد من الوثائق وصور لتصاريح أمنية من السفارة البريطانية في برلين، وخلص تحليل لخط اليد أُجري في وقت لاحق إلى عدم وجود دليل قوي على أن سميث قد كتب العنوان على المظروف.

وفي الفترة بين 31 أكتوبر 2020 و10 أغسطس 2021، تمكن سميث من جمع ملفات "سرية" تتعلق بعمليات، وتصميم، وأنشطة السفارة البريطانية في برلين.

وفي 5 أغسطس من العام الماضي، التقطته كاميرات المراقبة في كشك الأمن وهو ينظر إلى نظام الكاميرات ويلتقط صوراً لشخص يُشار إليه باسم "ديمتري"، وفي الساعة 08:45 مساء، ظهر سميث وهو يقول لنفسه "هذا سيفي بالغرض.. سأحصل على الباقي غداً".

وفي اليوم التالي، عاد سميث عندما التقطته كاميرات المراقبة السرية مرة أخرى وهو يصور أجزءاً معينة من نظام السفارة، وظهر "ديمتري" مرة أخرى في لقطات كاميرات المراقبة، وفي نفس اليوم، أرسل معلومات إلى "شخص" بشأن إصلاحات في مباني السفارة.

وفي 9 أغسطس، اتصل شخص، يُعتقد أنه عضو في المخابرات العسكرية التابعة لروسيا، بسميث، وقدم له حارس الأمن معلومات حول السفارة. وغادر سميث عمله مبكراً في 10 أغسطس بعد أن اشتكى من الشعور بالإعياء، وألقت شرطة ألمانيا القبض عليه عندما عاد إلى منزله في بوتسدام.

وفتشت الشرطة منزل سميث وعدد من الأجهزة الإلكترونية المضبوطة، والتي تضمنت لقطات كاميرات المراقبة التي تُظهر سميث وهو يصور داخل السفارة في يومي 5 و6 أغسطس.

وثيقة رسمية حساسة

الشرطة الألمانية عثرت على مسودة خطاب بتاريخ 14 مايو 2020 موجّه إلى العقيد سيفوف، ملحق عسكري روسي سابق، يقول فيه سميث إنه يعمل في السفارة ولا يريد الكشف عن هويته.

وعرض سميث تقديم كتاب من قسم الدفاع، مصنّف كوثيقة "رسمية حساسة". وقال إن العقيد "قد يتمكن من الاستفادة منه". 
 
كما عثرت الشرطة أيضاً على مقطع فيديو لجولة قام بها سميث في مبنى، إضافة إلى صور لمعدات أمنية، وصور لتصاريح أمنية لموظفي السفارة، ومعلومات شخصية عن الموظفين، بحسب الشبكة البريطانية.
 
وتضمنت المعلومات التي جمعها سميث الهياكل التنظيمية بالسفارة، وبيانات الاتصال الخاصة بالموظفين، ومعلومات حول الأقسام التي يعملون بها، وكانت هناك أيضاً رسائل بريد إلكتروني ووثائق أخرى تحمل علامة "سري"، ونسخة من الوثائق التي طُلب من سميث تصويرها.



وقال محامي سميث ماثيو رايدر كيو سي للمحكمة في 4 نوفمبر، إن سميث لم يكن لديه أي "نية سيئة ضد بريطانيا"، وأن حارس الأمن ارتكب تصرفه بسبب حلاف مع موظفين في السفارة.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات